حكاية في الأدب
روي عن بعض الأدباء أنّه قال لابنه :
يا بني ، اقتن من مكارم الأخلاق خمساً ، وارفض ستّاً ، وأطلب العز بسبع ، وأحرص على ثمان ، فإن فزت بتسع بلغت المدى ، وإن أحرزت عشراً أدركت الآخرة والدنيا .
فأمّا الخمس المقتناة : فخفض الجانب ، وبذل المعروف ، وإعطاء النصف من نفسك ، وتجنّب الأذى ، وتوقّي الذم .
وأمّا الستة المرفوضة : فطاعة الهوى ، وارتكاب البغي ، وسلوك التطاول ، وقساوة القلب ، وفظاظة القول ، وكثرة التهاون .
وأمّا السبعة التي ينال بها العز : فأداء الأمانة ، وكتمان السر ، وتأليف المُجانب ، وحفظ الإخاء ، وإقالة العترة ، والسعي في حوائج الناس ، والصفح عن الاعتذار .
وأمّا الثمان التي يحرص عليها : فتعظيم أهل الفضل ، وسلوك طرق الكرم ، والمواساة بملك اليد ، وحفظ النعم بالشكر ، واكتساب الأجر بالصبر ، والإغضاء عن زلل الصديق ، واحتمال النوائب ، وترك الامتنان بالإحسان .
وأمّا التسع التي تبلغ بها المدى : فالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وحرز اللسان من سقوط الكلام ، وغض الطرف ، وصدق النية ، والرحمة لأهل البلاء ، والموالاة على الدين ، والمسامحة في الأُمور ، والرضا بالمقسوم .
وأمّا العشرة الكاملة ، التي تنال بها الدنيا والآخرة : فالزهد فيما بقي ، والاستعداد لما يأتي ، وكثرة الندم على ما فات ، وإدمان الاستغفار ، واستشعار التقوى ، وخشوع القلب ، وكثرة الذكر لله تعالى ، والرضا بأفعال الله سبحانه ، وملازمة الصدق ، والعمل بما ينجي .