الظم و بواعثه
تعريف الظلم:
للظلم معنيان ، الظلم بالمعنى الاعم ، و الظلم بالمعنى الأخص.
الظلم بالمعنى الاعم ، و هو المعبّر عنه ضد العدالة، هو عبارة عن التجاوز وا لتعدي عن الحدّ الوسط في كل شيء كان ، و هذا يكون جامع للرذائل بأسرها، و قد يطلق عليه الجور ايضاً.
و أمّا الظلم بالمعنى الاخص ، فقد يراد به ما يرادف الاضرار و الايذاء بالغير ، و هو يتناول قتله ، و ضربه ، و شتمه ، و قذفه ، و غيبته ، و أخذ ماله قهراً و نهباً و غصباً و سرقة، و غير ذلك من الأقوال و الأفعال المؤذية.
و الظلم لغة ، وضع الشيء في غير موضعه ، فالشرك ظلم عظيم، لجعله موضع التوحيد عند المشركين. و عرفاً هو ، بخس الحق ، و الاعتداء على الغير ، قولاً أو عملاً ، و هو الظلم بالمعنى الأخص الذي ذكر آنفاً ، كالسباب و الاغتياب و مصادرة الاموال، و نحو ذلك من صور الظلامات المادية أو المعنوية.
بواعث الظلم:
بواعثه من مصادر شتى ، فإن كان الباعث العداوة و الحسد ، فيكون الظلم من رذائل قوة الغضب ، و إن كان باعثه الحرص و الطمع في المال ، فيكون من رذائل قوة الشهوة.
ذم الظلم:
الظلم من اعظم المعاصي ، و اشدّها عذاباً باتفاق جميع الطوائف ، و هو من السجايا الراسخة في أغلب النفوس ،
و قد عانت البشرية في تاريخها الطويل ألوان المآسي و الأهوال ، مما جهّم الحياة و وسمها بطابع كئيب رهيب ، من أجل ذلك كان الظلم جماع الآثام ، و منبع و داعية الفساد و الدمار، و يدل على ذمّه ما تكرر في القرآن من اللعن على الظالمين ، و كفاه ذماً أنّه تعالى قال في مقام ذم الشرك: «
انّ الشركَ لظلمٌ عظيم» ، [سورة لقمان: 13] ، و قال تعالى: «
لا يُفلح الظالمون» ، [سورة الانعام: 21] ، «
و الله لا يُحبّ الظالمين» ، [سورة آل عمران: 57] ، « إنَّ الظالمين لهم عذاب أليم» [سورة إبراهيم: 22]، وقال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «إنَّ أهون الخلق على الله مَن وليَ أمرَ المسلمين فلم يعدل لهم»، وقال (صلّى الله عليه وآله): «إتقوا الظلم، فانّه ظلمات يوم القيامة» [جامع السعادات: 2/23].
انواع الظلم و علاجه
الإسلام والسعادة الدنيويه
دور الدين في تغذية العقل والتفكير
علاقة النفس بالجسم والعقل والروح