• عدد المراجعات :
  • 1440
  • 2/27/2015
  • تاريخ :

الوصول إلى الجنّة في کلام امير المومنين

احاديث آسماني(جهاد)

عن أمير المومنين عليه السلام:"وعَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُوْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَالزَّكَوَاتِ، وَمُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ". نهج البلاغة، الخطبة 192.

ما يساعد الإنسان على الشيطان


كيف يستطيع إبليس عبر خطوات أن يوقع الإنسان في الهاوية، ولا بدّ من التعرف إلى ما يساعد هذا الإنسان للتغلّب على إبليس، فإنّ الله سبحانه أودع هذه القوّة في الإنسان، ليستطيع الوصول إلى الجنّة بعد هذا الامتحان الكبير فيستحقّ بذلك رضا الله والجنّة. نذكر منها:

1-العبادة

في خطبة للإمام عليّ عليه السلام بعد أن يحذّر من الشيطان يذكر ما يحرس منه فيقول: "وعن ذلك ما حرس الله عباده المومنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيّام في الأيّام المفروضات"1.
2-الدعاء
يقول تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾2.
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "أكثر الدعاء تسلم من سورة الشيطان"3.
فالدعاء وهو من لحظات الأنس مع الله سبحانه من أهمّ الأمور المقرّبة منه تعالى، والتي تعين على الابتعاد عن إبليس اللعين.
3-ذكر الله
عن الإمام الصادق عليه السلام: "قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهنّ حيلة وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نيّة صادقة واتّكل عليه في جميع أموره، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لأخيه المومن بما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتمّ لرزقه"4.

قصّة لطيفة


روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه: لمّا نزلت هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً ..﴾5 صعد إبليس جبلاً بمكّة يقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا:" يا سيّدنا لمَ دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها فوكّله بها إلى يوم القيامة"6.
4-الاعتصام بالقرآن والنبيّ والآل
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ عليّاً بعدي، وليعادِ عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي، وسادة أمّتي، وقادة الأتقياء إلى الجنّة. حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله عزّ وجلّ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان"7.
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ: فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَاسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ، وَ لَا فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ، فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ"8.
وفي زمن غيبة الإمام المهديّ عجل الله فرجه الشريف ينبغي الاعتصام واللجوء إلى الوليّ الفقيه، فإنّه بما يملك من علم وعدالة وبصيرة وشجاعة وزهد في الدنيا ومخالفة لهواه، يومِن المومنين من الفتنة والاختلاف، فعن الإمام العسكريّ عليه السلام: "من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه"9.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضاً إلى قضاة الجور، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا، فاجعلوه بينكم قاضياً، فقد جعلته عليكم قاضياً فتحاكموا إليه"10.
وفي المكاتبة عن الإمام المهديّ عجل الله فرجه الشريف: "وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله"11.
5-البصيرة
عن أمير المومنين عليه السلام: "ألا وإنّ الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خيله ورجله، وإنّ معي لبصيرتي"12.
فالإنسان المومن مدعوّ لامتلاك الوعي والبصيرة وزيادتهما لكي لا تنطلي عليه حيل ومكر الشياطين.
7-التوكّل على الله
﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون﴾13.
إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً:ينبغي للإنسان المومن أن لا يخاف إلّا الله ولا يخاف من شياطين الإنس والجن، فإنّما يخوّف أولياءه: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّوْمِنِينَ﴾14.
فكيد الشيطان ضعيف أمام صلابة ووعي وبصيرة الإنسان المومن: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾15.
وعن الإمام الكاظم عليه السلام في وصيّته لهشام: "فله - أي لإبليس - فلتشتدّ عداوتك، ولا يكوننّ أصبر على مجاهدته لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته، فإنّه أضعف منك ركناً في قوته، وأقلّ منك ضرراً في كثرة شرّه، إذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت إلى صراط مستقيم"16.
فالشيطان ليس له سلطان على الإنسان إلا أن يساعده الإنسان على نفسه: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾ 17.
فابرأ من الشيطان الضعيف قبل أن يبرأ منك يوم لا ينفع الندم: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ 18.
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "إِنَّ الشَّيْطَانَ الْيَوْمَ قَدِ اسْتَفَلَّهُمْ، وَهُوَ غَداً مُتَبَرِّئٌ مِنْهُمْ، وَمُتَخَلٍّ عَنْهُمْ" 19 .
ونحن نرى بأمّ أعيننا كيف أنّ شياطين الإنس مثل أمريكا وإسرائيل يستعملون عملاءهم ثمّ يلفظونهم ويتركونهم لمصيرهم المشووم.
فاحذروا أن تكونوا قرناء الشياطين بين طابقين من نار، فعن أمير المومنين عليه السلام: "أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، وَالْعَثْرَةِ تُدْمِيهِ، وَالرَّمْضَاءِ تُحْرِقُهُ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ، ضَجِيعَ حَجَرٍ، وَقَرِينَ شَيْطَانٍ‏" 20.

المصدر:جمعية المعارف الإسلامية
1-نهج البلاغة، الخطبة 192.
2-غافر:60.
3-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج75، ص9.
4-م. ن، العلامة المجلسي،ج60، ص 248.
5-آل عمران: 135.
6-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج66، ص349.
7-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج23، ص144.
8-نهج البلاغة، الخطبة 91.
9-العروة الوثقى، السيد اليزدي، ج1، ص26.
10-عوالي اللآلي، ابن أبي جمهور الإحسائي، ج3، ص518.
11-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج27، ص140.
12-نهج البلاغة، الخطبة 10.
13-النحل: 99.
14- آل عمران: 175.
15-النساء: 76.
16-بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج75، ص315.
17-إبراهيم: 22.
18-الحشر، الآية: 16.
19-نهج البلاغة، الخطبة 181.
20-م. ن، الخطبة 182.

 


عظمة النفس و الغيرة في نهج البلاغة
الفصاحة والجمال في نهج البلاغة
بلاغة الإمام علي عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)