• عدد المراجعات :
  • 8028
  • 11/21/2007
  • تاريخ :

حكم الإمام الرضا ( عليه السلام )

الإمام الرضا ( عليه السلام

ليس في تاريخ الأدباء والحكماء كتاريخ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث إنّهم أثروا العالم الإسلامي والإنساني بروائع آدابهم وحكمهم ، ومن عظيم قدرها وإبداعها وروعتها يكتبها الناس أحياناً بماء الذهب ثمّ يحتفظون بها .

والإنسان مفطور على حبّ العلم والأدب والحكمة ، وكلّما كانت الحكم رصينة ورائعة كلّما انشدّ إليها أكثر ، ولهذا رأى الناس في روائع نهج البلاغة للإمام علي ( عليه السلام ) ما يغنيهم عن الرجوع لغيره من الحكماء ، كسقراط وبزرجمهر وهلّم جرّاً .

ولا غرابة أن يكون للأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) هذه الجواهر الثمينة في الأدب ، والروائع العظيمة في الحكمة ، وهم خرّيجو مدرسة الثورة ، وربائب الرسالة والوحي .

ومن هذه الأنوار العلوية والأزهار الهاشمية ، نور أضاء سناه وعلاه ، وتضوع مسكه وشذاه ، نور الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعطره وطيبه وزهره .

وإليك بعض الروائع الأدبية والحكمية من أقواله ( عليه السلام ) :

سأله رجل عن قول الله عزّ وجل : ( ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ) ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل درجات منها : أن تثق به في أمرك كلّه ، فما فعل بك كنت راضياً ، وتعلم أنّه لم يأتك خيراً ونظراً ، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه ، ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها ، فوكّلت علمها إليه وإلى أمنائه عليها ، ووثقت به فيها ، وفي غيرها ) .

سئل عن حدّ التوكل ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أن لا تخاف أحداً إلاّ الله ) .

ومقصود الإمام ( عليه السلام ) بالتوكّل هنا ، هو التسليم لأمر الله والرضا بقضائه .

سأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( العجب درجات منها : أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ، ويحسب أنّه يحسن صنعاً ، ومنها : أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله ، ولله المنّة فيه ... ) .

قال ( عليه السلام ) : ( خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة في أرومته ، والكرم في طباعه ، والرصانة في خلقه ، والنبل في نفسه ، والمخافة لربّه ) .

سئل عن السفلة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( من كان له شيء يلهيه من الله ) .

قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله يبغض القيل والقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال ) .

قال ( عليه السلام ) : ( التودّد إلى الناس نصف العقل ) .

قال ( عليه السلام ) : ( لا يتم عقل امرئ مسلم حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشرّ منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يملّ من طلب العلم طول دهره ، الفقر في الله أحبّ إليه من الغنى ، والذلّ في الله أحبّ إليه من العزّ مع غيره ، والخمول عنده أشهى من الشهرة ) .

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( العاشرة ) ، قيل له : ما هي ؟

قال ( عليه السلام ) : ( لا يرى أحداً إلاّ قال : هو خير منّي واتقى ) .

قال ( عليه السلام ) : ( إنّما الناس رجلان ، رجل خير منه واتقى ، ورجل شرّ منه وأدنى ، فإذا لقي الذي هو شرّ منه وأدنى قال : لعلّ خير هذا باطن ، وهو خير له ، وخيري ظاهر ، وهو شرّ لي ، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى ، تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، وحسن ذكره ، وساد أهل زمانه ) .

10ـ قال ( عليه السلام ) : ( الصمت باب من أبواب الحكمة ... إنّ الصمت يكسب المحبّة ، إنّه دليل على كل خير ) .

11ـ قال ( عليه السلام ) : ( صديق كل امرئ عقله ، وعدّوه جهله ) .

12ـ قال ( عليه السلام ) : ( من أخلاق الأنبياء التنظيف ) .

13ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب النعمة يجب أن يوسّع على عياله ) .

14ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه ، وإذا كان غائباً فسمّه ) .

15ـ قال ( عليه السلام ) : ( يأتي على الناس زمان العافية ، فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحد في الصمت ) .

16ـ قال ( عليه السلام ) : ( من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، وصديق الجاهل في تعب ، وأفضل المال ما وقي به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه ) .

17ـ قال ( عليه السلام ) : ( من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى عن التمدّح بذكرها ) .

18ـ قال ( عليه السلام ) : ( من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه ، ومن طلب الأمر من وجهه لم يزل ومن زلّ لم تخذله الحيلة ) .

19ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، ونشاطاً وفتوراً ، فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلّت وملّت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند إدبارها وفتورها ) .

20ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرّز ، والعامّة بالبِشر ) .

21ـ قال ( عليه السلام ) : ( الأجل آفة العمل ، والبر غنيمة الحازم ، والتفريط مصيبة ذي القدرة ، والبخل يمزّق العرض ، والحب داعي المكاره ، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقيق أمل الآمل ، وتصديق رجاء الراجي ، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة ، والباكين بعد الوفاة ) .

22ـ قال ( عليه السلام ) : ( أحسن الظن بالله ، فإنّ من حسن ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام ) .

23ـ قال ( عليه السلام ) : ( ليس لبخيل راحة ، ولا لحسود لذّة ، ولا لملول وفاء ، ولا لكذوب مروءة ) .

24ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله أعظم من المجاهدين في سبيل الله ) .

25ـ سئل عن خيار العباد ؟ فقال : ( الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا ) .

26ـ قيل له : كيف أصبحت ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا ندري ما يُفعل بنا ) .

27ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يجمع المال إلاّ بخصال خمس : بخل شديد ، وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة ) .

28ـ قال علي بن شعيب : دخلت على أبي الحسن الرضا ، فقال لي : ( يا علي من أحسن الناس معاشاً ؟ ) .

قلت : أنت يا سيدي أعلم به منّي .

فقال ( عليه السلام ) : ( من حسن معاش غيره في معاشه ) .

ثمّ قال : ( يا علي من أسوأ الناس معاشاً ؟ ) .

قلت : أنت أعلم .

قال ( عليه السلام ) : ( من لم يعش غيره في معاشه ) .

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا علي ! أحسنوا جوار النعم ن فإنّها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم ، يا علي ! إنّ شرّ الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده ) .

29ـ قال ( عليه السلام ) : ( عونك للضعيف أفضل من الصدقة ) .

30ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى تكون فيه خصال ثلاث : التفقّه في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على الرزايا ) .

31ـ قال ( عليه السلام ) : ( كفاك ممّن يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة ) .

32ـ قال ( عليه السلام ) في تعزية الحسن بن سهل : ( التهنئة بآجل الثواب خير من التعزية بعاجل المصيبة ) .

هذا غيض من فيض ، وقطرة من بحر هذا الإمام العظيم ، الذي ملأ الدنيا علماً وحكمة ، وفاض عليها ندىً وأدباً وكرماً .

وخير زاد لنا أن نعبّ من معين هذه الحكم الصافية ، ونزوّد بها فنكثر من التجمّل بأخلاقها ليوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سليم .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)