• عدد المراجعات :
  • 9757
  • 7/14/2007
  • تاريخ :

لماذا يفضل بعض الرجال المرأة الأكبر سنّاً؟

الاسرة

من المتعارف عليه أن معظم الزيجات تتم بين أزواج متقاربين في السن، وقد توجد فوارق بسيطة، حيث يكون سن الزوج أكبر قليلاً من سن الزوجة.. وهذا التقارب على أي حالٍ يُعَدُّ من بين عوامل الوفاق والتفاهم الزوجي، ويحدث أحياناً أن يتزوج الرجل من امرأة تصغره كثيراً في السن، بل إن هناك رجالاً يتزوجون فتيات في سن بناتهم، وتختلف الدوافع بهذا الشأن اختلافاً كبيراً.. فقد يكون الرجل ثرياً، قادراً على الإنفاق ببذخ، فيجتذب إليه العروس وأهلها. وقد يكون راغباً في الإنجاب، فيختار الشابة الصغيرة التي تتمتع بالخصوبة.. وقد يكون من النوع المزواج، فيضمها إلى الزوجة الأولى أو إلى الزوجات السابقات.. غير أن أهم أسباب زواج الرجل الكبير من المرأة الصغيرة – التي قد يتجاوز فارقُ السن بينهما خمساً وعشرين أو ثلاثين عاماً – هو اعتقاده بأن اقترافه وهو كَهلٌ أو شيخ بفتاة صغيرة سيجدد حيويته، ويعيد إليه بهجة الشباب وفتوته، ومتعة الزمن المنصرم، فضلاً عن مشاعر الحب التي تشبه مشاعر المراهقة في هذه السن المتأخرة.

أما الصنف من الرجال – والذي نحن بصدده – فهو يختلف عن كل ما مضى، من حيث تفضيل بعض الشباب الاقتران بامرأة أكبر منه سناً.. بل يكاد – في بعض الأحيان – يصل سن الزوجة إلى سن أم الزوج أو حماتها!

والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو: ما الذي يدفع الشاب الذي يتألق قوةً وحيوية من الزواج من امرأة تجاوزت سن الشباب واقتربت من خريف العمر؟ .. وهل للمرأة في هذه السن جاذبية خاصة؟

لقد قامت احدى مراكز الأبحاث الاجتماعية الأوروبية باستطلاع خاص في عدد كبير من حالات الزواج التي يكون فيها سن الزوجة أكبر كثيراً من سن الزوج.. وخرجت بعدّة نتائج وحقائق، أهمها:

- جاذبية المرأة الأكبر سناً، خاصة بالنسبة لبعض الشباب، حيث اتفق جميع الأزواج الصغار على أنهم انجذبوا إلى سحر المرأة الناضجة الخبيرة في أمور الحياة، وقالوا إن الحب قد ربط بينهم وبين زوجاتهم منذ اللحظة الأولى، وان أهم ما جذبهم إليهن هو الأنوثة المتزنة الواثقة.. وهذه الثقة تزيدهن سحراً وجمالاً.

- وقال معظم هؤلاء الأزواج إنهم بالفعل قد وجدوا السعادة مع زوجاتهم برغم فارق السن الكبيرة حيث أشاروا إلى عدة عوامل قد ساعدت على زيادة العلاقة رسوخاً وثباتاً، مثل: الثقة، والأمانة، والاحترام المتبادل.

- كما أفاد هؤلاء الأزواج أن المرأة الأكبر سناً تتميز بلمسة الأمومة، ولا عجبَ في ذلك، وخصوصاً أن الرجل – في حقيقته – ما هو إلا طفلٌ كبير يحتاج لمشاعر الأمومة.

- ويعترف معظم الأزواج بأنهم يحبذون الرعاية والاهتمام من جانب الزوجة الكبيرة، بل إن أحد الأزواج قال إن زوجته لا ترعاه بعناية فقط، وإنما تكاد أن تدللـه وهذه نعمة كبيرة على حد قوله.

وجدير بالذكر أن هذه العناية الزائدة أساسها عاملان:

أولهما: نُضج المرأة الشعوري والعاطفي، واستقرارها النفسي.

وثانيهما: روعة مظاهر الأمومة الكامنة في نفسها.

فمن المعروف أن المرأة في الأربعينيات من عمرها تكون أكثر اتزاناً في العواطف، وأكثر نضجاً في التفكير، وهي تختلف – بطبيعة الحال – عن الفتاة الصغيرة التي تكون نَزِقَةً أحياناً، وسريعة الغضب أحياناً أخرى.

كما يلاحظ أن المرأة الكبيرة تكون أكثر هدوءاً واسترخاءً، وأقدر على تفهم وتقدير المواقف وتصريف الأمور على ضوئها.

كما هي أيضاً أكثر عطاءً فيما يتعلق بمشاعر الحنان والرعاية والمساعدة، والاهتمام بشؤون البيت.

ونظراً لأن المرأة الكبيرة أكثر تفهماً للأمور، فإنها – بالتالي – أكثر ثقة بنفسها، وأبعد عن التظاهر والادعاء، فضلاً عن كونها أكثر حكمةً واتزاناً وتقديراً للمسؤولية من المرأة الأصغر سناً.

وقد يكون السبب في أن المرأة الصغيرة أقلّ اتزاناً وأقلّ عطاءص من المرأة الكبيرة هو قلّة خبرتها بالحياة، وانشغالها بنفسها، واهتمامها بمباهج الحياة ومتاعها. أما المرأة الكبيرة، فإنها لا تعطي اهتماماً كبيراً لمثل هذه الأمور بعد أن خلدت إلى الراحة، وحققت ما كانت تصبو إليه على المستوى المادي والوظيفي والاجتماعي.. وكل هذه الاعتبارات تزيدها جاذبية بدون شك.

وعلى الجانب الآخر، تجد المرأة الكبيرة في الرجل الأصغر سناً عنصر جاذبية، فضلاً عن وسامته وشبابه وحيويته الدافقة، أي تجد فيه عنصراً مكملاً لها، يُذكِّرها بحيوية الشباب ونزعة المرح الطفولية، وباعثاً لمشاعر الأمومة في نفسها.

وبرغم ذلك كله نقول: إن عناصر التوافق الزوجي هي العناصر التي حددها الزوجان بنفسيهما.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)