ظريف: التدخل العسكري في سوريا يوسع نطاق التطرف
قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان مشروع امريكا لارسال القوات البرية الي سوريا لايؤدي الي اتساع نطاق التطرف فحسب بل انما يعد تهديدا جادا للامن في المنطقة.
واضاف ظريف في مقابلة حصرية مع كريستيان آمانبور مراسلة الـCNN ان احتلال العراق من قبل امريكا ادي الي ظهور جماعة داعش الارهابية ولاشك ان تواجد قوات اجنبية في ارض عربية خلافا لرغبة حكومة وشعب ذلك البلد يعد ذريعة للجماعات المتطرفة والغوغائية لاستقطاب المزيد من الشباب ممن حرموا من حقوقهم بسبب السياسات المعتمدة.
وشدد بالقول ان الاحتلال العسكري للعراق كان السبب في تشكيل داعش ونحن لايمكننا ان نستند الي حلول تكون بحد ذاتها جزءا من المشكلة.
واضاف الوزير ظريف ان هؤلاء الذين اوجدوا داعش هم ذاتهم الذين دعموا صدام بالسلاح وان تسليح الجماعات الارهابية كان اكبر خطأ ارتكب في سوريا ولايمكن تكرار هذه التجربة وان الرئيس ترامب اعترف بان داعش صنيعة الحكومة الامريكية.
وردا علي مايتردد من مزاعم بشأن استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيماوية قال وزير الخارجية الايراني 'نحن لم ندعم بتاتا استخدام الاسلحة الكيماوية من حيث اننا في الاصل ضحايا لهذا النوع من الاسلحة وان ايران كانت من العناصر المؤثرة في التوصل الي اتفاق دولي لاخراج الاسلحة الكيماوية من سوريا'.
واضاف 'لكن للاسف تم تجاهل عنصر مهم في هذا الاتفاق وهو اخراج الاسلحة الكيماوية من ترسانة داعش والنصرة كما ان الحكومة الامريكية باتت بنفسها تؤيد استخدام هذه الجماعات للاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري'.
وردا علي ماطرحته امانبور من ان ايران تتعامل بانتقائية مع دول الجوار قال ظريف 'نحن ساعدنا بغداد حينما تعرضت لهجوم داعش وساعدنا سوريا ايضا حينما تعرضت لنفس الهجمات وهذا المبدأ في سياستنا الخارجية غير قابل للتغيير.
وشدد بالقول 'مع الاسف فان اوروبا والناتو والدول الاخري لم تفعل شيئا لمكافحة داعش كما ان قوات هذه الدول لم تمنع داعش من التمدد في الاراضي العراقية بل ان ايران هي التي وقفت الي جانب القوات العراقية لدحر داعش وانها ستواصل دعمها في هذا المجال'.
واكد وزير الخارجية ان الارهاب لم يعد يعرف الحدود قائلا انه لايمكن حصر الارهاب في منطقة محددة من العالم فالارهابيين يصولون ويجولون اليوم في سوريا وهم نفسهم يدمرون كل شي اينما حلوا في العالم.
وشدد بالقول هؤلاء الذين يدعمون داعش اليوم سيكونون في المستقبل ضحايا لمثل هذه الجماعات من حيث ان الارهاب لايعرف الحدود وبات ظاهرة عالمية وان عدو عدوكم لم يعد اليوم صديقكم وهذا مالابد ان يعرفه الجميع .
وحول تواجد حزب الله في سوريا قال ظريف ان ذلك تم بطلب من الرئيس السوري بشار الاسد وبهدف الحيلولة دون تمدد الارهابيين الي لبنان . اليس من المفروض ان نعرف بان دخول الارهابيين الي لبنان سيكون تهديدا للجميع.؟'
وحول الاجراءات الامريكية الاخيرة ضد ايران قال 'الجميع يعرف ان ايران ترفض لهجة التهديد و لاتعتمد الا مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وان الضغوط الاقتصادية التي مارستها حكومة اوباما ضدنا واجهت الفشل وان قبول اوباما بالحوار كان بسبب عدم فاعلية العقوبات التي فرضها علينا'.
واضاف ان اوباما وحكومته جربا كل السبل فحكومته كانت اول حكومة فرضت العقوبات الجائرة علينا فحينما بدأت العقوبات لم يكن عدد اجهزة الطرد المركزي في ايران يتجاوز ال 200 جهاز وحينما بدأ الحوار كان عدد هذه الاجهزة لدينا نحو الفين.
وحول تهديدات ترامب ضد الاتفاق النووي قال ظريف 'لاشك انهم لوكانوا قادرين علي فعل شئ لكانوا فعلوا'.
واشار الي الاجماع الدولي الموجود بشان الابقاء علي الاتفاق النووي وقال ان جميع الخبراء الامريكيين يعرفون ان هذا الاتفاق هو الانسب لجميع الاطراف ليس لايران فحسب بل لامريكا ايضا.
وشدد ظريف بالقول انه لايمكن اعادة التفاوض بشان الاتفاق النووي الذي استمرت المباحثات المتعلقة به اكثر من عامين كما ان التمهيد لهذه المباحثات اخذ اكثر من 10 اعوام . والاتفاق هو انتصار الدبلوماسية امام الضغوط.
ووصف قرار الرئيس الامريكي بمنع دخول رعايا 7دول غالبيتها مسلمة، الاراضي الامريكية بانه اساءة للشعب الايراني وقال ان الرعايا الايرانيين ، ناجحين جدا في امريكا وبحسب الاحصائيات فان الرعايا الايرانيين هم الاكثر تعلما والانشط في الحقل التجاري مقارنة برعايا الدول الاخري .
واضاف ان هذا القرار دليل علي زيف ما يطرحوه من مزاعم من ان الادارة الامريكية تميز بين الحكومة والشعب في ايران مؤكدا 'وكما قلت لكم فان التهديد لاجدوي له وان التهديد والاساءة لايزيدان الشعب الايراني الا اتحادا وتضامنا'.
وحول التصريحات الاخيرة للمسؤولين الغربيين والصهاينة بشان اهداف الاختبار الصاروخي الاخير في ايران قال ظريف 'ردا علي الاتهامات المطروحة فهل انهم مستعدون للقول بانهم لن يستخدموا اسلحتهم لاغراض غير دفاعية ؟ مؤكدا لكن ايران تعتمد بالفعل هذه السياسة فهي لم تعتد علي اي بلد منذ 250 عاما لكنها في الوقت ذاته اثبتت لكل من تسول نفسه لمهاجمتها، كمافعل صدام ان مقاومة وارادة الشعب الايراني لاتقهر.
واوضح 'هل تعرفون معني جملة ان جميع الخيارات لازالت علي الطاولة ؟ يعني انهم يلجاون الي تهديد ايران كل يوم'.
وحول ما يجري في اليمن قال الوزير ظريف 'نحن ومنذ بدء الازمة في اليمن اكدنا علي ضرورة وقف اطلاق النار وحتي ارسلنا قبل كل ذلك رسالة الي وزير الخارجية السعودي اعلنا فيها استعدادنا للتعاون الثنائي للحيلولة دون وقوع الازمة في اليمن.
وشدد بالقول ان ايران وكما اعلنت منذ عامين مستعدة للتعاون مع اي دولة لانهاء النزاع في اليمن.
واضاف 'كما تعرفون فان مشروع القرار الذي تقدمت به ايران عام 2013 لانهاء الازمة في سوريا اصبح وبعد عامين من اندلاع الحرب في هذا البلد ، اساسا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن ونحن بعد تفاقم الازمة في اليمن مباشرة، قدمنا مشروع قرار مماثل في هذا المجال.
واوضح 'نحن نعتقد ان جميع دول المنطقة بما فيها ايران والسعودية لها مصالح مشتركة في انهاء الازمات والحل الوحيد لليمن وسوريا والبحرين والدول الاخري ، سياسي وان ايران مستعدة للتعاون مع اي دولة في المنطقة لانهاء الاضطرابات.
ووصل ظريف يوم امس الجمعة الي بايرن للمشاركة في مؤتمر ميونخ الامني.
المصدر: وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء