• عدد المراجعات :
  • 7547
  • 11/1/2006
  • تاريخ :

كيف يحاسبنا الله على صغائر الذنوب؟

صغائر الذنوب يطلق عليها اسم (اللمم) والتي ورد ذكرها في قوله تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة) النجم/ 32.

واللمم هي الصغائر من الذنوب التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا مَن عصمه الله وحفظه كخطايا الجنس ما دون الزنا كالقبلة والغمزة والنظرة.

وقيل اللمم كل ذنب لم يضع الله عليه حداً في الدنيا ولا عذاباً في الآخرة والذي تكفره الصلوات الخمس ما لم يبلغ درجة الكبائر والفواحش وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر".

ولا يخفى أن الصغيرة إذا أصرّ الانسان على فعلها تصبح كبيرة بقول النبي (ص): "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" لأنها تؤدي إلى ارتكاب كبائرها.

وإن الآثام مما تفقد النفس اطمئنانها بارتكابها وعدم رضا الله بها بخلاف البر وعمل الخير فإنه يسكن النفس ويطمئن إليها القلب.

قال النبي (ص): "البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون".

ومن تمام لطف الله تعالى بعباده ترغيبه بإتيان الحسنات واجتناب الذنوب.

قال النبي (ص): "إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا همّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشراً".

وفي ختام الحديث عن كبائر الذنوب وصغائرها نستنتج عدة أمور:

1-    إن القرآن الكريم لم يضع حداً فاصلاً بين الكبيرة والصغيرة، لذا اختلف الفقهاء في معنى الكبيرة فمنهم مَن قال: إن الكبيرة ما نُصّ على عقوبتها دون الصغيرة، ومنهم مَن قال: كل ما يشعر استخفاف الفاعل بالدين وعدم اكتراثه فهو ذنب كبير، ومنهم مَن قال: إن المحرمات كلها كبائر لأن في ارتكابها معصية لله لا تكون المعصية إلا كبيرة.

2-    إن تقسيم الذنوب إلى الصغائر وكبائر إنما هو بقياس بعض الذنوب إلى بعض فالنظر إلى الأجنبية بريبة ذنب كبير في نفسه صغير بالقياس إلى القبلة والقبلة صغيرة بالقياس إلى غيرها.

3-    إن الذات الفاعل أعظم الأثر في مضي الكبيرة والصغيرة فان الرسول الأعظم (ص) يقول: "لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار".

4-    يظهر من بعض الروايات الشريفة إن الصلوات الخمس لا تكفر الكبائر وتكفّر الصغائر.

5-    إن الذنوب الكبيرة من حيث اللفظ مبهمة ليس لها موضوع خاص في اللغة ولا في الشرع والعرف لأن الكبير والصغير من المصافات وما من ذنب إلا هو كبير بالاضافة إلى ما دونه وصغير بالاضافة إلى ما فوقه. وقد اختلف العلماء في تعيين الكبائر اختلافاً لا يكاد يرجى زواله واختلفت الروايات فيها أيضاً.

6-    ينبغي على عامة الناس اجتناب جميع الذنوب ولا يجترأون على الصغائر اعتماداً على الصلوات الخمس فإن هذا أمر يتعلق بأمور الآخرة. والإبهام فيه أليق لكي يكون الناس على وجل وحذر كما أُبهمت ليلة القدر ليواظبوا في ليال متعددة على العبادات وكما أُبهم الاسم الأعظم ليواظب الناس على جميع أسماء الله تبارك وتعالى.

7-    إن مَن ينظر إلى صغر الذنب عند ارتكابه فإنه ربما يحرم مغفرته، قال رسول الله (ص): "إتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تُغفل، قيل: وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن غير ذلك".

وعن الباقر (ع) قال: إتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً يقول أحدكم أذنب وأستغفر الله إن الله تعالى يقول: (ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) يس/ 15. وقال عزوجل: (إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير) لقمان/ 16.

الشيخ مجيد الصايغ

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)