بعد "الحور العين" و"مفاتيح الجنة".. لعبة الموت بفقه الإرهاب
أكدت الهجمات الأخيرة التي ضربت تركيا والعراق أن الحزام الناسف بات لعبة الموت المفضلة للأطفال في "فقه" مختلف التنظيمات الإرهابية، الذي يرتكز أيضا على وعد البالغين ب "الحور العين" و"منازل عالية في الجنة".
ففي غضون أيام قليلة، دفع تنظيم داعش الإرهابي بثلاثة أطفال لشن عمليات انتحارية، الأولى نفذها طفل، يبلغ من العمر 12 عاما، وسط حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب التركية، ما أسفر عن مقتل 54 شخصا.
أما العملية الثانية، فكان "بطلها" طفل أيضا إلا أن شرطة محافظة كركوك نجحت في إنقاذه وإحباط الهجوم، الذي كان من المفترض أن يضرب موقعا حيويا في المدينة، التي كانت قوات البشمركة قد حررتها من داعش.
والطفل كشف، وفق بيان للشرطة نقله موقع رادوا الكردي، أن شقيقه استهدف، في هجوم انتحاري، حسينية الإمام جعفر الصادق، وقدم معلومة لافتة مفادها أن والدهما "دربهما وشجعهما وحضّرهما للتفجيرات".
والمعلومات الصادمة، التي نقلها الموقع عن ما قال إنه بيان لشرطة محافظة كركوك، تكشف أن "الوالد الداعشي" اختار، بعد عملية غسيل دماغ داعشية، أن يهدي طفليه حزاما ناسفا عوضا عن لعبة تليق بسنهما.
وسارع بعض الباحثين و"خبراء الجماعات الإرهابية" إلى اعتبار أن هذه الهجمات تشي بأن داعش يستخدم الأطفال على نحو متزايد، لبناء صفوف استنزفتها الخسائر أو الحفاظ على المقاتلين البالغين أو مباغتة قوات الأمن.
وأسوة بالتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وبوكو حرام في نيجيريا، بدأ داعش التركيز على تجنيد الأطفال والمراهقين، الذي يصفهم ب "أشبال الخلافة"، لتشكيل قوة رديفة للشباب الانتحاريين.
ولا شك أن عملية غسل دماغ الطفل لتنفيذ هجوم انتحاري، تختلف عن آلية تحريض البالغين، التي ترتكز على تحريف النصوص الدينية والأحاديث على شاكلة وعد "الانتحاري الشاب" بأنه سيتمتع في الجنة ب "الحور العين".
فالطفل لن يغريه على الأرجح الوعد بالانتقال بعد ثوان قليلة إلى "جنات الخلد"، الذي يطلقه داعش والقاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى توزع على مقاتليها "مفاتيح للدخول للجنة".
وتتنوع أساليب داعش، حسب الخبراء، لدفع الطفل إلى تفجير نفسه، بين ممارسة الضغط النفسي واستغلال ظروفه المأساوية في حال كان قد فقد عائلته بقصف شنه "الطرف الآخر"، أو عبر عملية غسيل دماغ طويلة الأمد.
وحسب شهادات أطفال فروا من قبضة داعش أو تحررت مناطقهم، يلجأ التنظيم إلى اللعب على وتر وله الأطفال بالسلاح، لاسيما في مناطق الحروب والنزاعات، ليبدأ عملية تدريبهم على استخدامه في معسكرات خاصة.
وبموازاة التدريب على السلاح والمتفجرات واستخدام الأحزمة الناسفة، يجبر داعش الأطفال على مشاهدة عمليات عنيفة ينفذها البالغون كقطع رووس الرهائن، وذلك لكي يتأقلم الطفل مع مشهد الدماء والعنف والقتل.
وكما كشف "انتحاري كركوك"، يلجأ التنظيم أيضا إلى آلية أخرى أكثر بشاعة هي استخدام البعد العاطفي بين الطفل ووالده، ما يوكد أن هذه الجماعات نجحت في غسل أدمغة أعضائها لدرجة أن يقدم الأب ولده قربانا على مذبح الإرهاب.
سکاي نيوز عربية
كركوك
داعش
الإرهاب