• عدد المراجعات :
  • 3614
  • 1/12/2009
  • تاريخ :

السيدة فاطمة الكبرى بنت الإمام الحسين ( عليه السلام )

عاشورا

( 40 هـ ـ 110 هـ )

اسمها وكنيتها ونسبها :

السيّدة أُمّ محمّد ، فاطمة بنت الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .

ولادتها :

ولدت السيّدة فاطمة الكبرى عام 40 هـ بالمدينة المنوّرة ، وأُمّها : السيّدة أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي .

صفاتها :

جلالة هذه العلوية المخدّرة وعظم شأنها ، أوضح من أن يحتاج إلى بيان ، وإقامة دليل وبرهان .

فهي عالمة ، محدّثة ، مجاهدة ، تركت أثراً لا يمحى في التاريخ الإسلامي ، وإليها وإلى غيرها من بنات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرجع الفضل في نجاح ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ونهضته الدامية ، فقد قضَت عمرها الشريف المبارك في العلم والجهاد ، شأنها شأن آبائها الصالحين فكانت عابدة زاهدة ، تصلّي الليل ، وتصوم النهار ، وكانت تسبّح بخيط معقود فيها .

قال فيها الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( أمّا في الدين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار ) .

مكانتها :

ممّا يدلّ على مكانتها عند الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ورجاحة عقلها ، ومعرفتها التامّة بنصوص الإمامة ، هو إيداع أبوها ( عليه السلام ) وصيّته عندها يوم عاشوراء .

يقول الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( لمّا حضر الحسين ( عليه السلام ) ما حضره دفع وصيّته إلى ابنته فاطمة ، ظاهرة في كتاب مدرج ، فلمّا أن كان من أمر الحسين ( عليه السلام ) ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين ( عليه السلام )) .

وهي أُخت الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وأُخت سكينة ، وهي من رواة الحديث ، فقد روت عن جدّتها فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مرسلاً ، وعن أبيها وغيرهما ، فحديثها مشهور ، وروى لها أهل السنن الأربعة .

زواجها من الحسن المثنى :

سأل الحسن المثنّى بن الإمام الحسن عمّه الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يزوّجه إحدى ابنتيه ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ( اختر يا بني أحبّهما إليك ) ، فاستحيى الحسن ولم يحر جواباً ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ( فإنّي اخترت لك ابنتي فاطمة ، فهي أكثرهما شبها بأُمّي فاطمة بنت الرسول ( صلى الله عليه واله )) .

فتزوّجها الحسن المثنّى ، وقد أنجبت ذرّية طيّبة خرجوا وقُتلوا ، منهم إبراهيم الغمر ، والحسن المثلّث عبد الله المحض ، الذي قبض عليهم أبو جعفر المنصور وحبسهم ، وتوفّوا في حبسه عام 145 هـ .

ولمّا توفّي الحسن المثنّى ضربت زوجته فاطمة على قبره فسطاطاً ، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار ، وكانت تشبه بالحور العين لجمالها ، فلمّا كان رأس السنة قالت لمواليها : إذا أظلم الليل فقوّضوا هذا الفسطاط .

حضورها في واقعة الطف وما بعدها :

شاهدت السيّدة فاطمة الكبرى كلّ ما جرى على أهل البيت ( عليهم السلام ) ، من قتل وسبي ، وكانت ضمن السبايا اللواتي ساقهن ابن سعد إلى الكوفة ، وقد أخذ رجل حليّها وبكى ، فقالت له : لم تبكي ؟ فقال : أأسلب بنت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ولا أبكي ؟ قالت : فدعه ، قال : أخاف أن يأخذه غيري .

وفي الكوفة ، أُدخلت السبايا ، فكان لفاطمة دورها ، فبعد أن انتهت عمّتها زينب ( عليها السلام ) من خطبتها ، وقفت فاطمة بقلب كلّه عزم وإيمان وثبات ويقين ، وضمير صالح صادق ، تخطب بأهل الكوفة ، وتكشف فضائح الأمويين .

قصتها في الشام :

قالت فاطمة : ولمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ، وكنتُ جارية وضيئة ، فأرعدتُ وظننتُ أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذتُ بثياب عمّتي زينب ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت عمّتي للشامي : ( كذبتَ والله ولؤمت ، والله ما ذاك لكَ ولا له ) .

فغضب يزيد فقال : كذبتِ والله ، إنّ ذلك لي ، ولو شئتُ أن أفعل لفعلت .

قالت زينب : ( كلاّ والله ما جعل الله ذلك لكَ ، إلاّ أن تخرج عن ملّتنا وتدين بغيرها ) ، فاستطار يزيد غضباً وقال : إيّاي تستقبلين بهذا ، إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك .

قالت زينب : ( بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّكَ وأبوك إن كنت مسلماً ) ، فقال يزيد : كذبتِ يا عدوّة الله .

قالت زينب : ( أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ) ، فكأنّه استحى وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد : أعزب وهب الله لك حتفاً قاضياً .

ولمّا أُدخلت السبايا على يزيد والرأس بين يديه جعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظرا إلى الرأس ، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس ، فلمّا رأين الرأس صحن ، فصاح نساء يزيد وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ، فبكى الناس ، وبكى أهل داره حتّى علت الأصوات .

وفاتها :

توفّيت فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام ) عام 110 هـ .


 تجلي عاشوراء في ضمائر الأحرار

 مسيرة الحسين (ع) في الأُسلوب والهدف

 شرعية الثورة وشروطها من خلال ثورة الامام الحسين عليه السلام

 صلة العاطفة بالذكرى الحسينيّة

 في كربلاء أفكار تنبض بالحياة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)