السيد نعمت الله الجزائري
ولد السيد نعمت الله الجزائرى سنة 1050 هـ فى منطقه "صباغية الجزائر" من قرى البصرة العراقية.
ولد السيد نعمت الجزائرى فى عائلة معروفة بالفضل والعلم منذ قرون. وكان ابوه كجده وسائر اجداده موضع احترام وتبجيل الناس.
لقد اهتم السيد بتربية اولاده ليكونوا دعاة الشيعة و مروجى الأسلام بحيث أن اجيالا" عديدة من ذراريه أصبحوا من كبار علماء الشيعة وقد الفوا كتبا" قيمة ومشهورة وهى فى المتناول الآن.
ان العديد من اخوته وابناء عمه كسائر افراد دعائلته اهتمو اهتماما" بالغا" بالتحصيل وكسب العلوم والفضائل وكانوا من الثقات والزهاد وقد صاحبو هذا العالم الجليل فى اسفاره و ترحاله.
لقد بذل السيد نعمت الله قصارى جهده لاكتساب العلم واقتنائه وتتلمذ على كبار العلماء كيوسف بن محمد الجزائرى الفقيه الاصولي المعروف فى تلك الديار وقاضى مدينة البصرة وبعد الدارسة الأولية وللأنتفاع من مشاهير العلماء فى سائر البلدان، رحل الى الهويزة حيث كانت من المدن العامره فى تلك المنطقة.
وكان العالم الجليل والأديب الفاضل الشيخ حسين البن بستى الهويزى استاذ الحوزة العلمية هناك وكان له شرف الحضور فى دروسه.
التوجه الى شيراز:
كان السيد يبحث عن كبار العلماء والفضلاء بعد ما اغترف الغرفة بيده عند بعضهم ليروى نهمه فى العلم وغليله حيث توجه نحو شيراز مع عدد من اخوته وابناء عمومته لأن شيراز كان مهدا" للعلم ومجمعا" لكبار العلماء آنذاك.
وقد بلغ السيد الذروة للعلوم وأصبح خصيصا" فى علوم المعقول والمنقول ومن ضمن مشايخه فى علوم المعقول (الفلسفة والحكمة والالهيات) الاستاذ الشاه ابوالولى الشيرازى وابراهيم بن صدرالدين الشيرازى وكان كلاهما من حكماء وفلاسفة عصر هما المعروفان.
واضافة الى ذلك فقد درس المنقول والحديث والفقه والأصول عند المحدث البحرينى، ثم ارتحل من شيراز الى اصفهان برحالٍ ملوها التجارب والعلوم.
فى اصفهان:
إن السيد نعمت الله الجزائرى دخل اصفهان فى حين كانت المدينة حاضرة الصفويين ومقر امن وامان لعلماء الشيعة، لان الصفوية قد اسسوا دولة شيعية بحتة وامسكوا بزمام الحكم بكل قوة واقتدار وكان ترويج المذهب الشيعى والذود عن حريم اهل بيت الرسول، نصب اعينهم وموضع اهتمامهم البالغ وكانت اصفهان تعتز حينذاك بعالم نحرير وشخصية فذة كالعلامة المجلسى وكانت بغية السيد ومرجوه طيلة حياته العثور على عالم مثله ليتلمذ عنده ويغترف من فضائله، عندها وجد ضالته وتحققت امنيته بلقاء العلامة المجلٌسى.
كان السيد نعمت الله ملازماً" للعلامة ليل نهار و دون انقطاع ولم يغفل لحظة عن اكتساب العلم والمعرفة وكان العلاقه يعتنى به ويرعاه رعاية خاصة.
لقد بادر العلامة بعمل جاد وبديع لتأليف الموسوعة العظمى للحديث وقد الف لجنة من خمسة من العلماء وكان السيد نعمت الله ضمن هذه اللجنة وبدأت المجموعة تحت اشراف المجلسى بتدوين "بحارالأنوار".
وقد شارك السيد المجموعة التى قامت بتأليف مرآة العقول تحت رعاية العلامة المجلسى و من ضمن انجازات السيد نعمت الله التعاون مع مجموعة لجمع اكثر من 4000 مجلد من الكتب حيث كان هو الذى قد إستنسخ عددا" منها.
العودة الى الوطن:
وقد عاد السيد فى آخر سنى حياته للقيام بارشاد الناس وتعميم علوم وثقافة اهل البيت عليهم السلام الى موطنه "الجزائر" وقد بذل جهدا" حثيثا لهداية ودعوة الناس الى سبيل الحق مع انه كان قد الف العديد من الكتب حيث قد فاق اقرانه وزملائه فى العلوم العقلية والنقلية.
وكان دأب السيد هو التحشية على الكتب والتعليق عليها وها هو العديد من كتبه فى المتناول وعليها تعليقاته وهو امشه.
وفى سنة 1079 منيت حكومة البصرة بقيادة حسين باشابهزيمة امام العثمانيين فى بغداد حيث قام الجيش بقتل وسلب ونهب الناس فى نواحى البصرة وقد لاذمعظم الناس بالفرار الى المناطق المجاورة.
وارتحل السيد الى الهويزة وكانت الهويزه تحت سيطرة الصفوية ونفوذها حيث استقبله حاكم الهويزه وقابله بحفاوة وتكريم بالغين وطلب منه البقاء فيها ولكن اهالى تستر (شوشتر) ارسلوا اليه الكتب ودعوه فيها الى مدينتهم وقد استخار السيد ارادة الله ثم توجه الى تستر وقد قلده السلطان سليمان الصفوى منصب القضاء وامامة الجمعة وسائر المناصب الشرعية كما لقبه بشيخ الاسلام فى المنطقه.
ان اهالى مدينة تستر بفضل اقامة السيد عندهم بعد مدة وجيزه اصبحوا عارفين بالمسائل والأحكام الشرعية وقد التزموا برعايه الآداب والسّـنن الاخلاقية والشرعية وإن السيد اصدر أمرا" ببناء المساجد فى كل محلات المدينة وعين اماما راتبا" لكل منها.
وقد اصبحت مدينة تستر بفضل عناية السيد واهتمامه بها مركزا" نشطا" للعلوم الدينية والمعارف الاسلامية وقد توجه نحوها طلاب العلم وعلماء الاسلام حيث اصبحت مركزا" فياضا" يستفيض من معينها الكثيرين.
اساتذته:
لقد استفاد السيد من محاضر الكثير من كبار العلماء منهم:
1- العلامه المجلسى
2- المحقق الخوانسارى
3- حسين البن بستى الهويزى
4- الشاه ابوالولى الشيرازى
المولفات:
لقد عد السيد محسن الأمين 26 مولفا للسيد نعمت الله فى "اعيان الشيعة" وقد دون بعض مولفاته فى عدة مجلدات منها:
1- قصص الأنبياء (الكتاب الموجود حاليا")
2- الشرح الكبير لتهذيب الأحكام فى 12 مجلدا"
3- الشرح الصغير لتهذيب الأحكام فى 8 مجلدات
4- شرح الاستبصار فى 3 مجلدات
5- شرح عوالى اللآلى فى مجلدين
6- الأنوار العثمانية فى مجلدين
7- رياض الأبرار فى مناقب اهل بيت الرسول فى 3 مجلدات
8- زهر الربيع فى مجلدين
الوفاة:
لقد لبى السيد دعوة ربه الجيل فى سنة 1112 هـ روحين رجوعه من مدينة مشهد المقدسة. ودفن فى قرية الفيلية وفى نفس محل وفاته. وان مرقد السيد نعمت الله الجزائرى هو الآن مزار محبى اهل البيت وعشاق الرسول الأعظم (ص) الى يومنا هذا.
العلاّمة الطباطبائي والتفسير
مفسر القران العلامة حسن المصطفوي
آية الله الشيخ محمد سند ( دام ظله )