نحو صراحة توصلك إلى حياة صحية
هناك قلة من الناس لا تعرف كيف تبني جسور التعاون بين بعضها البعض، فهم قد تعوّدوا على البعد عن ما يرغب في لغة الحوار الفعّال.
والعنصر الفاعل في هذه اللغة هي "المصارحة"، والمصارحة تعني المكاشفة بما تعنيه من أسلوب حضاري راقي لمن يحاول أن يرقى إليه في التعامل مع الآخرين وفهم الزملاء في العمل، ولأنه أيضاً يقطع مدخل الشيطان وتلاعباته على بني آدم في تهويل الأمور وتضخيمها بما يوسع الهوة بينه وبين الآخرين، وكل ذلك قد بني على عنصر واحد وهو "سوء الظن" بما يحويه من أفكار وبالتالي سيؤثر على السلوك للقيام بعمل خاطئ تجاه الآخرين.
لماذا نحن لا نأخذ بعنصر المبادرة ونصارح الآخرين بما يجول في خواطرنا تجاههم بما لا يسيء إليهم ونتذكر أنه أولاً وقبل كل شيء نختار الوقت المناسب بالنسبة للشخص الآخر وننتهز فرصة الراحة والانبساط التي تبدو على هيئة وملامح الشخص الآخر.
ثم نبدأ الحديث بالإيجابيات التي يقوم بها الشخص الآخر ونحاول جاهدين أن نقوم بالثناء على تلك الإيجابيات وأن نذكر بها الأخوة التي تربطنا بهم صفة الزمالة والعمل وأن نحاول انتقاء التعابير والألفاظ المحببة للنفوس والغير محرجة أو المسببة لغضب الشخص الآخر قبل الدخول في طرح ما يجول في عقولنا وخواطرنا من استفسارات غالباً ما تكون وهمية بنسبة 80%.
حاول تذكيره "أنه لولا شعوري بأنك أخ عزيز أكن لك احترام خاص لدي لما حضرت لك للاستفسار عن هذا الموضوع" وأبدي له أنك لا ترغب بقطع هذه العلاقة بل ترغب بترسيخها.
تأكد أنه سيأخذ هذا الأمر بشكل إيجابي وسيحترم مقابلتك له بما يجول بخاطرك عنه؛ ولكن تذكر أن تكون الاستفسارات بلا ألفاظ تسيء إليه أو تجرحه بها وأن يكون الأسلوب بعبارات راقية وغير جارحة.
وأن تؤكد عليه أنك لم تقم بهذا الأمر إلا لأنك تكنّ له تقدير خاص واحترام ومحبة وبذلك سينتهي الإشكال الوهمي الذي بناه الشيطان من نسج الخيال بينك وبين الشخص الآخر، ولا تنسى أن تحسن الظن بالآخرين وأن ما يقومون به ليس بالضروري أن يكون مقصوداً، بل بشكل عفوي جداً، يحتاج الطرف الآخر لتبصيره.