محافظة بوشهر.. سواحل شاسعة تعانق مياه الخليج الفارسي الزرقاء وتاريخ عريق + صور
محافظة بوشهر يمتزج فيها التراث العريق الذي يضرب بجذوره في تاريخ ما قبل الميلاد مع المعالم الطبيعية التي تعجب السائحين الذين يبحثون عن السكينة والهدوء.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة بوشهر تحاذي مياه الخليج الفارسي الزرقاء وساحلها يمتد طوال 937 كم ومعالمها الطبيعية وآثارها التأريخية تعد مواطن هامة لاستقطاب السائحين من داخل البلاد وخارجها.
حسب التقسيمات الجغرافية فالمدن المنضوية في الخارطة الإدارية لهذه المحافظة عددها عشرة منها ثماني مدن ساحلية لها القابلية على استقبال السائحين طوال أيام السنة.
وفي تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد المدير العام لموسسة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في محافظة بوشهر السيد محمد إبراهيم فروزاني على وجود أكثر من ألف أثر تاريخي في هذه المحافظة ولحد الآن تم تسجيل 330 أثراً منها ضمن قائمة الآثار الوطنية.
- ميناء "سيراف"
تأريخ مدينة سيراف يتجاوز 3000 سنة وهي أحد المراكز السياحية الهامّة في محافظة بوشهر، والحركة في مينائها دائبة طوال أيام السنة. الآثار المعمارية في هذه المدينة تضرب بجذورها في القرن الثامن بعد الميلاد وميناوها كان حلقة وصل تجارية مع العديد من المقاطعات الصينية وسائر الموانئ العالمية منذ العصر الساساني وحتى العصر الإسلامي، ففي باكورة انتشار الإسلام في إيران كانت مدينة سيراف منتعشة وعامرة بحيث إن الحركة الاقتصادية لم تكن تتوقف فيها مطلقاً، وقد اعتبرها بعض المورخين بأنها مهد حضارة الخليج الفارسي.
- مقبرة البريطانيين
تأريخ محافظة بوشهر حافل في التصدي للمستعمرين وهناك الكثير من الآثار التي تعكس نضال أهاليها دفاعاً عن وطنهم في مختلف العصور، وأحد هذه الآثار مقبرة البريطانيين التي يرجع تأريخها إلى العهد القاجاري. تقع هذه المقبرة في حي "دواس بهمني" وهي اليوم تعتبر واحدة من الآثار الوطنية الإيرانية.
- منزل المناضل "رئيس علي دلواري"
المناضل الشهير رئيس علي دلواري حمل راية الكفاح ضد الاستعمار البريطاني ومنزله اليوم أصبح معلماً تراثياً يزوره السائحون طوال أيام السنة، حيث يعود تأريخه إلى أواخر العهد القاجاري. فن العمارة المعتمد في تشييد هذا المنزل التراثي جذاب للغاية وفيه زخارف فريدة من نوعها وبعض التحف الأثرية الحربية، فإبان الحرب العالمية الأولى شن البريطانيون هجوماً على محافظة بوشهر لكنهم واجهوا صموداً ملحوظاً من أهلها ومن بينهم رئيس علي دلواري الذي تجرع كأس الشهادة في تلك المواجهات، لذلك تم تسجيل داره في قائمة الآثار الوطنية.
- قصر كورش في مدينة دشتستان
جبل كورش الواقع في مدينة دشتستان مشيد بنمط معماري فريد حيث استخدمت فيه الأحجار السوداء والبيضاء لتضفي عليه منظراً جميلاً ويرجع تأريخه إلى الملك كورش موسس السلسلة الإخمينية، ويقع جنوب شرقي مدينة برازجان التي كانت مركزاً حيوياً في العصر الإخميني، وعرف أيضاً باسم قصر برازجان.
يقول علماء الآثار إنه شيد سنة 529 ق م في عهد الملك كورش الذي وافته المنية ولم يتمكن من إتمامه لذلك بقيت قواعد الدعائم التي كان من المقرر أن يشيد عليها وهي فريدة من نوعها وعمارتها لا نظير لها، ويقال إن السبب في تشييد هذا القصر في هذا المكان بالتحديد هو السيطرة على الخليج الفارسي والإشراف على سواحله وهذا الأمر يدل بضرس قاطع على أن الإيرانيين القدماء كانت لهم اليد الطولى والقدرة المطلقة في سواحل ومياه الخليج الفارسي.
ومن جملة المشاهد الرائعة في محافظة بوشهر، حبكتها التأريخية المشهودة في مركزها، فهي عامرة بالمباني والآثار القديمة التي يبلغ عمر معظمها قرنين من الزمن وهي ما زالت عامرة حتى اليوم وقد تم تسجيلها في قائمة الآثار الوطنية لذلك بادرت موسسة التراث الثقافي إلى ترميم بعضها وإعادة تأهيلها ليزورها السائحون.
- جزيرة "نخيلو" جنة الطيور
وأما القابليات الطبيعية في هذه المحافظة فهي في غاية الروعة والجمال حيث تعتبر جنة للطيور المحلية والمهاجرة ولا سيما في قرية "نخيلو" التي هي عبارة عن جزيرة تقع في مدينة "دي ّر" وكل من يزورها يمتع أنظاره بمختلف أنواع الطيور التي تزدحم فيها إبان فصلي الربيع والصيف والسلاحف البحرية التي تعيش فيها بأمان.
- قبة "جاشك" الملحية
قبة جاشك الملحية التي يطلق عليها أيضاً جبل جاشك الملحية، هي الحد الفاصل بين مدينتي دي ّر ودشتي، وتعتبر أكبر وأجمل القبب الملحية في إيران والشرق الأوسء وهو الآن تحت رعاية موسسة الحفاظ على البيئة في الجمهورية الإسلامية بصفته معلماً طبيعياً تراثياً إلى جانب ثلاثة معالم طبيعية تراثية أخرى. ملح هذه المنطقة يختلف عن سائر أنواع الملح كما أن قببه الملحية وكهوفه لا نظير لها ناهيك عن وجود قناديل وبلورات ملحية في غاية الروعة والجمال.
- المتحف البحري والملاحة البحرية في الخليج الفارسي
المبنى الذي أمسى اليوم متحفاً بحرياً في محافظة بوشهر كان سابقاً قنصلية للإفرنج ويعود تأريخ تشييده إلى أكثر من 160 سنة، ومساحته كبيرة لذلك أصبحت باحته متحفاً فيه مختلف الزوارق والغواصات الحربية التي يرجع تأريخها إلى العديد من العصور وبما فيها العصر القاجاري كما أن الزورق التراثي الشهير "برسبوليس" محفوظ فيه. إضافة إلى ذلك فيه الكثير من المعدات الحربية ووسائل الاتصال البحرية والمعدات الطبية والأواني الفضية والخزفية التي تم اكتشافها في الحفريات الأثرية والتي يعود تأريخها إلى مختلف العصور السالفة.
- متحف التراث الشعبي
متحف التراث الشعبي في محافظة بوشهر تم تشييده سنة 2005م في أحد الشوارع الساحلية وفي مبنى تراثي يعرفه السكنة المحليون باسم "عمارة طاهري" وهو يقع محاذاة حي البهبهاني الذي يعد واحداً من الأحياء التراثية هناك حيث يطل على ساحل الخليج الفارسي الأمر الذي يضفي عليه طلاوة خاصة ويزيد من جمال فن عمارته التقليدي.
هذا المتحف مكون من عدة أقسام، وحينما يرد السائح الطابق الأول فيه يجد أمامه خارطات جوية لميناء بوشهر وماكيتاً للمدينة التراثية وصور للمعالم التأريخية والطبيعية في المحافظة، وكذلك يجد أمامه غرفة فيها حوض ماء ومطبخاً وغرفة مخصّصة لتخضيب العرائس ومختلف المعدات الزراعية وماكيتا للزوارق المحلية التي تسمى "لنجه".
وفي الطابق الثاني توجد تماثيل تجسد بعض الحرف التي يمتهنها السكان المحليون ولا سيما تلك التي كانت سائدة في السوق القديم كالحدادة والخياطة وبيع الوسائل المنزلية والصناعات اليدوية كالحصران ومختلف وسائل الزينة التي يجسد التراث الثقافي للمدينة إبان العهد القاجاري، وفي الطابق الثاني أيضاً غرفة للآلات الموسيقية التقليدية.
وفي الشرفة الموجودة في الطابق الثاني نماذج للكائنات الحية في الخليج الفارسي وشتى الصناعات اليدوية والمعدات البحرية.
- المتنزه البحري الوطني "ناي بند"
المتنزه البحري الوطني في منطقة ناي بند هو أحد المحميات الطبيعية في الجمهورية الإسلامية وهو أحد توابع مدينة عسلوية الواقعة عند ساحل الخليج الفارسي. المناظر الطبيعية في هذا المتنزه في غاية الروعة وتتضمن خلجان صغيرة وغابات من شجر الحراء وسواحله رملية ناعمة تحفها أشجار التين المعمرة وهو ممتد على طول سهل يزخر بالأشجار وفيه العديد من الأودية الصخرية العميقة، ناهيك عن وجود العديد من أجناس الحيوانات البرية كالماعز الجبلي والوعول والظبيان والغزلان والنمور، وغيرها الكثير.
المصدر: وكالة تسنيم للأنباء