غوغل الأسوء في احترام الخصوصيات الفردية
منح تقرير أعدته لجنة الخصوصية الدولية، التي تتخذ من لندن مقراًَ، لمحرك البحث غوغل أدنى النقاط فى مجال معايير السرية وحماية خصوصية مستخدميه وجاءت فى ذيل قائمة ضمت 22 شركة للإنترنت.وجاء الفارق هائلاً -على حد وصف اللجنة- بين غوغل وسائر الشركات التي شملها البحث، وفي مقدمتها ياهو ومايكروسوفت و AOL.
ويحدد هذا التقرير أسلوب تعامل شركات الانترنت مع سرية البيانات الشخصية لمستخدميها، ومدى جدية الرقابة الاستهلاكية وحماية الخصوصية ، موضحاً أن جوجل مالكة موقع البحث الأشهر في العالم هي صاحبة أسوء سجل خاص بضمان الخصوصية. وأوضحت اللجنة فى تقريرها أن جميع الشركات تعاني من وجود ثغرات في أنظمتها الأمنية لحماية الخصوصية، لكن أيا منها لا يشكل تهديداً حيوياً للخصوصية، بمقدار غوغل".
ومن جانبها، نفت غوغل ذلك وأكدت فى بيان رسمي حرصها على الدفاع وحماية سرية بيانات مستخدميها، مذكّرة بالمواجهة الشرسة التي خاضتها العام الماضي في مواجهة وزارة العدل الأمريكية، التي حاولت من خلال مذكرة قضائية، إجبارها على كشف سرية طلبات البحث المقدمة عبر موقعها للعديد من المستخدمين.
ونقلت شبكة الـCNN عن نيكول وونج، مساعدة المستشار العام لشركة غوغل قولها: "نشعر بخيبة أمل بسبب استناد تقرير لجنة الخصوصية الدولية على معلومات مغلوطة.. ومن المعيب أن تقرر اللجنة نشر تقريرها قبل أن تتاح لنا عرض وجهة نظرنا حيال سياسات حماية الخصوصية التي نتبعها."
وأشارت "مجموعة الفصل 29" الأوروبية، التي تمثل عدة هيئات استشارية تقوم بتوفير النصائح والإرشادات للاتحاد الأوروبي حول ما يتعلق بسياسة حماية الحياة الخاصة، في رسالة للهيئة المشرفة على غوغل، أن المدة التي يتم خلالها الاحتفاظ بمواضيع البحث تصل إلى سنتين في الكثير من الأحيان، وهو ما يطرح عدة علامات استفهام. فيما تقدمت أكبر ثلاث جمعيات حماية للمستهلك في الولايات المتحدة بدعاوى للضغط على المشرعين الأمريكيين من أجل إجبار الشركة على تعديل سياسات حماية الخصوصية التي تقدمها، وبخاصة بعد صفقة الاستحواذ الكبرى التي أجرتها مع DoubleClick بقيمة 3.1 مليار دولار.
وقالت تلك الجمعيات إن عقد غوغل لهذه الصفقة من أجل تطوير محركات البحث بشكل يجعلها تستجيب بكل دقة للمستخدمين يشكل تهديدا للخصوصية، باعتبار أن ذلك سيسمح للشركة بمعرفة التوجهات العامة لمستخدميها، الذين يمتلكون أيضاً عناوين بريد إلكترونية، وخدمات خرائط تقدمها غوغل.
ويأتي هذا التقرير في لحظة حرجة لغوغل، التي فجرّت مؤخراً نقاشاً حاداً في الاتحاد الأوروبي، لتحديد مدى التزامها بالمعايير الأوروبية لحماية الخصوصية، إذ قالت تقارير هيئات مدافعة عن حماية المعطيات الشخصية والحياة الخاصة، "إنّ محرك البحث "جوجل" قد يكون بصدد انتهاك معايير حماية المعطيات الشخصية لمستخدميه عندما يحتفظ لأوقات طويلة بمواضيع بحثهم".
وكان قرار غوغل بمسح بيانات وملفات المتصفحين دورياً لدعم خصوصية مستخدميه، قد قوبل بالترحاب الشديد من الجهات المهتمة بخصوصية مستخدمي مواقع الويب. وذكرت الشركة أنها ستأخذ خطوات لمسح تفاصيل عادات التصفح لعشرات الملايين من المستخدمين بعد مدة تتراوح بين 18و 24شهرا والتي يمكن أن تُستخدم لمعرفة الاشخاص .
يذكر أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد طالبت غوغل العام الماضي بتسليمها سجلات بحث المتصفحين ثم تراجعت عن طلبها بعد ذلك مكتفية بطلب عينات عشوائية لعمليات بحث أجراها المتصفحون.
غوغل تقرر محاربة جنس الأطفال والعنصرية على الإنترنت
''غوغل'' تنهي حرب الملكية الفكرية للفيديو على الإنترنت