• عدد المراجعات :
  • 2638
  • 10/14/2008
  • تاريخ :

روعة المشاعر في إسعاد الآخرين
روعة المشاعر

في احد المستشفيات كان هناك مريضان عجوزين في غرفة واحدة ،

وكلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة واحدة يومياً بعد العصر ،  ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر فكان عليه ان يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت .

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون ان يرى احدهما الاخر ، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً الى السقف .

تحدثا عن اهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شئ .

وفي كل يوم بعد العصر كان الاول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب وينظر في النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي .

وكان الآخر ينتظر هذة الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج .

ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط .

والأولاد صنعوا زوراق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء .

وهنال رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها قي البحيرة .

والنساء قد ادخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها ، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .

وهناك آخرون جلسوا في ظلال الاشجار او بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة .

ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين .

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذة ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .

ثم يغمض عينيه ويبدا في تصور ذلك المنظر البديع خارج المستشفى .

وفي احد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً .

ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية الا انه يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها .

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه .

وفي احد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها ، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل .

ولم يعلم الآخر بوفاته الا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة .

فحزن صاحبه اشد الحزن .

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة ان تنقل سريره الى جانب النافذة .

ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه .

ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده .

ولكنه قرر ان يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذة الساعة .

وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع راسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ، ثم اتكأ على احد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي .

وهنا كانت المفاجأه !! لم يرى أمامه الا جدار اصم من جدران المستشفى ، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .

نادى الممرضة وسألها أن كانت هذة هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها ، فأجابت أنها هي !!!

فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .

ثم سألته عن سبب تعجبه ، فقص عليها ماكان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له .

كان تعجب الممرضة اكبر ، إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم !!!!!!!!! .

ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لاتصاب باليأس فتتمنى الموت .

الست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء ؟

إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك .

فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك .

وليكن شعارنا جميعاً وصية الله تعالى التي وردت في القرآن الكريم :

" وقولوا للناس حسنا"


الدخول إلى عالم الآخرين

كيف تشعر بالسعادة عن طريق التنفس؟

عندما تتعب الروح ما هو العلاج؟

السعادة رحلة وليست محطة

كيف تواجه الكآبة؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)