اتجاهات الناس نحو السعادة
لقد بحث الناس عن سعادتهم في أمور شتَّى فسعوا لتحصيلها جاهدين؛ لعلّهم يصلون إلى السعادة المبتغاة. ولكن النتيجة لم تكن كما توقعوا.
المال والسعادة
وفي كتاب خبير الاقتصاد الأمريكي بول زان بيلزر "ثورة العافية" يقول: "مع أنَّ أغلب الناس الآن أفضل مالياً كثيراً مما كان عليه آباوهم وأجدادهم, فإنَّ مستويات السعادة لم تتغير... وتظهر الدراسات أنَّه بمجرَّد توافر الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والطعام, فإنَّ المزيد من المال لا يضيف سوى القليل من السعادة"1.
ويقول الخبير الاستراتيجي جيمس مونتيه: "طائفة عريضة من الأفراد يبالغون كثيراً في أهمية دور المال في تحقيق السعادة لهم وللآخرين... منذ الخمسينيات ومستويات سعادة الناس كما هي لم تتغيَّر بصورة ملحوظة, رغم النمو الكبير في دخل الفرد خلال الفترة نفسها"2.
الشهرة والسعادة
ولعلّه لأجل ذلك نجد كثيراً من الأغنياء ينفقون الأموال الطائلة على أمور تشدُّ أنظار الناس إليهم ليكون لهم الوجاهة والشهرة, فيقيمون الحفلات والولائم, وينشئون المشاريع الجاذبة لأنظار الناس لأجل وجاهة وشهرة يريدون بِهِما سعادة يسعون إليها.
نعم قد يشعر هولاء بلذَّة ومتعة لحظية في ما يفعلون, إلاَّ أنهم لا يجدون السعادة المبتغاة.
وممّا يوشِّر إلى ذلك دراسة علمية نشرتها مجلة إنكليزية مختصّة بالطب النفسي تبيّن وجود اكتئاب وقلق وعدم سعادة يعاني منها الكثير من مشاهير العالم, وفي النسب ذكرت المجلة التصنيف التالي للمشاهير المكتئبين:
- 72% من الكتَّاب الروائيين.
- 41% من الفنانين.
- 34 % من الموسيقيين.
كما ذَكَرت المجلّة أنّ عدداً من هولاء انتحر, وعدداً آخر أُدخل المصحَّات النفسية.
ومن تصريحات هولاء قول الأديب الألماني جوته عن حياته: "لم تكن إلا ألماً وعبئاً"
السلطة والسعادة
وعن تجربة هولاء الحكّام تنقل المجلة السابقة أنَّ 41% من السياسيين المشهورين في العالم يعانون من الاكتئاب والقلق والشعور بعدم السعادة.
وقد عبّر وينستون تشرشل عن هذا الأمر قبيل وفاته بقوله: "لقد أنجزت الكثير, ولكنني لم أكسب في النهاية شيئاً".
* كتاب هكذا تكون سعيداً، سماحة الشيخ أكرم بركات.
الاختيار الإنساني ومشكلة تضادّ المصالحظواهر اجتماعية في طريقها إلى الزوالكيف نحب الآخرين مالم نحب أنفسنا؟