الى اولئك المتلبسين بزي العلماء
الوصية السياسية الالهية لقائد الثورة الاسلامية الكبير ، و مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران ، اية الله العظمى الامام الخميني(قدس).
وصيتي الى تلك الطائفة من الروحانيين ، و المتظاهرين بالروحانية ، الذين يعارضون - بدوافع مختلفة - الجمهورية الاسلامية و مؤسساتها ، و يجعلون وقتهم وقفا على اسقاطها ، و يتعاونون مع المعارضين المتامرين ، و اصحاب اللعب السياسية ، واحيانا - كما ينقل - يقدمون لهم مبالغ طائلة تسلمّوها لهذا الهدف من الراسماليين الغافلين عن الله .
وصيتى لهؤلاء هي ، انكم لم تحصلوا على ايه نتيجة من هذه الاعمال المغلوطة حتى الان، ولا اظن انكم تحصلون .
الافضل - اذا كنتم فعلتم ذلك لاجل الدنيا و الله ، لن يدعكم تحققون هدفكم المشؤوم - ان تبادروا الى الاعتذار الى الله ما دام باب التوبه مفتوحا ، و تضموا صوتكم الي صوت الشعب الفقيرالمظلوم ، و تدافعواعن الجمهورية الاسلامية ، التى هي حصيلة تضحيات الشعب ، فان خير الدنيا و الاخرة في ذلك . بالرغم من اني لا اظن ان توفقوا للتوبة.
و اما اولئك الذين يعارضون بشدة اصل الجمهورية الاسلامية و حكومتها ، و ينشطون - قربة الى الله - في اسقاطها ، و بحسب تصورهم ، فان هذه الجمهورية اسوا من نظام السلطنة او مثله .. ، تحملهم على ذلك بعض الاشتباهات او بعض الاخطاء العمدية و غير العمدية الصادرة من اشخاص مختلفين او مجموعات مختلفة - و هي مخالفة لاحكام الاسلام .
فليفكر هؤلاء في الخلوات بنية صادقة ، و ليقارنوا بانصاف مع الحكومة و النظام السابق ، و ليلتفتوا ايضا الى ان الهرج و المرج وا لاخطاء و الانتهازية ، امور لا يمكن اجتنابها في ثورات العالم .
و انتم اذا انتبهتم ، و لاحظتم مشاكل هذه الجمهورية من قبيل ، المؤامرات والد عايات الكاذبة و الهجوم المسلح من خارح الحدود و داخلها و التغلغل ، الذي لا يمكن اجتنابه للمجموعات الفاسدة ولمعارضي الاسلام في جميع المؤسسات الحكومية بهدف اثارة سخط الناس على الاسلام و الحكومة الاسلامية ، و كون اكثر المتصدين او كثير منهم حديثي عهد بهذه الاعمال ، و نشر الشائعات الكاذبة من الذين حرموا من منافع ضخمة غيرمشروعة اوقلّ نفعهم ، النقص الملحوظ في قضاة الشرع ، و المشكلات الاقتصادية القاصمة للظهر ، و الاشكالات العظيمة في تطهير و تهذيب المتصدين - الذين هم عدة ملايين - و نقص الناس الصالحين الخبراء و المختصين ، و عشرات المشاكل الاخرى، التي لا يمكن للانسان ما لم يدخل المعترك ان يطلع عليها.
و من جهة اخرى الاشخاص المغرضون الراسماليون الكبار من مؤيدي السلطنة، الذين يضغطون على الفقراء و محرومي المجتمع باكل الربا و النفعية ، و اخراح العملة الصعبة ، و الغلاء الفاحش ، و التهريب والاحتكار - الى حد الهلاك - و يجرون المجتمع الى الفساد .
ياتون اليكم ايها السادة بالشكوى و الخداع و احيانا - من اجل الاقناع ، و اظهار انفسهم بمظهر المسلم الصافي - يعطونكم مبلغا بعنوان السهم [ الحقوق الشرعية] ، و يذرفون دموع التماسيح ، و يغضبونكم ، و يدفعون بكم الى المعارضة.
مع ان كثيرا من اولئك باستثماراتهم غير المشروعة، يمتصون دماء الناس ، و يهدمون اقتصاد البلد .
انني انصحكم نصيحة اخوية متواضعة ، ان لا يقع السادة المحترمون تحت تاثير هذا النوع من الشائعات المصطنعة ، و ان يقوّوا هذه الجمهورية قربة الى لله و حفطا للاسلام ، و يجب ان يعلموا انه اذا هزمت هذه الجمهورية الاسلامية ، فلن ياتي بدلا منها نظام اسلامي ، يرضى عنه بقية الله - روحي فداه - او مطيع لامركم ايها السادة بل يتولى الحكم نظام يرضى عنه احد قطبي القوة، و يياس محروموا العالم الذين اقبلوا على الاسلام والحكومة الاسلامة و يحبطون . و سينزوي الاسلام و الى الابد.. ، او تندمون انتم ، ايها السادة اذا كنتم تتوقعون ان تبذل كل الامور طبق الاسلام و احكام الله في ليلة واحدة ، فذلك خطا ، و لم تقع طيلة التاريخ البشري معجزة كهذه ، و لن تقع .
و في ، ذلك اليوم الذي يظهر فيه المصلح العام - ان شاء الله تعالى - لا تظنوا ان معجزة تقع ويتم اصلاح العالم في يوم واحد.. ، بل يتم عزل الظالمين والقضاء عليهم بالجهود و التضحيات ، و اذا كان رايكم مثل بعض العوام المنحرفين ، هو انه من اجل ظهور ذلك العظيم ، يجب العمل على تحقق الكفر و الظلم حتى يملا الظلم العالم ، و تتحقق علامات الظهور ، فانّا لله وا نّا اليه راجعون .
26 بهمن / 1 36 1 / 1 جمادي الاولى /1403 هـ
روح اللّه الموسوي الخميني