• عدد المراجعات :
  • 2309
  • 2/9/2009
  • تاريخ :

الشاعر الحاج هاشم الكعبي ( رحمه الله )

عاشورا

( ت ـ 1221 هـ )

اسمه ونسبه :

هاشم بن حردان الدورقي الكعبي نسبة إلى قبيلة بني كعب ، التي سكنت الأهواز ونواحيها .

ولادته :

لم نعثر على تاريخ ولادته ، لكنّه عاش في القرن الثاني عشر الهجري .

شعره :

يُعدُّ الشاعر هاشم الكعبي من الشعراء المتفننين ، حسن الأسلوب ، طويل النفس ، ومن طليعة الشعراء ، وجميع شعره من الطبقة العالية .

وقال فيه صاحب كتاب الطليعة : كان أديباً ، شاعراً ، بارعاً ، شديد العارضة ، جزل الألفاظ والمعاني ، منسجم التركيب ، وكان مقتدراً في فنون الأغراض ، متصرفاً في المطالب ، مشبع الشعر من الحِكم والأمثال ، مُقرَّباً عند حُكَّام البصرة ، محترم الجانب ، له ديوان أكثره في الأئمة ( عليهم السلام ) .

فنظم الكعبي كثير من القصائد في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ورثائهم ، فأكثر وأطال ، وأبدع وأجاد ، فاشتهر شعره وحفظه الناس ، وتُليَ في مجالس العزاء في عصره وبعد وفاته في العالم الإسلامي ، وبالخصوص في العراق وجبل عامل والبحرين .

ولا بد أن يكون له شعر في أغراض أخرى لكن لم يصلنا شيء منه .

وفاته :

توفّي الشاعر الكعبي ( رحمه الله ) عام 1221 هـ .

الشاعر الحاج هاشم الكعبي

ينظم في استقبال شهر محرم
مَا انتظارُ الدَّمعِ أَنْ لا يَسـتَهِلا
أَوَ مَا تَنظُـرُ عَاشُـورَاءَ هَـلاَّ
هَلَّ عَاشُـورُ فَقُـم جَـدِّدْ بِـهِ
مَأتم الحُزن وَدَعْ شُـرباً وأَكلاَ
كَيفَ مَا تلبسُ ثوبَ الحزن في
مأتـمٍ أحزنَ أملاكـاً ورُسـلاَ
كيف مَا تحزنُ في يـوم بـه
أصـبَحَتْ فاطمةُ الزهراءِ ثَكلاَ
كيف مَا تحزنُ في يـوم بـه
أصـبَحَتْ آلُ رسـولِ الله قتلىَ
كيف مَا تحزنُ في يـوم بـه
أُلبِس الإسـلامُ ثوباً لَيسَ يُبـلاَ
كيف مَا تحزنُ في يـوم بـه
رأسُ خيرِ الخلقِ في رُمحٍ مُعَلاَّ
يَوم لا سُـؤدَدَ إلا وانقضـى
وحُسَــام لِلعُـلا إلا وَفَــلاَّ
يَوم نيران القرى قد أُطفِئَـت
وَرِكابُ المَجـدِ قَد أوثَقَ عَقلاَ
يَوم به الشَمسُ غدت مكسوفة
فيـه والبـدرُ بـه لا يَتَجَلَّى
يَوم به الإِشراكُ قد عُزَّ بـه
وبه الإسـلامُ والتوحيـدُ ذُلاَّ
يَوم خَرَّ ابنُ رسولِ الله عن
سَـرجِهِ لله خطـبٌ مَا أجلاَّ
بأبي المقتول عطشـاناً وفي
كَفَّيهِ بحرٌ يُروِّي الخلقَ جُملاَ
بأبي العاري ثلاثاً بالعـرى
ولقد كانَ لأهلِ الأرضِ ظِلاَّ
بأبي الخائـف أَهلُوهُ وقـد
كان للخائف أَمنـاً أين حَـلاَّ
وبنفسـي مَن غَـدَتْ نادبة
جدَّها والدَّمعُ في الخَدِّ استَهَلاَّ
يَا مُصـاباً هَدَّ أركَانُ الهُدى
وغدت فيه يَـدُ الآمالِ شـلاَّ
أَحُسـين فوق بوغاءِ الثَّرَى
ويزيدٌ فـوقَ تختِ المُلك حَلاَّ

الشاعر الحاج هاشم الكعبي

ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
وأقبَلَت زُمُرُ الأعداء ترفل والأضْغَان
تســعر والأحشـاء تضـطربُ
وكُلَّمـا اسْـوَدَّ ليـل مـن كتائِبِهِـم
أحاله من سـناء الضَّـوءِ لا اللهبُ
وما اسـتطال سَـحاب من جُمُوعِهِمُ
إلا استطار به من لَمعـة الرهـبُ
وباسـم الثَّغـر والأبطـالُ عابسـةٌ
كأن جَـدَّ المنايـا عنـده لَعِــبُ
لا يسـلب القـرن إذ يرديـه بزتـه
والليثُ هِمَّتُهُ المَسـلوب لا السـلبُ
تَلقى الرَّدى في النَّدى طلق العناق كما
ترى حيوةَ الوَرى محمولُهـا العطبُ
حتَّى إذا ضربت بِمِنَى القضى وأَرَى
إِحدى العجائبِ دهـر شـأنُهُ العَجَبُ
كواكبٌ فَقَدتْ شـمسَ الضُّحى فَبَدَت
والمرء يَعجَبُ لو لـم يعرف السببُ
كم حرَّة مثل قرن الشـمس قد نَفَثَتْ
على العُيُون بها الأسـتار والحُجُبُ
أبدت أميـة منها أوجهـاً كرمـت
بالصون يسـئل عنها الكور والقتبُ
مِـن كلِّ باكيـة عبـرى وشـاكية
حَسْـرَى وزاكيـة أَسْـرَى وتنتحبُ
وكـم كمي بقانـي البَردُ مشـتملٌ
وكم أبـيّ بماضـي الجد يغتصـبُ
وجسـمُ بَحرِ نَدىً في التربِ مُنعفر
رأس بدرِ هدىً في الرمح ينتصـبُ
وحرَّة بعد فقـد الصَّـون يحملهـا
بين المضـلين مهزول المطى نقبُ
فَخِـدْرُهَا وجَليـلُ القـدر مبتـذلٌ
وَرَحلُها وجميـل الصَّـبرِ منتهـبُ
فكلَّمـا عايَنَـتْ ظَلَّـتْ مَدامِعُهَـا
تجري دماءً وظـل القلب ينشـعبُ
يا غيث كل الورى إن عمَّ عامهـم
جدب ويا غوثهـم إن نابـت النُّوَبُ
فأنت كالشَّمسِ ما للعالميـن غِنـىً
عنها ولم تُغنِهـا من دونـك الشُّهُبُ
تالله ما سـيف شِـمرٍ نال منك ولا
يَدا سـنان وإن جَـلَّ الذي ارتكبـوا
لَولا الأُلَى أغضبوا ربَّ العُلا وأَبَوا
نَصَّ الوِلا وَلِحَقِّ المرتضـى غَصَبُوا
أصَابَك النَّفرُ المَاضِـي بما ابتدعوا
وما المُسَـبِّبُ لو لم تنجـح السـببُ
ولا تزالُ خيـول الحِقـد كامنـةً
حتّى إذا وَجَدُوهَـا فُرصَـةً وَثَبُـوا
فأدركَ الكـلُّ ما قـد كان يطلبـه
والقصـدُ يُدرَكُ لَمَّا يُمكِـنُ الطلـبُ
كفٌّ بها أمّـكَ الزهراءُ قد ضربوا
هِيَ التي أختـك الحورا بِهَا سَـلَبُوا
وإن نار وغى صَـالَيتَ جمرتَهـا
أضـحت لها كفُّ ذاك البغيُ تحتطبُ
فَليَبكِ يَومَـكَ مَن يَبكيهِ يَوم غَدَوا
بالطُّهر قَوْداً وبنتُ المصطفى ضَرَبُوا
تاللهِ ما كربلا لولا السقيفة والإحياء
تـدري وَلـولا النَّـار مَا الحَطَـبُ
يفنى الزَّمـان وفيك الحُزن متصلٌ
باقٍ على سَـرمَدِ الأيـام منتصـبُ
لأنَّ رُزؤُكَ في الأحشا كَمَجدِكَ في
الأحياء لم تُفْنِـهِ الأعـوامُ والحُقُـبُ

الشاعر الحاج هاشم الكعبي

 

ينظم في رثاء سبايا الإمام الحسين ( عليه السلام )

عَشِيَّةَ أَمسَـى الدِّينُ دِيـنُ أُمَيَّـةٍ
وَأمسـى يَزيــدٌ لِلبَرِيَّــةِ مَرجِعَـا
يقول بلا فَصـلٍ ويَفتِي بلا هدىً
ويحكـمُ لا عــدلٌ ولا رأي أَمْنَعَـا
وهَل خَبـرٌ فِيمَـا تـروم أميّـة
بأن العُلا لَـم تلف للضـيم مَوضِـعَا
أمَا عَلِمَتْ أنَّ المَعَالـي زعيمُهـا
حسـينٌ إِذا مَا عَـنَّ ضَـيم فَأُفزِعَـا
رأى الدِّين مقلوبـاً فَمَدَّ لنصـرِهِ
يمينُ نَدىً من عرصـةِ الدَّهر أَوْسَـعَا
فأوغلَ يَطوي البيدَ ليسَ بشـاغلٍ
على ما بِهِ مـن كفِّ عَليـاهُ إصـبعَا
يَكُرُّ فتلقـى الخيلُ حين يروعُها
أضَامِيمَ سَربٍ خَلفها الصَّـقرُ زُعْزِعَا
يُصَـرِّفُ آحـادَ الكتيبـةِ رأيُهُ
فـلا يلتقـي إلا الكُمــيِّ المُقَنَّعَــا
عَصَت أمرُه لَمَّا دَعَاها إلى الهُدى
وجائـت لأمر السَّـيفِ تنقـاد طَيِّعَـا
ولما رَمَتْ كَفُّ المقاديرِ رَميَهَـا
وَحَـان لشـملِ الدِّيـن أن يَتَصَــدَّعَا
فَخَرَّ فلا تدري المقاديـر أيُّهـا
أُصـيبَ فأخطَت حينَ أُردِي الصُّمَيدَعَا
وَأقبل شمرٌ يلعنُ العُجب إذ رَقى
على الصَّدرِ إذ أمسى له الحتفُ مضجَعَا
وراحَ بِعَالِي الرُّمح يَزهو كريمةً
كَبـَدرِ الدُّجـى إذ تَمَّ عشـراً وأربَعَـا
وعَاثَتْ خيولُ الظالمينَ فأبرزت
كرائــمُ أَعلَـى أَنْ تُهَــانَ وَأرفَعَـا
فواطـمُ من آلِ النبـيِّ حرائـرٌ
يُطافُ بها حَسـرى على البـزلِ جُوَّعَا
ثواكلُ لم يُبْقِ الزَّمانُ لهـا حِمَى
يكـون ولـم يَتـرك لها الدثـرُ مفزَعَا
سوافرُ أعياهَا التبَرقُـعُ والحَيـا
ينازعُهـا مَـعَ سَــلبِهَا أن تُبَرقعَـا
دعاها إلى معنى التبرقع صَونُها
وأعوَزَهَـا الأعــداءُ أن تَتَبرقَعَــا
فراحت وَيُسرَاها قِناعٌ لرأسـها
وللوجه يُمنَاهـا مـع اللَّطـمِ برقعَـا
عفائفُ أفراطَ الصِّيَانةِ طبعُهـا
إذا غيرُهـا نَـالَ العفــاف تَطَبُّعَـا
تكـادُ إذا أَســبَلَتْ عبراتُهـا
تُعيد الثَّرى من وابلِ الدَّمـعِ مربعَـا
نوائحُ من فوقِ الحمَـامِ كأنَّهـا
حمَـامٌ نَأَى عنـهُ الخليـطُ مُرَجِّعَـا

الشاعر الحاج هاشم الكعبي

ينظم في مدح الإمام الحسين ( عليه السلام )

أَتَوا فِي العُلا ما ليس يـدري فَأُغرِبَـتْ
معاني الثَّنَا في مجدهم حيـثُ أُغرِبُوا
تَرى الطيرَ في آثارهـم طالبَ القـرى
متى ضَمَّهُم في حومة الحَربِ مَوكبُ
عشـية أضـحى الشِّـرك مرتفع الذَّرى
وولت بشـمل الدِّينِ عنقـاء مغربُ
بكـل فتـىً للطَّعـنِ فـي حَـر وجهِهِ
مَراحٌ وللشُّـرب المُرَعْبَـلِ مَلعَـبُ
بكـل نقـى الخَـدِّ لـولا خَطَـا القَنَـا
ترى الشمس مِن مَعناه تَبدو وَتَغرُبُ
كثيـرُ حيـاً لـولا وقَاحَـةَ رُمحَــهُ
لَحَـقَّ بـه للعاشــقين التَشَــبُّبُ
كـأنَّ الحِدادَ البِيض تخضـب بالدِّمـا
لعينيـه ثَغـرٌ باردُ الظلـم أشـنبُ
كـأنَّ القنـا العَسَّـال وهي شـوارع
قـدودٌ تُثَنَّـي بالمَـرَاحِ وتلعــبُ
كـأنَّ صـليلَ المُرهَفَــات لِسَـمعِهِ
غَـوَانٍ تغنـي بالصـبا وتُشَــبِّبُ
كـأنَّ ظـلامَ النَّقـع صُبـحُ مَسَـرَّةٍ
لديه ويوم السِّـلم إن هَـاجَ غَيْهَـبُ
كـأنَّ المنايـا السُّـودَ يطلـعُ بينهـا
أخو البـدرِ معشـوق الجَمَال مُحَجَّبُ
كـأنَّ رُكَـامَ النَّقـعِ مِن فوقِ رأسِـه
أرائِـكُ تُبنـى للوِصَـال وتُضـرَبُ
كـأنَّ الظبَـا منهـا نجـومٌ مضـيئةٌ
ويومُهُـمُ مِن ثائـرِ النَّقـعِ غَيْهَـبُ
كأنَّ صدورَ البيضِ مِن ضَـربِهَا الطلا
أخـو صـبوة مضـنى الفُؤَاد مُعَذَّبُ
كـأنَّ أطاريـفَ الأســنّةِ تَكْتَسِــي
دَماً طرف صب أَحمرِ الدَّمعِ صَـيِّبُ
كـأنَّ السِّــهَامَ الوارداتِ لِصَــدرِهِ
بنـانٌ يعاطيـهِ المـدام مُخَضَّــبُ
كـأنَّ ازدحـامَ القـرنِ منـه لقرنـه
نديمانُ فـي كفيهمـا الرَّاحُ تَقطُـبُ
كـأنَّ حَطِيـمَ السُّـمرِ في لَمسِ كفِّـهِ
من الطعـنِ هدابُ الدمقـس المُهَذَّبُ
وَمَـرُّوا علـى مُـرِّ الطعـان كأنَّـه
لديهم جنى النَّحـل بل هـو أطيـبُ
وأَقبَـلَ ليـثُ الغابِ يهتـفُ مُطرِقـاً
على الجمع يطفـو بالأُلُوفِ ويرسبُ
إلى أن أتـاهُ السَّـهمُ مـن كفِّ كافـرٍ
ألا خَاب بَاريـهِ وضـلَّ المُصَـوَّبُ
فَخَـرَّ علـى حَـرِّ التـراب لوجهـه
كما خَرَّ من رأسِ الشـناخيب خشبُ
ولـم أنسَ مهمـا أنسَ إذ ذاك زينبـاً
عشـيَّة جائـت والفواطـم زينـبُ
عَراها الأَسى حتى استباح اصطِبَارُهَا
وأذهَلَهَـا حتّـى اسـتَبَانَ المنقـبُ
أتَتْ وهيَ حَسرَى الوجه ممَّا يروعُها
وكم حاسـر في صـونِهِ يَتَحَجَّـبُ
تَحِـنُّ فيجـرِي دَمعُهَــا فَتُجِيبُهَـا
ثَواكِـلُ في أحشـائِهَا النَّـارُ تلهبُ
نوائـحُ يعجِمْنَ الشَّـجا غيـر أنّهـا
تبين عن الشَّـجْوِ الخفـيِّ وتعربُ
نوائـحُ يَشـجِيْنَ الحَمَــامَ هَدِيلُهَـا
إذا ما حَدَى الحَـادِي وثَابَ المثوبُ
أُسَـارَى بِلا فَـادٍ وَلا مِـن مناجـدٍ
يعنفهـا حَــادٍ ويعنـف مركـبُ
إلى الله أشكو لوعـةً عنـد ذكرِهِـم
تَسِـحُّ لهـا العينان والخَدُّ يشـربُ
أمَا فِيكُـمُ يَا أمّـةَ السُّـوء غِيـرَةً
إذا لم يكن دِيـنٌ ولم يَـكُ مَذهَـبُ
بناتُ رسـولِ اللهِ تُسـبَى حَواسِـراً
وَنُسْوَتُكُمْ في الصَّوْنِ تُحمَى وَتُحجَبُ


قصيدة الصاحب بن عباد الصاحب بن عباد

الشاعر علي العاملي ( رحمه الله )

الشاعر الحسين بن الحجاج البغدادي ( رحمه الله )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)