قائد الثورة: نرفض التنسيق مع اميركا حول قضايا المنطقة ومنها سوريا
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان طهران تدعو الى انهاء التواجد والتدخل الاميركي في شوون المنطقة، واشار الى مزاعم اميركا برغبتها في الحوار مع ايران حول شوون المنطقة ومنها سوريا، رافضا التنسيق مع اميركا حول القضية السورية.
جاء ذلك خلال استقبال سماحته مساء امس السبت لحشد من الطلبة الجامعيين لمدة 5 ساعات طرح خلالها 12 توصية مهمة حول مسووليات التنظيمات الطلابية، واستمع الى وجهات نظرهم في مختلف الامور.
واشار سماحته الى ممارسات الغرب السيئة جدا تجاه ايران ومنها فرض الدكتاتورية والاستبداد البهلوي واسقاط الحكومة الوطنية (1953) وتاسيس جهاز القمع الرهيب "السافاك" وقال، انه وبعد انتصار الثورة الاسلامية كانت اولى اجراءات الحظر والخيانات وعمليات التجسس والهجمات الاعلامية الواسعة ودعم المجموعات المناهضة للثورة وفرض حرب الاعوام الثمانية (1980-1988) والدعم الشامل لصدام واسقاط طائرة نقل الركاب حتى نكث العهد وخلق العقبات في الاتفاق النووي، جاءت كلها من جانب الغربيين خاصة اميركا.
واشار قائد الثورة الى الاداء السيئ جدا للفرنسيين والاميركيين في قضية الاتفاق النووي واضاف، لقد ثبت في القضية النووية بان الاميركيين سواء الكونغرس او الحكومة مازالوا يواصلون العداء ضد الشعب الايراني.
واكد سماحته بان العقلانية تحكم بالتعامل مع هكذا عدو بالحكمة والتدبير وان لا ننخدع به ولا ندخل الساحة التي يرسمها هو.
واشار الى مزاعم الاميركيين برغبتهم بالحوار والتنسيق مع ايران حول قضايا المنطقة ومنها سوريا وقال، اننا لا نريد مثل هذا التنسيق لان هدفهم الاساس هو انهاء حضور ايران في المنطقة.
واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعو الى انهاء تواجد وتدخل اميركا في شوون المنطقة واضاف، ان مواقف النظام الاسلامي هذه حول قضايا المنطقة تاتي في اطار العقلانية.
واشار قائد الثورة الى الاوضاع الخاصة والحساسة للبلاد في الوقت الراهن وشبهها بحرب الاحزاب في زمن النبي (ص) واضاف، ان كل عبدة الدنيا وطغاة العالم يصطفون اليوم امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويهاجمونها من كل النواحي.
واضاف، ان ضعاف الايمان ولربما لهم توجهات في دواخلهم نحو العدو يظهرون في مثل هذه الظروف اليأس والاحباط وعدم الثقة بالنفس الا ان الافراد ذوي الايمان الراسخ يصمدون بعزم وارادة اقوى مهما كانت الظروف اصعب.
واكد قائد الثورة الاسلامية بانه لو اردنا الصمود امام جبهة الاستكبار وترسيخ العزة والكرامة للجمهورية الاسلامية فاننا بحاجة الى صون وتقوبة التقوى والسلوكيات الشخصية والعامة.
واستند الى بعض آيات القرآن الكريم حول انحطاط الاجيال اللاحقة للامم ذات الايمان قائلا، ان تضييع الصلاة واتباع الشهوات عاملان اساسيان للانحطاط واضعاف الصمود والكفاح.
وبعد تبيينه لدور الايمان في الصمود، اشار الى كفاح الشعب الايراني المصيري والذي لا بد منه ضد جبهة الاستكبار وقال، ان البداية لهذا الكفاح كانت حينما قرر الشعب الايراني ان يكون مستقلا ومتقدما وهو الامر الذي لا يتلاءم مع مصالح قوى الهيمنة العالمية.
ووصف سماحته كلام بعض الافراد الذي يقولون بان الجمهورية الاسلامية تبحث عن الذريعة لاختلاق المواجهة مع القوى الكبرى بانه كلام سطحي وغير مدروس واضاف، ان هذا الكفاح ليس بحاجة الى ذريعة لانه سيظل قائما ما دام الشعب الايراني صامدا على اساس الاباء والماضي الثوري والاسلام ويمكن تصور طريقين فقط لنهايته، إما ان تصل الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تلك القدرات اللازمة بحيث لا يجرو العدو على التعرض وإما ان تفقد الجمهورية الاسلامية هويتها ويبقى منها ظاهرا بلا روح فقط.
واكد بان الشعب الايراني اختار الطريق الاول لانهاء هذا الكفاح الا وهو الوصول الى الاقتدار الكامل وقال، لربما تقتضي سياسات اميركا اليوم ان تقسم المسوولين في ايران الى مسوولين جيدين واخرين سيئين ولكن لو اقتضت حاجة الاميركيين فانهم سيصفون حتى اولئك المسوولين الجيدين حسب تصورهم بانهم سيئون.
واشار سماحة القائد الى الدعاية الاعلامية الواسعة من جانب العدو للتعمية على نقاط القوة للجمهورية الاسلامية وتضخيم بعض النقاط السلبية لزرع اليأس والاحباط لدى الشعب والشباب، معتبرا عدم تبيان المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي في وسائل الاعلام الاجنبية مثالا لهذا الامر واضاف، ان مسيرات يوم القدس التي جرت يوم الجمعة في طقس حار جدا وفي حالة الصوم تعتبر ظاهرة مميزة ومنقطعة النظير الا انها لا تعكس كما ينبغي في وسائل الاعلام الاجنبية في حين لو كانت هنالك نقطة سلبية فانهم يعملون على تضخيمها مئات اضعافها.
** 12 توصية لطلاب الجامعات
ووجه قائد الثورة الاسلامية 12 توصية للطلبة الجامعيين حول مسووليات التنظيمات الطلابية الجامعية، اولها "الحضور الفكري في قضايا البلاد الاساسية والحضور الفعلي في الحالات اللازمة".
واعتبر سماحته "الاتفاق النووي" و"العلاقة مع اميركا" و"الاقتصاد المقاوم" و"مستقبل البلاد" من ضمن القضايا المهمة التي ينبغي للتنظيمات الطلابية الجامعية كضباط الحرب الناعمة ان تبين مواقفها الثورية والمستدلة والراسخة حولها.
واعتبر "المعلومات الدقيقة والصحيحة والمستدلة وفي وقتها المناسب" من ضرورات اتخاذ الموقف من جانب التنظيمات الطلابية الجامعية.
والتوصية الثانية التي ذكرها القائد هي "تبيين واقناع القلوب" وقال، ان الاقناع واجتذاب القلوب في الفكر الاسلامي يعد مبدأ مهما وينبغي على التنظيمات الجامعية تبيين مواقفها بادلة راسخة وواضحة للطلبة الجامعيين والشعب.
واعتبر قضايا مثل "الاقتصاد المقاوم والتقدم العلمي ونمط الحياة والعلاقة مع اميركا" من ضمن المجالات التي تحتاج الى تبيين مواقف المجموعات الجامعية الفاعلة، داعيا التنظيمات الطلابية للوقوف عند مواقف القيادة من قبيل "رفض العلاقة مع اميركا ورفض التفاوض معها الا في حالات خاصة ومعينة" وتبيينها بادلة راسخة واساليب متقنة للطلبة الجامعيين وغيرهم.
والتوصية الثالثة التي وجهها القائد هي "رفع مستوى الوعي السياسي والديني" فيما الرابعة تمثلت في "توسيع نطاق الطلبة الموجه لهم الخطاب واضاف، ان الاخلاق والصبر وتحمل سماع كلام الطرف المعارض والالمام بالقضايا المطروحة تعد من حاجات العمل بهذه المسوولية.
اما التوصية الخامسة التي وجهها سماحته للطلبة الجامعيين فهي "الدفاع الصريح ومن دون تقية عن النظام الاسلامي"، فيما كانت التوصية السادسة "مواصلة وتوسيع مخيمات الجهاد التنموي في القرى والارياف والمناطق التي تعاني الحرمان".
وصرح القائد بان التوصية السابعة تتمثل في "الاهتمام بنمط الحياة الايرانية الاسلامية فكرا وعملا" فيما الثامنة عبارة عن "تقوية خطابات الثورة الاساسية ومنها العدالة والاقتصاد المعرفي والمقاوم والتقدم الاسلامي الايراني والحركة العلمية المتسارعة".
وقال في هذا الصدد، انني ارفض اسلوب التنمية الغربية تماما لان اسسها ومبادئها خاطئة ولهذا السبب فقد طرحت مسالة "خطاب التطور الاسلامي الايراني".
وبشان الاقتصاد المقاوم قال، انه وفقا للتقارير الواصلة هنالك اعمال جيدة قيد الانجاز شريطة ان تتواصل.
والتوصية التاسعة التي اوردها سماحة القائد للطلبة الجامعيين هي "تشكيل جبهة موحدة مناهضة لاميركا والصهيونية على مستوى الطلبة الجامعيين في العالم الاسلامي"، وذلك من خلال الاستفادة من وسائل الاتصال والاجواء الافتراضية لتشكيل حملات عامة للطلبة الجامعيين المسلمين على اساس معارضة سياسات اميركا والكيان الصهيوني، ليتم في الاوقات اللازمة ايجاد حركة عظيمة في العالم الاسلامي عبر تعبئة ملايين الطلبة المسلمين الشباب.
اما التوصية العاشرة فقد تمثلت في "تجنب توجيه الاتهام للافراد بعدم الثورية"، حيث قال، ان للطابع الثوري مراتب ومعايير محددة ولا ينبغي توجيه الاتهام بعدم الثورية لمن لا تتطابق اراوه معكم تماما.
وكانت التوصية الحادية عشرة هي "تعزيز التنظيمات الثورية للجامعات عبر الاعتماد على النقاط المشتركة، فيما كانت التوصية الثانية عشرة والاخيرة هي "الروية الاستراتيجية للثورة والتفكير في المستقبل".
ووصف سماحته الثورة الاسلامية بانها ثورة عقلانية، واضاف، انه وفقا للعقلانية ينبغي القول بان الذين يعتقدون بوجوب تطبيق نمط الغرب لتقدم البلاد قد فقدوا عقولهم لان العقل يقول انه يجب الاتعاظ من التجارب.