غزوة بني قريظة
قرر النبي(صلى الله عليه وآله) معالجة قضية بني قريظة بعد المعركة دون انتظار، وذلك بأمر من اللّه تعالى. فسار مع المسلمين ليحاصر حصونهم التي تحصنوا بها وأغلقوا الاَبواب. ولما كان اليوم ـ السبت ـ فإنّهم لم يبتغوا القتال فيه أو الحرب.
ثمّ إنّ وفداً منهم طلب من النبي(صلى الله عليه وآله) أن يتركهم يخرجوا من المدينة بأموالهم مثلما فعل مع بني النضير، أو يتركوا سلاحهم وأموالهم، فرفض النبي(صلى الله عليه وآله) مقترحاتهم ومطالبهم حتى لا يفعلوا فعل َبني النضير في تحريك العرب المشركين ضد المسلمين،ولذا فقد سلّموا أنفسهم للمسلمين دون أيَّة شروط، فدخل المسلمون الحصن وجردوهم من سلاحهم وحبسوهم حتى يتقرر مصيرُهم، أو يحكم فيهم سعد بن معاذ الاَوسي حليفهم.
وفي المجلس الذي أعدّ لذلك، حكم سعد عليهم بقتل الرجال، وتقسيم أموالهم وسبي ذراريهم ونسائهم، رغم الاِلحاح عليه بحسن الحكم في حلفائه بني قريظة.
وقد استند في حكمه إلى:
أ: أنّ يهود بني قريظة كانوا قد تعهدوا للنبي(صلى الله عليه وآله) بأنّهم لو تآمروا ضدّ المسلمين وناصروا أعداءهم أو أثاروا الفتن والقلاقل، فإنّ للمسلمين الحقّ في قتلهم ومصادرة أموالهم وسبي نسائهم.
ب: وأنّ حكمه جاء بمثل ما في شريعتهم.
ج: ما قد رآه بعينه ممّا صدر قبل ذلك من قبائل اليهود حين عفا عنهم النبي(صلى الله عليه وآله) ولكنّهم نقضوا عهودهم معه(صلى الله عليه وآله) وأثاروا الاَجانب عليهم واشتركوا مع المشركين ضدّهم، الاَمر الذي جعله يتخوف من أن يعرّض هوَلاء مركز الاِسلام للخطر من خلال موَامراتهم.
وخاصة أنَّهم كانوا قد أخلّوا بالاَمن فترة من الزمن في المدينة، ولولا الحراسة المكثفة التي عينها الرسول(صلى الله عليه وآله) لفعلوا أفظع الاَُمور والاَعمال، وقد قسمت الغنائم بين المسلمين بعد إخراج الخمس منها، وأُعطي للفارس سهمان،وللراجل سهم واحد، وسلم الرسول(صلى الله عليه وآله) أموال الخمس لزيد بن حارثة، ليشتري بها السلاح والعتاد والخيل من نجد وقد استشهد سعد بن معاذ الذي كان قد جرح في معركة الخندق، بعد أحداث بني قريظة. وانتهت هذه المشكلة في19 من شهر ذي الحجّة.
غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان
غزوة بني النَّضِير
فتح مكة المكرمة
معرکة احد