هل يحلم المولودون عمياناً بالصور؟
مع الأسف لا يحدث ذلك، لأنهم لم يروا أبداً صوراً في حياتهم. لذلك لا يمكن للذين ولدوا عمياناً أن يروا صوراً في أحلامهم. وليس في مخهم في الحقيقة أية بيانات تتيح لهم بناء أي سيناريو يحتوي على صور. وكما يوضح الباحث الفرنسي في علم الأعصاب فيليب بينو، فإنه "في أطوار النوم التي يحدث خلالها الحلم، تكون مناطق الحواس الأولية في المخ، والتي تخزن خلال النهار المعلومات التي يتم نقلها بواسطة الحواس، غير نشيطة. وتمر عبر محولات إلى مناطق مشتركة تكون هي نفسها متضمنة صوراً بصرية، وأصواتاً، وما يتعلق بالطعم والذوق، وخبرات سمعية أو لمسية تنتمي جميعاً للممارسة اليومية. وتشكل هذه المعلومات ما يشبه مكتبة للأحاسيس".
ويمكن للمخ بهذه الطريقة أن يبحث في مخزون التصورات لتكوين صور عقلية وإنشاء أحلام. والفشل في تخزين الصور لدى الذين ولدوا عمياناً، يجعلهم يشكلون أحلامهم فقط من خبرات السمع واللمس والتذوق، وهي المعلومات المخزنة والمستخدمة في الحلم. وهذا ما تؤكده سيسيل تارابها، المدرسة السابقة للأطفال ضعيفي الإبصار والعميان، وهي نفسها وُلدت عمياء: "أحلامي تدور بطريقة ملاحظتي للواقع عندما لا أحلم. وتكون غالباً ضوضاء، وأحاسيس، بل وروائح.. أشعر بأحد إلى جواري، وهو يتكلم. وحديثاً حلمت أنني أقرأ نصاً بطريقة بريل وأنني لم أستطع القراءة والورقة ما زالت بين أصابعي".
وفي الواقع إذا كانت أحلام المبصرين مليئة بشكل أساسي بالصور، فإن ذلك يعود إلى أن هذا ما يعيشونه في حياتهم اليومية بالصور.
* عزت عامر