فاتح خيبر
بعد واقعة الخندق ، توجه النبي ( صلى الله عليه و آله ) إلى اليهود ، الذين نقضوا العهد معه فحاصر حصونهم العظيمة ، التي يطلق عليها( خيبر ) ، أكثر من عشرين يوما ، و كانت الراية بيد علي بن ابي طالب(عليه السلام) ، ولكن رمدت عينيه فبعث النبي ( صلى الله عليه و آله ) أبو بكر فعاد هاربا ، ثم بعث عمرا لفتح الحصن ، فعاد هاربا ، يجبن أصحابه و أصحابه يجبنونه ، و كان فارس اليهود رجلا شجاعا معروفا اسمه( مرحب )، عندها قال النبي كما روى ذلك كل المسلمين : ( لأعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار ).
فقال : ( ادعوا لي علياً ) ، فقالوا: إنه رامد ، فقال: ( أدعو لي عليا ) ، فجاءه ( صلى الله عليه و آله ) ، فوضع من بصاقه المبارك في عيني علي ، فعاد صحيحا لا يشعر بالألم أبدا ، ثم أعطاه الراية ، و قال له : ( خذ الراية ، فإن جبرئيل معك و النصر أمامك ، و إذا لقيتهم ، فقل أنا علي ، فإنهم يجدون اسمك في كتبهم ، الذي يدمر عليهم ).
علي يقتل بطل اليهود
يروي لنا الإمام علي نفسه كيفية فتح الحصون ، و مقتل مرحب ، يقول : ( فمضيت بالراية ، حتى أتيت الحصون ، فصحت أنا علي بن أبي طالب ، فقالت الأحبار : خذ لنا إذن . فخرج مرحب و عليه مغفر و حجر ، قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، و هو يرتجز ، و يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب |
شاكي السلاح بطل مجرب |
أطعن أحيانا وحينا أضرب |
إذ الليوث أقبلت تلتهب |
فقلت له:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة |
ضرغام آجام وليث قسورة |
على الأعادي مثل ريح صرصرة |
أكيلكم بالسيف كيل السندرة |
أضرب بالسيف رقاب الكفرة
فلما سمعها مرحب ، هرب لأنه سمع بأخبار علي بن أبي طالب ، ولكن أرجعه الشيطان بعد أن أغواه . قال علي : ( فاختلفنا ضربتين ، فبدرته فضربته ، فقددت الحجر و المغفر و رأسه ، حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا . ثم إن اليهود لما رأوا ذلك أغلقوا باب الحصن عليهم ، فصار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، يعالج الباب حتى فتحه ) .
يقول(عليه السلام): فجعلت الباب مجنا(درعا) في خندقهم فقاتلتهم به فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم وقال: ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية بل بقوة رحمانية.
و يروى أن المسلمين لما انصرفوا من خيبر ، و تم فتحها و طرد اليهود بفضل علي ، أرادوا أن يحملوا الباب الذي قلعه ، و حمله علي( عليه السلام ) ، فلم يستطع منهم سبعون رجلا. و كان قلع باب خيبر معجزة خارقة ، لأنه لايفتحه ، و لايغلقه إلا أربعون رجلا من الاشداء ، و في ذلك يقول ابن أبي الحديد:
يا قالع الباب الذي عن فتحها |
عجزت أكف أربعون وأربع |
تنصيب الإمام علي ( عليه السلام ) في غدير خم
مؤاخاة الإمام علي ( عليه السلام ) مع النبي ( صلى الله عليه وآله )
أهميّة الغدير في التاريخ
عيد الغديرالاغر في الإسلام
الايات النازلة في حق الإمام علي ( عليه السلام )
احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير
تفضيل الإمام علي ( عليه السلام ) على من سواه