المعلم منبع الإبداع
إنها مهنة خير البشر و أفضل الخلق ، سيدنا
محمد صلى الله عليه و سلم . و قبل أن تكون مهنة كانت
رسالة و
أمانة ، تحمل أعبائها من لاينطق عن الهوى .
و انطلاقا من هذا ، كان المعلم وحيد عصره و فريدا من نوعه كونه ، كان مربيا يقود الجاهل ، و يهدي الضال ، و ينير الطريق، لكل من التجأ إليه من غير إفراط و لاتفريط فحق له ، أن يبجل ، و يحترم ، و ينظر إليه بمنظر الفخر و الاعتزاز . هذا الإنسان المثالي ، تخرج على يديه قائد الطائرة و رائد الفضاء و الطبيب و المهندس ..........فهو بمثابة الشمعة المضيئة ، التي تحترق لتنير الطريق أمام هؤلاء البشر ، الذين واصلوا الطريق ، و أناروا الدروب ، و رسموا معالم الحضارة ، و طوروا العلم و أساليب التعليم ، فكانوا سببا في تقدم البشرية و تحرير العالم من قيود الجهل و التخلف .
ولهذا
كان الحمل على المعلم ثقيلا ، حيث وضع أمام رسالة عظيمة ، التربية و التعليم ، فكان أن قدم تضحيات جسام للوصول إلى الغاية المنشودة ، و لذلك قـال الغزالي :« من اشتغل بالتعليم ، فقد تقلد أمرا عظيما ، و خطرا جسيما ».
و بغض النظر عن العلوم المتقدمة و المتطورة ، كعلم النفس التربوي و علوم التربية ، و ظهور الأنماط الجديدة للتعليم، كالتـدريس بـالأهداف الخـاصة و الأهداف الإجرائية و التدريس بالكفاءات - الطريقة المعمول بهاحاليا - التي سهلت العملية التعليمية على المعلم اليوم ، من حيث تبسيط المادة العلمية ، التي أخرجت مهنة التعليم من موهبة إلى صنعة . فبعد مرحلة تلقين المعارف ، و تقديمهاجاهزة ، أصبحت تقدم له آليات اكتساب المعرفة ، و هذا ما سعت إليه البيداغواجية الحديثة بتزويد المتعلمين بوسائل التعليم الذاتي ، للتركيز على آليات اكتساب المعرفة و بنائها ، و بهذا الأسلوب الجديد، نستطيع القول
أن المدرسة الحديثة ، أعطت للمتعلم مفتاح المعرفة لا المعرفة ذاتها كما فعلت المدرسة القديمة . ذلك أن المعلم منشط و منظم ، و ليس ملقنا ، و هو بذلك يسهل عملية التعليم ، و يدفع المتعلم إلى الإبداع و الابتكار .
فهو يعدالوضعيات ، و يحث المتعلم على التعامل معها . و المتعلم في هذه الحالة ، يعتبر محورالعملية التعليمية ، و عنصرا نشيطا فيها ، و هو المسؤول عن التقدم ، الذي يحرزه ، كما يساهم في تحديد المسار التعلمي . و على هذا أصبحت رسالة التعليم ، تتخذ أشكالا و أنماطا جديدة ، لم تكن موجودة من قبل . أنماط يتحكم فيها الأداء و السير الجيد و الاعتماد بالدرجةالأولى على التربية ، و أصول التدريس بصفة عامة ، و تتابع تطورات علم النفس التربوي ، الذي يزود المعلمين بمبادىء التعلم و التعليم وفنيات التدريس بصفة خاصة .