الصَفح الإسترجاعي في بريطانيا عن سحَرَة القرون الوسطى
بدأت جماعة من البريطانيين في جمع توقيعات ضمن حملة تدعو الحكومة البريطانية لمنح عفو استرجاعي لمئات الأشخاص الذين شنقوا حتى الموت بسبب اشتباههم في القيام بأعمال السحر بين القرنين السادس عشر والثامن عشر.
ويقول القائمون على الحملة إنّ الوقت قد حان لعرض سوء تطبيق العدالة الخطير الذي عانى منه رجال ونساء اتهموا بهتانا بكونهم سحرة. وتدعو العريضة وزير العدل جاك سترو إلى توصية الملكة إليزابيث الثانية بإصدار العفو. بحسب (CNN).
وقالت إيما أنجل، رئيسة جمعية أنجلس التي تقف وراء الحملة: نشعر أنه الوقت الآن لتغيير الصورة القاتمة. ورغم أنّ القانون قد تغيّر قبل مئات السنين وتطوّر المجتمع، لم يتمّ حتى الآن منح العفو للضحايا.
وأطلقت الجماعة موقعا على الانترنت تحت عنوان: الصفح عن السحرة، لجمع التوقيعات التي وصل عددها حتى الآن نحو 200. وتأمل الجماعة، وفق المتحدث باسمها بنجامين ويب، أن يساهم الهالوين في زيادة الحشد للحملة.
وتمّ إعدام نحو 400 شخص في إنجلترا للاشتباه في قيامهم بأعمال السحر، وأكثر من ذلك العدد في اسكتلندا، وفق الجماعة التي أشارت إلى أنّ قانون السحر الذي صدر عام 1735 أنهى محاكمات السحرة ولكنّ الكثير مازالوا يواجهون المحاكمات والسجن لجرائم أخرى من ضمنها الاحتيال.
وقال ويب: لقد تحوّل من أمر روحي إلى أمر جنائي ولكنه لا يفصح الأشخاص الذين عانوا منه من قبل.
ويعمل القائمون على الحملة مع المؤرخ جون كالو للكشف عن التفاصيل الدقيقة لثماني حالات، يأملون بعرضها في أن تساهم في إقناع الناس بالانضمام إليهم.
ومن ضمن هذه الحالات، قصة أورسولا كمب، وهي امرأة كانت تقوم بأعمال العلاج الشعبي في إسيكس بإنجلترا في القرن السادس عشر، وانتهى بها عملها إلى اتهامها بالسحر ومن ثمّ شنقها عام 1582.
وإثر ذلك بقرن، كانت كل من ماري ترمبلز وسوزانا إدواردز تتسولان الغذاء في إكستر، إنجلترا، عندما وبخت امرأة مارة إحداهما لكونها مريضة وتمّ أخدهما إلى السجن.
ولاحظ أحد زوار السجن أن يد إدواردز تدلّ على أنها كانت تقوم بأعمال السحر وهو ما أدى إلى انتشار شائعات حولها انتهت بشنقها عام 1682.
وفي 1645، كان ينظر لرجل الدين جون لوس على أنّه متشبث كثيرا بالكاثوليكية في منطقة تعارض ذلك بقوة قبل أن يقع بين يدي متعصب معروف يدعى ماثيو هوبكنس.
وأجبر هوبكنس لوس لأيام طويلة بلياليها على المشي إلى أن لم يعد قادرا على الصمود أمام الاعتراف بكونه يمارس السحر، ومن ثمّ أخذ إلى المقصلة بعد أن كان قد أعدّ بنفسه قبره وجنازته.
وقال كالو: اليوم يعلم جميعنا أنّ هؤلاء لم يكونوا على علاقة بالشيطان ولا بممارسة السحر وكل ما في الأمر أنهم كانوا عرضة لمجتمع يعاني الفقر بما يجبر السلطات على إعدام كل من ترى أنه يهدد السلم الاجتماعية.