• عدد المراجعات :
  • 1991
  • 4/27/2008
  • تاريخ :

أبناؤكم يراقبون

الابناء

إن مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالي قد خلق عاطفة الحب بين أفراد البشرية جمعاء ، وهي غريزة داخلية تغلفها حاجة نفسية أساسية وهي حاجة الحب ، فكلنا كباراً كنا أم صغاراً نتعطش للحب بكل أنواعه ، ومفهوم الحب بين الزوجين له من الصور والتغيرات الكثيرة ، فتارة يأخذ شكل اللفظ وتارة يأخذ شكل سلوك وغريزة .

ويظل هناك سؤال أساسي وهو ما الحدود التي تباح للأبناء ليعبر أمامهم عن مشاهد الحب بين الوالدين؟ وما الممنوع الذي يجب أن نمنع الأبناء عن مشاهدته لتلك المشاهد؟ وما مدي الحياء الذي يعتبر مفيداً جداً وصحيحاً أو سليماً في نطاق الأسرة ؟

إن الإجابة علي تلك الأسئلة تختلف من فرد إلي آخر حسب مفاهيمه الدينية والخلقية ومدي ثقافته في هذا المجتمع، ولكن لابد من إطار عام لتلك الإجابة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم الحب بحد ذاته، وهل تعتبر الأسرة أن الحب هو حاجة أو ضرورة أم شيء غير ذي أهمية .

المفاهيم تغيرت إن العرف في السابق لم يسمح للزوجين بالتعبير عن حبهما أمام أبنائهما لعدة أسباب من أهمها الحشمة والحياء، إذ لا يستطيع الزوج تقبيل زوجته أو حتي لمس يدها أمام أبنائه، فهذا كله خروج علي الحياء والدين والحشمة .

ولكن حالياً أخذت المفاهيم التربوية تتغير تجاه الأبناء، فقد يري كثير من الآباء أهمية أن يكونوا أكثر صراحة في التعبير عن حبهم أمام أبنائهم من خلال تبادل عبارات الحب أو لمس الأيادي أو حتي التقبيل، وذلك بهدف أن يكون هناك مفهوم ونموذج واضح داخل الأسرة يرشد إلي أن هذا الحب هو حاجة إنسانية وعاطفة بريئة طاهرة .

نعم .. ولكن بحذر

ونحن وإن كنا لا نخالف البعض بهذه المفاهيم، إلا أنه يجب التنويه إلي أخذ الحيطة والحذر من عدم الإسراف من قبل الوالدين والتفريط في المبالغة في إظهار جميع مشاعر الحب أمام الأبناء وخاصة الجسدية منها بكل تلقائية وعفوية، حتي لا نتفاجأ بتقلييد الأبناء لمثل هذه السلوكيات أو محاكاتها بصورة خاطئة .

فعلي سبيل المثال يجب علي الوالدين الراغبين في التعبير عن الحب أمام أبنائهما أن يتدربا في هذا الأمر وأن يدربا نفسيهما علي انتقاء العبارات الواضحة الصريحة اللائقة انتقاءً جيداً وتداولها دون إسفاف يخدش حياء الأبناء خاصة المراهقين منهم ممن قد يفسر عبارات الحب بين والديه تفسيراً خاطئاً، أو يرفضها رفضاً قاطعاً وفي الحالتين سوف يقع عليه الضرر.

هذا من جانب آخر علي الزوجين أن يبتعدا ابتعاداً كلياً عن الحركات المثيرة للغرائز خاصة أمام الأبناء فلا بأس من لمس الأيادي أو الجلوس متقاربين، ولكن هذا اللمس يكون أجمل عندما تكون أياديهما مع أبنائهما مشتركة .

إجابات صريحة

كما يجب علي الآباء أن يكونوا أكثر صراحة مع الأبناء في التعبير عن الجنس ونوع العلاقة بين الزوج والزوجة شرعاً وإيماناً وخلقاً مستندين بذلك إلي كتاب الله وسنة نبيه محمد وتوضيح الغريزة الجنسية وكيف هذبها الإسلام وصانها عن طريق الزواج وارتقي بها رقياً سامياً.

ويكون هذا التوضيح خلال اللقاءات الأسرية بين الحين والآخر وأن يكون هذا الحديث العائلي صريحاً وواضحاً في جو يسوده الود وحرية التعبير عن الرأي والسماح للأبناء بطرح جميع الأسئلة التي يرغبون فيها والرد علي هذه الاستفسارات بكل صراحة، وهذه الجلسات التي تشبع استفسارات الأبناء هي كفيلة بحفظ الأبناء من البحث عن مصادر خارجية كالأصدقاء أو غيرهم للرد علي تساؤلاتهم ..

هذا وقد أكد كثير من الأطباء النفسيين والتربويين أهمية توضيح العلاقة الجنسية بين الوالدين ومشاعر الحب بينهما للأبناء مع مراعاة مراحلهم السنية والإدراكية، فطفل الثالثة لا يدرك هذه العلاقة كما يدركها المراهق، ولذلك يجب أن يؤخذ تفسير علاقة الحب بين الزوجين تفسيراً منطقياً كل حسب سنه ونوعه، فالفتاة يختلف التفسير لها حسب تربيتها العاطفية والنفسية والشاب كذلك قد يكون أكثر وضوحاً وصراحة .

وأخيراً فالتفاهم العائلي المبني علي الصدق والإخلاص والحنان والعطف هو أساس للنظام الداخلي للعائلة ، ويعتبر هذا النظام فناً قائماً بذاته ولا يمكن أن ينجح فيه إلا من يتقنه ومن يسرع في عملية تطبيقه .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)