مشروع ألماني لوصل قارتي أفريقيا وأوروبا
قدم المهندس المعماري الألماني Herman S?rgel عام 1928 مقترحا يحمل اسم "Atlantropa" ينطوي على مخطط لتجفيف اجزاء من البحر الأبيض المتوسط وينتج ما يسمى القارة العملاقة "Eurafrican".
ولم يكف Herman S?rgel المهندس الألماني، عن الترويج لفكرته منذ عام 1928 وحتى وفاته في عام 1952.
وقال الدكتور ريكاردا فيدال وهو محاضر في مدرسة كينغ في لندن إن "تجربة S?rgel خلال الحرب العالمية الأولى والاضطرابات الاقتصادية والسياسية عام 1920 وظهور النازية في ألمانيا، جعلته يوقن أن حربا عالمية ثانية يمكن تجنبها إذا ما تم العثور على حل جذري".
وترتكز فكرته على بناء سدود عبر مضيق جبل طارق ومضيق الدردنيل وبين صقلية وتونس تحتوي كل منها على محطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهرَومائية.
ما سيحول البحر الأبيض المتوسط إلى حوضين، أحدهما بالجزء الغربي والثاني بالجزء الشرقي وهو ما من شأنه خلق ما مجموعه 660.22 كيلومتر مربع من الأراضي الجديدة المستصلحة من البحر، وأكبر جزء منها في فرنسا.
وشملت خطة S?rgel سدين آخرين أيضا في وقت لاحق على نهر الكونغو وإنشاء بحر بينها وبين التشاد، كان يأمل المهندس الألماني من ورائهما أن يوثرا على المناخ الأفريقي وجعله معتدلا وأكثر متعة "للمستوطنين الأوروبيين".
وفيما يبدو هذا المقترح سخيفا عندما اقترحه S?rgel لأول مرة، إلا أن المهندسين المعماريين والسياسيين والصحفيين ربما قد حملوا الأمر على محمل الجد، حيث يبدو مشروع "Atlantropa" مغريا بالنظر إلى روى السلام العالمي، بحيث لن يكون الأمر متعلق فقط بالسياسة، بل بسيطرة " Atlantropa" على موارد الطاقة وإيقاف إمداداتها إلى أي دولة يمكن أن تشكل تهديدا.
المثير أن S?rgel أكد وقتها أن مشروع بناء القارة العملاقة سيكلف الدول الكثير من الأموال، ما سيجعلها غير قادرة على تمويل الحروب. ولسوء حظ S?rgel لم يمض مشروعه قدما وظلت أفريقيا وأوروبا قارتين منفصلتين.
المصدر: سكاي نيوز عربية