أخلاقية المرأة بين الإسلام والغرب في فكر الإمام الخميني (قده)
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف من بعث للعالمين رحمة سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، لا سيما بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء(ع). أيها الأخوة أيتها الأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصادر التصورات
بداية من المفيد لمجرى الموضوع الذي سوف أتناوله أن أشير أنه ليس في صدد الإجابة على التساؤلات التي طرحت، وإن كان الأمر مستحقاً بالواقع، هذه المجموعة من الأفكار التي تقدمت بها الأخت وفاء تستأهل كل اهتمام لن أدخل كثيراً في موضوع الأخلاقية، أخلاقية المرأة بين الإسلام والغرب، في ذهني هو الكلام عن تصور الإمام الخميني اتجاه موضوع المرأة، وهذا ما سوف أسعى لمعالجته ضمن هذه المداخلة، لندخل إلى موضوع التصور، تصور الإمام الخميني للمرأة، من المفيد أن نحدد أولاً ما المقصود من التصور، فتصور المرء تجاه أي أمر من الأمور هو عبارة عن الفكرة أو المفهوم الذي يحكم ذهنه، ويحدد له حركة موقفه النظري اتجاه أمرٍ ما أو اتجاه سلوك ما، إذن التصور هو مورد راسخ في الذهن تلقاه من جوٍ معين ثَبُتَ لديه، وهذا الأمر بالتأكيد سوف يدلف بنا للكلام عن مصدر أو مصادر نشوء أي تصور عند الواحد منا، من أين تأتي هذه التصورات لدينا ؟ ما يمكن لي أن أتحدث فيه حول مناشئ التصورات:
المنشأ الأول: هو المعتقد معتقد الإنسان يشكل له منشأً أو منبعاً لتصوراته التي تحكم مجراه النظري وسلوكه العملي.
المنشأ الثاني: هي البيئة التي يمكن أن تحيط بهذا الإنسان والذي هو يعيش في كنفها.
المنشأ الثالث: هي الثقافة بمعناها الواسع أو المدقق الذي يعني بقاء ما يبقى في الذهن بعد أن تنسى ما اكتسبته من الآخر بعد أن تنسى بالوعي لديك ما اكتسبته من الآخر .
المنشأ الرابع : هي الغايات أو المقصد الذي تحدده لأي أمرٍ من الأمور يشكل مورداً أو منبعاً من منابع وموارد التصورات الثابتة عند أي واحدٍ منا .
أمام هذه المنابع الأربعة أتحدث فيما يخص البيئة بدايةً ومع كل نقطة منها سوف أسعى لأخذ جملة أو مقطع من كلام للإمام الخميني (قده) نعالجه ولو بشكل مشترك أحياناً، فيما يخص موضوع البيئة، البيئة التي يمكن أن تشكل في تصور الإمام الخميني هنا منبعاً تجاه المرأة هي هذا العالم الإسلامي الذي يعتبر الإمام واحد منه وكل واحدٍ منا ينتمي إليه، هذا العالم الإسلامي كان ينظر إلى المرأة بشكل عملي من موقع الدونية الاجتماعية عن الرجل، هذه حقيقة نحن لسنا بصدد الإنشائيات، فلنتناول الأمور بمقدار ممكن من تلمس المورد الواقعي منها، بأن هذا المجتمع في العالم الإسلامي ينظر إلىالمرأة نظرة كونها أقل رتبة من حيث الموقع الاجتماعي عن الرجل بل الإنساني أحياناً كثيرة، وإن كانت في نفس الوقت تمثل المرأة عند المجتمع الإسلامي محفزاً أو مبرراً للحمية عند الناس، كما وتمثل صورة العاطفة على مستوى الأسرة والتربية، وبالتأكيد هاتان الميزتان ليستا من المسائل القليلة في المجتمع الإسلامي «موضوع الحمية، العرض، الشرف» وموضوع العاطفة في مجتمعاتنا الإسلامية تحديداً الشرقية منها، ليست من الأمور التي يمكن أن نغفل عنها، ولا نلتفت إليها، بل هي من النقاط الحساسة جداً في مكونات هذه البيئة وهذا المجتمع.
على مستوى الثقافة، أقدِّر أن هناك تنازعاً في عالمنا الإسلامي بين بعدين حضاريين، وأظن أن هذين البعدين الحضاريين يحضران بقوة حينما نتكلم عن موضوع المرأة، البعد الحضاري الأول هو القائم على مجموعة من التراثيات، ولا أقصد بالتراث هنا الدين، وإن كان للدين دخالة كبرى في كثير من الأحيان بتحريك مجموعة من عناصر التراث، ولكن كلمة التراث في حياتنا وفي حياة أي شعب أعم أحياناً من دخالة خصوصية دينية في موقف ديني معين، هذه الثقافة القائمة على تراثيات تحضر بقوة في وجداننا لا تفرِّق بين كرة القيومية عند الإسلام «قيومية الرجل على المرأة» وبين سطوة القوة ، سطوة القوة كحاكم في خلجات أي حركة اجتماعية، وسطوة القوة هنا هي ما اصطلح عليه بذكورية المجتمع، حاكمية الذكورية في هذا المجتمع الذي بتقديري ترجع إلى موضوع سطوة القوة، هذا بالجهة المتعلقة بالتراث.
أما بما يتعلق بالبعد الآخر في ثقافة هذا المجتمع والتي تنتمي إلى السؤال ولا أريد أن أقول السؤال الثقافي أو بالأحرى السؤال المفهومي، بل السؤال الوجودي عند مجتمعنا الثقافي هو موضوع الالتحاق وحجم الالتحاق وضرورات الالتحاق بالغرب، والتي تتمثل في هذا المورد على المستوى الثقافي لكل عناصر الجذب المادي، الذي حول كل المعاني إلى أشياء، مثلاً ذاك اليوم لفت نظري وإن كان الكلام له علاقة قليلاً بالإعلام، أنه يوجد صورة لفيلم كرتون على « Disney» لرجلٍ مصنوع من الخردة ضخم وعملاق وكل الفيلم يدور حوله، والذي يلتفت إلى المعاني الموجودة فيه سيلحظ بأنه مربوط بصورة «Super Man» التي تعرض وعرضت وشكلت بالذاكرة أهمية كبيرة بتقديري توازي أهمية المسيح عند الغرب، المسيح الذي أتى من السماء، «Super Man» أتى من كوكب آخر وصاحب القوة الخارقة بالقدرة على الطيران، وذاك يطير والقدرة على تحويل الأشياء إلى مصادر قوة وعظمة، ولكن يوجد «Super Man» إلهي بتعبيرهم ويوجد «Super Man» له طبيعة من الثقافة العلمانية، وفجأة هذا المعنى يتحول إلى حديد وخردة ليستطيع أن يطير مثل «Super Man» ويقوم بحركات مماثلة، ولديه نفس أمنياته تتحول فيه كل المعاني إلى أشياء ولديها جاذبيتها الخاصة، بالتالي يصبح هذا الكلام عن كونها تعبِّر عن السلعة الاستهلاكية، وكذلك مشهد المرأة هو من باب تحويل المعنى إلى شيء .
الأمر الآخر ولّد في ثقافتنا فيما يخص موضوع المرأة أن الصراع حتمي بين شرائح المجتمع، وأن من يريد أن يستمر وأن يبقى هو الأقوى والأصلح والأقدر بالتالي على الاستمرار، لذلك على المرأة أن تبحث عن حياتها الإقتصادية المستقلة، ولذلك على المرأة أن تقوم بعملية مناداة بمساواة مع الرجل، وأن تخرق كل إمكانات الفصل إذن يوجد هذان النموذجان، نموذج السطو القهري على المرأة، ونموذج محاولة المرأة للتفلُّت الثقافي، للتفلُّت من هذه القيم باتجاه الانجذاب المادي نحو الغرب، والصراع مع الطرف الآخر، الاحتراب مع الطرف الآخر الذي يولد كل تفكك المجتمع في العلاقة فيما بين بعضهم البعض.
المرأة في فكر الإمام(قده)
في المستوى الثالث الذي هو الغايات والمقاصد، ضمن هذه الوقائع حركة الإمام تنمو على مستوى الغايات والمقاصد، من الواضح أن الإمام الخميني أراد من مشروعه الإسلامي أن يكون مشروعاً إحيائياً للقيم الإسلامية، على مستوى الوجدان، وعلى مستوى القيم الأخلاقية وعلى مستوى الأبعاد المعنوية في العلاقة مع الباري سبحانه وتعالى و على مستوى النظم الحياتية الاجتماعية الحاكمة عند الناس، وإحداث ثورة في مواجهة كل ما لا ينتمي إلى حكم الله سبحانه وتعالى. فإذن على مستوى الغايات والمقاصد تصبح كل الطاقات والإمكانات المتوفرة في الشأن الاجتماعي ينبغي أن تكون مسخرة لخدمة هذه الغاية والمقصد فمخاطبة المرأة عند الإمام في كثير من الأحيان تدخل ضمن إطار هذا الأمر المحدد، الذي هو الغايات والمقاصد التي كان يبتغيها الإمام الخميني، تغيير الصورة الوجدانية للمرأة والمعنوية وأن تكون عنصراً فاعلاً بالضرورة في إحداث عملية الثورة والانقلاب الذي أراده الإمام. وقبل أن أدخل إلى الجزء المتعلق بالعقيدة، والذي يحتاج إلى توقف، دعوني أرى فقط معكم ما يقوله الإمام الخميني على مستوى التعبير الذي عبرته بالبيئة، يعتبر الإمام أن الإسلام يريد للمرأة والرجل أن يسموا في مدارج الكمال «لقد أنقذ الإسلام المرأة مما كانت عليه في الجاهلية» في الحقيقة وأنا أقرأ في النص كنت أقول عن ماذا يتكلم الإمام، أنه حسناً أنقذ الإسلام المرأة مما كانت عليه في الجاهلية وعصر الجاهلية ولى وانتهينا، يعني لم يعد الآن هناك امرأة جالسة في البادية ومحكومة ضمن مجموعة من الضغوطات الخاصة، فلماذا الكلام هنا عن مفهوم الجاهلية؟ إن الخدمة التي قدمها الإسلام للمرأة لا يعلمها إلا الله، ولم يخدم الإسلام بمثل ما خدم المرأة، إنكن لا تعلمن ماذا كانت عليه المرأة في الجاهلية وما آلت إليه في الإسلام، ببساطة يجب أن يتولد بالأذهان سؤال كان يطرحه جماعة من الأخوان المسلمين في فترة من الفترات، لكنه سؤال مشروع، أنه هل المجتمع الذي نعيشه هو مجتمع إسلامي في قيمه؟ أو في البيئة التي ينتمي إليها؟ في كثير من حركة هذه البيئة هو مجتمع جاهلي، بالتالي هل هذا الإنقاذ الإسلامي ما زال أمراً مطروحاً وممكناً؟ بل هو أمر ضروري أيضاً ليحقق مثل هذه الأهداف.
في الشأن الثاني المتعلق بالثقافة يُسأل الإمام، ينظر إلى التشيع في البلدان الغربية كعنصر محافظ في مسيرة التطور، كما أننا سمعنا أن التوجهات الشيعية ترى عزل النساء عن ميدان الحياة الاجتماعية، وتطالب بالعودة إلى القوانين التي تدعو إلى اعتبار التقاليد الدينية أساس القوانين الحكومية، كما أننا سمعنا بأن التشيع يرفض نمط الحياة الغربية لأنه لا ينسجم مع التقاليد الدينية، فهل بالإمكان توضيح وجهة نظركم بشأن هذه المسائل استناداً إلى مذهب التشيع؟ في الجواب يقول الإمام بأن التشيع مذهب ثوري واستمرار لإسلام الرسول الأكرم الأصيل صلى الله عليه وآله وسلم كان دائماً هدفاً لهجوم المستبدين والمستعمرين الدنيء شأنه شأن الشيعة أنفسهم، إن التشيع ليس فقط لا يعزل النساء عن ميدان الحياة الاجتماعية،بل يؤهلهن لاحتلال مكانتهم الإنسانية سامية في المجتمع إننا نرحب بالإنجازات التي حققها العالم الغربي، والتي بتقديري من أهمها ما يتعلق بالجانب التقنيني في التنظيم الاجتماعي الذي يحفظ الكثير من المراعاة الاجتماعية لخصوصيات تتعلق بالمرأة أو بغير المرأة، موضوع الشيخوخة والأطفال وإلى ما هنالك، لا الفساد الذي يَأِّنُ منه الغربيون أنفسهم.
فيما يتعلق بموضوع العقيدة في إنشاء التصور فان عموم المسلمين ينظرون في البناء العقائدي لشخصية النبي، وركزوا كثيراً على القرآن كنص، وهناك أمر آخر حمله الشيعة تحديداً أنه ينبغي مع النص دائماً مواكبة الأسوة والشخصية القدوة لذلك نتحدث عن النبي وعن الإمام وعن ميراث الأنبياء بما يمثلون من أسوة وقدوة عقائدية تحضر الإسلام إلى مواقع الحياة والواقع. صراعنا الجدي نحن الآن كمسلمين وكمشروع إسلامي ليس حول وجود الله فهذه قضيةٌ أصبح مفروغاً عنها بل إنه حول أي مشروع يستطيع أن يقود حياة الناس ومجتمعات الناس؟ هل هذا الإسلام مؤهل لخوض تجربة القيادة للحياة الاجتماعية والبشرية عموماً؟ أو ليس مؤهلاً للعب مثل هذا الدور؟ وأظن أن هذه الغاية مشتركة عند الجميع، وتارةً ما تطلبه يكون مبنياً على تصورات تتعلق «برغيف الخبز» وأقصد الأمور الضرورية ومرة يتعلق بالكماليات الحياتية والاجتماعية، نحن في تجاربنا الفكرية الأخيرة للأسف وقعنا في مطب من اثنين، مرة كنا نتكلم فيما يخص موضوع المرأة أو غير موضوع المرأة بأسئلة يفرضها الأمر الواقع والذي هو حكم السلطان المركزي في الغرب، ومثلما يطرح عليك السؤال، عليك أنت أن تطرحه، ويجب أن تكون ماهراً ليس بالجواب، بل بترداد السؤال، ممنوع أن تكيِّف السؤال على طريقتك، ومرة أنه نحن كنا نشتغل بطريقة وما زلنا في كثير من الأحيان نشتغل بنفس الطريقة من أنه لدينا عدة جملات حفظناها منذ ستين سنة وحذار لأحد أن يغير فيها شيئاً، يعني مثلاً عندما تريد أن تناقش بموضوع المرأة يجب أن تقول الستر يساوي العفة، فإذاً غير المحجبة ماذا نقول عنها؟ من هي التي تقبل أن تقول عنها أنها ليست عندها عفة؟ هل هناك موضوعات وهل هناك في اللغة التي تقدم أسئلة وأسلوب يمكن أن نطرحه فيما يتعلق بهذا الأمر ؟
أنا أظن أن الإسلام ليس ضعيفاً عن طرح قوة حضوره في مثل هذه المناخات، شرط أن لا ننسى أن لنا بنيتنا ونسقنا الخاص، ماذا يعني نسقنا الخاص؟ يعني مناخك أنت، حضورك ووضعك، تكوينك له مجموعة من الاعتبارات، هناك تكوين خاص، في هذا التكوين الخاص ماذا تمثل القيم المعنوية؟ إن الإمام عندما تحدث عن المرأة وعبَّر عنها بعض التعبيرات فهذا يرسم لنا مقدار مكانة المرأة عند الإمام ضمن هذا المناخ فلنحدد قيمة المعتقد الذي يتمثل بالأسوة القدوة، تبدأ في المرحلة الأولى بالبعد المعنوي، ومنه تأخذ كل أشكال البعد الحياتي العام لذا أنقل النص وأنهي كلامي بنقله.
الزهراء (ع) القدوة
يقول الإمام «إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللإنسان تجسَّدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام، لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية، امرأة ملكوتية، كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة، نسخةً إنسانية متكاملة، امرأة حقيقيةً كاملة» إلى ما هنالك يعود ويقول إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان، أدنى مراتب المرأة، وأدنى مراتب الرجل، بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقاً من هذه المرتبة المتدنية، اعتبرها بأنها هي المزرعة التي منها أنت تتجه باتجاه الأصل، فهو في حركة دؤوبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب إلى الفناء في الألوهية، وإن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية وبالمدد الغيبي وبتربية رسول الله صلى الله عليه وآله لتصل إلى مرتبة دونها الجميع. سوف لن أقرأ النص فقط سأشير للفكرة يقول: من أراد أن يكتشف عظمة هذه المرأة فليبحث في الأمر التالي بالنسبة لسيدة نساء العالمين الزهراء عليها السلام مَثَلَ الأسرة التي استطاعت أن تنظم كل وشائج العلاقة فيها، لتكون الأسرة التي قادت نور هذا العالم الذي ننتمي إليه، وهي كسوة الباري عز وجل في أهل الكساء لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله.
إذاً هناك رتبة إنسانية عالية في أصل المعتقد الإسلامي أعطيت كلها كحقٍ للمرأة على مستوى التوازن الاجتماعي، مبدأ التوازن الحاكم، وليس مبدأ الاختلال في العلاقة، ولا مبدأ المساواة في العلاقة
إذ الإمام صراحةً يقول أن مبدأ المساواة يساوي ضرب الكثير من المفاهيم الأولية في الإسلام، وهو أمر مرفوض. الأمر الثالث الذي أريد أن أشير إليه لأقول صار من اللازم علينا بعد هذه الفترة الطويلة من العمر أن ننتقل من مرحلة الكلام عن العموميات وأن نثق بهذه العموميات التي فيها تقديس، لا أحد يستطيع أن يمس قدسية المرأة أو أي مفهوم من مفاهيم الإسلام، للبدء بالكلام عن التفاصيل، المشكلة يا إخوان ويا أخوات في التفاصيل وأظن أن جديَّة أي ندوة أو أي بحث أو أي لقاء أو أي محاولة تحريك مناخ فكري يحمل الإسلام كمشروع تكمن في جرأة إثارة التفاصيل في الأسئلة، وضرورات البحث بجدية موثقة بالدين وبالله عن الأجوبة المناسبة المنطلقة من فهم هذا الواقع والذي لا تدير الظهر فيه للواقع، فالواقع اليوم يفرض نفسه، كما أن قبل الواقع وبعده الله سبحانه وتعالى ودين الله هو الأمر الذي لا يمكن لأي إنسانٍ أن يتفلَّت منه، وجعلنا الله وإياكم من المؤيدين بشفاعة الطاهرة الصديقة الزهراء إن ربي سميع الدعوات.
الشيخ شفيق جرادي