• عدد المراجعات :
  • 5032
  • 10/29/2007
  • تاريخ :

التشوهات الخلقية

الطفل

بعد الولادة يجري الطبيب فحصاً دقيقاً للمولود الجديد للتأكُّد من سلامة تكوينه ، ولكشف أيِّ تشوهات أو أمراض خلقية ، واتِّخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة - سواء كانت الولادة طبيعية أو جراحية - كأن يكتفي مثلاً بوضع الوليد في حجرة خاصة تؤمِّن له متطلبات لا يؤمِّنها له الجو الطبيعي ، كالأوكسجين أو التعقيم .

أما التشوهات الخلقية فقد تكون في الرئتين لعدم اكتمال نموِّهما ، أو في الجهاز الهضمي كانسداد أو عدم اكتمال نمو بعض أجزائه ، أو في الأطراف العليا أو السفلى ، أو تشوُّهات في القلب ، وجميع هذه التشوُّهات تتطلَّب تدخّلاً جراحياً ، كلَّما كان التدخُّل الجراحي متأخراً وكان الطفل أكبر عمراً كانت خطورته على الطفل أقل ، وبخاصة في مجال جراحة القلب ، على أن بعض التشوهات قد تتطلب تدخلاً جراحياً فورياً لإنقاذ الطفل الوليد من موت محقَّق .

وبعض الأطفال يكونون مصابين بأمراض خطيرة في الدم ، وفي الجهاز المناعي ، أو أمراض خمجية ( التهابية ) ، تتطلَّب عناية طبية فائقة وسريعة ، ومن هنا تأتي أهمية المراقبة المستمرَّة للطفل في الأيام الأولى التي تلي الولادة مع تدوين كل الملاحظات الواردة في سجِلِّ خاص .

وفي حال اكتشاف أحد التشوُّهات أو الأمراض الخلقية ، فإنَّ تفهُّم الأهل وتعاونهم مع الطبيب له أثر خاص على معالجة الطفل ، وعلى الأهل الأخذ بإرشادات الطبيب وتعليماته وتطبيقها دون إهمال ، وقد يحتاج ذلك الكثير من التضحية والثقة بالله ، وعدم فقدان الأمل ، للأبوين دورٌ لا يقلُّ عن دور الطبيب لإنجاح أيِّ خُطَّة علاجية ، خصوصاً وأن علاج التشوُّهات الخلقية لا تظهر نتائجه بين ليلة وضحاها ، بل يحتاج إلى وقت وصبر شديد .

تبيَّن حسب أحدث الإحصاءات أن التشوُّهات الخلقية تحصل لواحد ونصف بالمِائة من نسبة المولودين الأحياء ، وتكون مسؤولة عن 27 بالمِائة تقريباً من حالات وفيات الأطفال .

المرحلة الصعبة تكون في الأشهر الأولى من عمر الوليد ، وهي تتطلَّب تعاون الأهل والطبيب ، أما التشوهات الخلقية فأهمُّها ما يلي :

1 - ضيق أو انسداد طرق الأمعاء :

 ويحصل هذا عادة للرضَّع الذين يستفرغون ابتداءً من عمر الخمسة عشر يوماً وبرازهم قليل ، فيستفرغون بشكل متواصل ، وينحلُّ جسمهم بسرعة .

والعلاج هنا طارئ ، ويتمُّ بجراحة تهدف إلى توسيع طرق الأمعاء المتصل بالمعدة ، والخلل في تكوين المعدة والقناة الهضمي هو خلل تكويني يكتشف عادة بعد الولادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة ، وفي مثل هذه الحالة يُصاب الطفل بالاستفراغ بشكل كثيف جداً ، ويظهر قليل من الدم مع المواد التي يستفرغها .

فالسبب هو أن تكوين المعدة غير الطبيعي يؤدي إلى عودة الأطعمة إلى الفم ، وترافقها الإفرازات الحمضية التي تجرح المجاري الهضمية ، وتؤدِّي إلى ظهور الدم .

الأمراض القلبية عند الرضَّع :

بينما تشكِّل أمراض القلب أحد الأسباب الرئيسية للموت عند البالغين ، وتبقى عند الأطفال كناية عن خلل في التكوين يسبق الولادة .

والقلب كما نعرف مؤلَّف من أربعة جيوب تتفرَّع عنها الأوردة والشرايين ، وهو شبيه بمضخَّة تدفع الدم في هذه الأوعية ، من هنا أن أنواع الخلل التي تصيب القلب قد تكون مميتة في كثير من الأحيان ، وتتطلَّب جراحة تصحيحيَّة بعد الولادة مباشرة .

ومن هذه الإصابات الأكثر انتشاراً ما يسمَّى بالمرض الأزرق ، وهو كناية عن خلَلٍ في تكوين القلب ، بشكل لا يسمح للدم الملوَّث أن يلتقي الأوكسجين ويتطهَّر ، فيبقى الدم ملوَّثاً ، وبالتالي غير قادر على تأمين الحياة إلى باقي أعضاء الجسم التي تتغذى من الأوكسجين .

ويصبح لون الولد أزرق وغالباً ما يصاب بغيبوبة ، والعلاج الطارئ يتمُّ على مرحلتين : المرحلة الأولى هي المحافظة على حياة الولد وإنعاشه ، حتى يصبح جسده قويّاً قادراً على تحمُّل المرحلة الثانية وهي الجراحة ، أي : جراحة القلب المفتوح ، وبالنسبة إلى هذه الحالة على الأم أن تتفادى إصابة الطفل بالنشاف ، خصوصاً في البلاد الحارة ، والنشاف قد ينتج عنه خلل خطير في الدماغ .

وهناك أيضاً العديد من أخطاء التكوين التي تصيب القلب ، نذكر منها : التواصل بين اثنين من الجيوب المنفصلة المسمَّى شهيق القلب ، وهذا الخلل لا يشكِّل مصاعب في مرحلة الطفولة ، لكنه يؤدي إلى الإصابة بعوارض أخرى أكثر جديَّة بعد البلوغ .

والشفاء من هذه الإصابة يتمُّ غالباً دون أي تدخُّل خارجي ، وذلك بنسبة ثلاثين بالمِائة من الإصابات ، أمَّا إذا كانت الحالة أشدُّ خطورة فهي تسبِّب فقدان الشهية ، كما تؤدِّي إلى حصول التهابات متكرِّرة في المجاري التنفسية ، فيتعب الولد من القيام بأدنى مجهود ، كتناول وجبة طعام مثلاً ، كما أنَّه يبول أقلُّ من الطفل العادي ، والعلاج الوحيد في هذه الحالة هو جراحي .

ضيق الشريان الأورطي :

هذا الشريان يوصل الدم النظيف الذي يحمل الأوكسجين إلى النصف الأسفل من الجسم ، وعندما يضيق يعيق وصول الدم إلى هذه الأعضاء بصورة طبيعية ، وتكتشف هذه الإصابة بعد الولادة بسبب غياب النبض في الجزء الأسفل من الجسم ، وفي بعض الحالات الأخرى قد يتأخر اكتشاف المرض حتى سِنِّ المراهقة ، لعدم ظهور عوارض تُذكر .

ما يلفت الطبيب إلى هذه الحالة هو ارتفاع ضغط الدم ، والعلاج في هذه الحالة كما في الحالات المماثلة هي جراحي بهدف توسيع الشريان .

تضيق الصمام الرئوي من الأمراض الخلقية التي غالباً ما تحتاج إلى معالجة جراحية

التشوهات الخلقية العظمية :

أهمُّ هذه التشوُّهات هو خلع الورك الذي يحصل لدى الإناث أكثر منه لدى الذكور ، ويمكن أن يكون خلعاً بسيطاً ، أي : انزياح رأس عظم الفخذ عن ملتقاه بعظم الورك ، أو مركّباً أي : غياب رأس عظم الفخذ أو بوجود تشوّهات فيه ، وغالبية الحالات البسيطة يمكن أن تنتهي بالشفاء التام دون أن تسبّب عاهة للطفل ، ويعتمد ذلك على اكتشاف الخلل في وقت مبكِّر .

ومن خلال الفحص الروتيني للطفل الذي يجريه الطبيب ، أو انتباه الأم عند تحفيض الطفل إلى كون وضعية الفخذين لدى طفلها هي غير متناظرة ، وعلاج هذه الحالة يكون بوضع الطفل بالحبس لمدة من الزمن ، وكلما كان هذا العلاج مبكراً كلما جاءت النتيجة أفضل ، أما التشوهات المركبة فعلاجها جراحي .

هناك تشوُّهات أخرى كالقدم الملتوية ، أو النقص في تكوُّن بعض العظام أو تشوُّهها ، وجميعها تحتاج إلى علاج جراحي غالباً ما يعطي نتائج جيدة .


أمراض القلب عند الأطفال

الإعاقة

آلام النمو في الاطفال

التهاب في الجلد في المنطقة التي

فقر الدم وخطورته على الأطفال

خمسة أطعمة ممتازة لطفلك الرضيع

مشاكل النظر عند الأطفال

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)