• عدد المراجعات :
  • 11774
  • 12/12/2007
  • تاريخ :

تاريخ ايران

ايران

 

عصر ماقبل الاسلام (من البداية و حتي 652 للميلاد)

تعد ايران واحدة من أقدم مراكز الحضارة القديمة في العالم، اذتدل بعض الاثار التي تم اكتشافها علي أن بعض هذه المناطق كانت مسكونة قبل (10000) سنة من ميلاد المسيح (ع).

كما أن أدوات الصيد التي صنعت من الحجارة و التي وجدت في كهوف مختلفة من مثل كهف بابده في مرتفعات (بختياري) تدل علي أن الانسان كان يعيش في هذه الارض في العصر الحجري، و كذلك فان الاثار المعدنية التي اكتشفت من قبائل جوتي و لولوبي في المناطق الشمالية لجبال (زاغروس) دليل علي استعمال هذه القبائل للمعادن منذ حوالي (3000) سنة قبل الميلاد، و منذ هذا العصر ظهرت قري و مدن صغيرة في صحاري ايران من مثل قرية سيلك قرب مدينة كاشان و المدينة المحروقة قرب زابل ان حضارة (عيلام) التي تشكلت في صحراء خوزستان خاصة في مدينة شوش كانت أهم حضارة ظهرت في ايران قبل مجيء الاريائيين، و كان العيلاميون يسمون و طنهم اوالارض التي يعيشون عليها ب (حتمتي) و يعود تاريخ عيلام الي (3000) سنة قبل الميلاد، و قد نشبت نزاعات و معارك متعددة بين حكومة (عيلام) و حضارات مابين النهرين‌ (سومر و بابل) منذ ذلك الزمان حتي سنة 550 ق.م، اذ تمكن (الهخامنشيون) من احتلال كل ايران في هذه السنة، اما نفوذ العيلامين فقد وصلت ذروته في القرن (13)

ق.م، عند ما تمكنوا من احتلال ما بين النهرين، و أخذو الحجر الذي كتب عليه قانون حمورابي و أحضروه الي شوش هاجم (آشوربانيبال) ملك آشور دولة (عيلام) في سنة (640) ق.م و احتل مدينة شوش عاصمة الدولة العيلامية و خربها بشكل كامل، و كان هجوم (آشوربانيبال) متزامنا مع اتساع حدود دولة الاريائيين الذين جاء وا منذ القرن (15) ق.م من المناطق الروسية الجنوبية و أوربا (سهول اوراسيا) الي ايران، ويعود سبب هجرة الاريائيين من سهول (اوراسيا) الي برودة هذه المنطقة و انخفاض درجة الحرارة فيها بشدة و ازدياد ماشيتهم و حاجتها الي المراعي. بعد ان هاجر الاريائيون الذين تعود اصولهم الي العرق الهندي الاوربي من شمال منطقة (اوراسيا) الي ايران انقسموا الي قسمين ذهب أحدهما الي اوربا و ذهب القسم الاخر عن طريق ايران الي الهند، و سيطرت جماعة من الاريائيين الذين كانوا يسمون ب الفرس علي أهم قسم من دولة عيلام أنشان الذي يقع اليوم في الغرب من محافظة شيراز.

عملي الفرس علي ايجاد الدولة الهخامنشية في سنة (550) ق.م و سيطروا علي الدولة العيلامية التي كانت قد سقطت علي يد حكومة بابل، في حين بني العيلاميون الذين يعرفون بأنهم أكثر القبائل حضارة قبل الاريائيين مدنا متعددة و متطورة من مثل مدينة شوش، و كذلك شيد ملوك عيلام معابد لالهتهم في مدينة شوش كان أههما زيكورات جغازنبيل في خوزستان.

سكنت مجموعة من القبائل الهندية الاوربية التي كانت قد هاجرت الي الجنوب في أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد في المناطق الايرانية الشمالية (قرب نهري سيحون و جيحون)، و استطاعت أن تسيطر علي جميع مناطق الدولة العيلامية في مدة زمينة قصيرة بسبب استخدامها الحصان في الغابات وسيلة للتنقل و وصلوا الي الخليج الفارسي و بحر عمان و سيطروا علي الهند كذلك، و اشتهرت هذه الجماعة التي هاجرت من الهند و أوربا نحو الجنوب و ايران ب (القبائل الهندو أوربية) و سموا أنفسهم ب (الاريائيين) و هي تعني الاصلاء و النجباء و الشرفاء كان الاريائيون يشتغلون في تربية المواشي، والرعي و لذلك كانوا فرسانا ماهرين و محاربين أقوياء، و كانوا يطلقون علي عدوهم لقب (ديف) و هي تعني الغول أوالشيطان، فقد استطاع الملك جمشيد أن يهزم قبيلة ديف) احدي القبائل المهاجرة و يقيم حفل (النوروز) الذي بقي طبقاً للروايات الايرانية و الهندية القديمة سائداً منذ زمن الملك جمشيد حتي اليوم.

استقر الاريائيون في جميع مناطق ايران علي شكل قبائل متبعثرة، و استمروا في تربية الماشية، ثم اشتهرت قبائلهم الكبري باسماء (المادبين)، و كانوا يسكنون في غرب ايران و (الفارسيين) و كانوا يسكنون في الجنوب و (البارتيين) و كانوا يسكنون في شرق ايران.

تحرك في هذه الفترة النبي (زرادشت) لاصلاح معتقدات الايرانيين و توحيد القبائل الاريائية و دعا الناس الي عبادة (آهورا مزدا) أي العالم الكبير. و قبلت أغلب القبائل الاريائية باستثناء قبائل السكا تعليمات زرداشت و اشتبكت جماعة من قبائل السكا الذين كانوا يسمون أنفسهم ب (التورانيين) مع اتباع زرادشت في حروب كثيرة و قد قتل (زرادشت) علي يد هؤلاء في احدي الحروب و دعا (دياكو) أحد قادة قبائل الماديين -هذه القبائل الي الوحدة والتحاد بهدف حفظ الدولة الايرانية في الغرب والحيلولة دون هجمات الاشورين و من أجل استعداد أكثر عمل علي بناء حصن هكمتانه في الموقع الحالي لمدينة همدان، و هيأ الأرضية لتأسيس دولة الماديين. استمرت سيطرة دولة (الماديين) علي ايران حتي سنة (550) ق.م، و في هذه الفترة ثار (كوروش) الثاني من سلالة الهخامنشيين التي تنتمي الي قبيلة باساركاد ضد أجدهاك ملك (الماديين)، و بسبب نمو و تزايد طبقة الأشراف و شيوع السخط و عدم الرضا بين العامة استطاع كورش الثاني أن يوحد القبائل الفارسية العشرة مع بعضها البعض، و هزم حكومة (الماديين) و أوصل (الهخامنشيين) الي سدة الحكم، (كانت أم كوروش الثاني بنت أجدهاك ملك الماديين). تولي أجدهاك ملك الماديين). تولي كوروش مقاليد الحكم علي ايران حتي سنة (530) ق.م ثم سيطر علي الحكم من بعده (داريوش الاول) الذي كان من أسرة (الهخامنشيين) و في هذه المدة أصدر داريوش أمرخ بيناء مجموعة قصور فارس (تخت جمشيد) في شمال مدينة شيراز.

يعد نقش (كنجنامه) أي رسالة الكنز في همدان و المكتوبة بثلاثة خطوط هي‚ الفارسي القديم والعيلامي، والبابلي واحدة من الاثار المكتوبة لهذه الفترة، لكن دولة الهخامنشيين لم تدم طويلا فقد تبعثرت بعد هجوم الاسكندر المقدوني علي ايران سنة (331) ق.م و سقطت علي يد الاسكندر كذلك دولة (الفارسيين) و (الهخامنشيين)، فقد هاجم جميع قصور و معابد الفارسيين و منها (تخت جمشيد) ثم أحرقها، و يوجد حاليا قبر (داريوش الأول) و ابنه (خشايارشا) و (أردشير الاول) في (نقش رستم) الذي يقع الي القرب من (تخت جمشيد).

توفي الاسكندر المقدوني في مدينة (بابل) التاريخية سنة (323) ق.م و اندثرت المناطق التي كان يسيطر عليها بسرعة و سقطت ايران بيد (سلوكوس) أحد قادة الاسكندر المقدوني، و استمر حكم (السلوكيين) مع الاشراف الايرانيين و قادة الاسكندر أكثر من (80) سنة، بدأت ثورة (الأشكي الاول) أحد أبطال قبيلة (بارت) في سنة (248) ق.م ضد (السلوكيين) و استمر كفاح (الاشكانيين) ضد السلوكيين أكثر من مائة سنة، و في النهاية هزمت حكومة (آنثيوخوس) الثالث علي يد تيرداد (اشك الثاني) و انسحب (السلوكيون) الي غرب نهر الفرات.

تم الانتصار النهائي (للاشكانيين) علي (السلوكيين) علي يد الملك الاشكاني السادس الذي كان يعرف باسم (مهرداد)، أما المشكلة الرئيسية لدولة (الاشكانيين) فكانت دول الولايات المستقلة مثل (فارس) و (آذربايجان) و (آرمينيا) التي لم تكن علي استعداد لاطاعة (الاشكانيين) بعد سقوط دولة (اسلوكيين)، و بهدف الحصول علي رضي قادة هذه القبائل و أخذ الضرائب منهم اضطر الاشكانيون الي تأسيس مجلس يعرف ب مجلس مهستان الذي كان يتشكل من عظماء الدولة و رجال الدين و امراء القبائل والذي كان يتخذ القرارات في المسائل المهمة للدولة. ظهر النبي عيسي عليه السلام في فلسطين في زمن دولة (فرهاد) الرابع الملك الرابع عشر (للاشكانيين)، ولم تمض فترة طويلة حتي وصلت تعاليمه الي جميع انحاء بلاد الروم.

كانت ذروة ازدهار المذهب (الزرادشتي) في ايران في فترة سيطرة سلسلة (الاشكانيين)، فقد بنيت في هذا العهد معابد كثيرة و من أهمها معبد (آناهيتا) في مدينتي (كنكاور) و (استخر)، و في الحقيقة كانت فترة دولة (الاشكانيين) مرحلة الأبطال الايزانيين و منهم: (كودرز) و ( كيو) و (بيجن) و (رستم زال) الذين أوجدوا الملاحم القومية، و قد نظم الشاعر الكبير الفردوسي في القرن الخامس للهجرة قصة هؤلاء الأبطال الايرانيين و ملاحمهم شعرا في الشاهنامه أي رسالة الملك تعد الأسرة الساسانية من الأسر الفارسية القديمة التي تولت رئاسة معبد (آناهيتا) في مدينة (استخر)، و قد بذل (ساسان) و ولده (بابك) من بعده جهودا كبيرة في الثورة علي دولة الاشكانيين حتي تمكن أردشير بن بابك بتأييد من الأشراف و الأسر العريقة في ايران من اسقاط دولة (الاشكانيين) في سنة (224) م، و من ثم تأسيس الدولة الساسانية رسميا، و تولي الحكم بعد (اردشير) ابنه (شابور) الاول الذي وقعت بينه و بين بلادالروم حروب كثيرة، و تمكن في احدي الحروب من أسر امبراطورهم (والرين)، و في هذه المدة أعلن ان الدين (الزرادشتي) هوالدين الرسمي للايرانيين و بديء العمل بجمع كتاب (الافستا) و تنظيمه. و هو كتاب يحتوي علي التعاليم و النصائح و الحكم الزرادشتيه، و من أهم ملوك دولة الساسانيين في ايران الذين يمكن الاشارة اليهم (بهرام) الخامس (بهرام الاعمي) و (أنوشيروان) و (هرمز) و (خسرو پرويز) المشهور بلقب (كسري).

بعد ظهور الاسلام أرسل رسول الله (ص) رسالة الي ملك ايران خسرو برويز (كسري) يدعوه فيها الي الاسلام، ألا انه مزق رسالة النبي بغرور و تكبر، و بعد وفاة النبي (ص) خالد بن الوليد حوالي سنة (633) و (12) هجرية قمرية في عهد خلافة أبي بكر مع جيوش العرب المسلمين الي الحدود الايرانية، حيث أرسل (يزدجر) الثالث آخر ملوك الساسانيين جيوشه بقيادة (رستم فرخزاد) لمحاربة المسلمين، و قد هزم الايرانيون في معركة القادسية أمام العرب المسلمين سنة (636) م (14) هجرية قمرية، و خضعت المدائن عاصمة الساسانيين التي كانت تشتمل علي سبع مدن منها مدينة (تيسفون) لسيطرة المسلمين، و في سنة (21) للهجرة تجمع الساسانيون مقابل المسلمين بهدف الحيولة دون تقدمهم في منطقة (نهاوند) و لكن (يزدجرد) هزم في هذه المعركة  و فر الي (خراسان) و قتل في سنة (652) م (31) هجرية قمرية بيد معارضيه، و هكذا انقرضت الأسرة الساسانية و انتهي التاريخ القديم مع وصول الاسلام الي ايران.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)