صلاة الليل تنوّر الوجه
من الآثار التي تظهر بصلاة الليل هي صباحة وجه المصلي وإشراقه وتطيب ريحه وتذهب عنه الهم وتجلو البصر مضافاً إلى ما تدر إليه من الرزق، هذا في عالم الدنيا فكيف في عالم الآخرة.
وقد ورد عن أبي عبدالله (ع) قال: صلاة الليل تحسّن الوجه وتحسّن الخلق وتطيب الريح وتدر الرزق وتقضي الدين وتذهب الغم وتجلو البصر.
وفي مجمع البيان عن النبي (ص): "إذا أيقظ الرجل أهله وصليا من الليل كُتبا من الذاكرين لله والذاكرات".
فما أحوج الانسان أن يتزود في هذه الأيام بالإرادة القوية لينهض في وقت السحر للاستغفار ومناجاة الله سبحانه ليكون من الذين يباهي بهم الله تعالى ملائكته ويستجيب دعاءه ويقضي حاجته. لأن كل ما كان العبد قريباً من الله تعالى كان أقرب منزلة وأعظم درجة.
وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "ان البيوت التي يصلى فيها بالليل ويتلى فيها القرآن تضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض".
وعنه (ص) أنه قال: "ألا ترون إلى المصلين بالليل وهم أحسن الناس وجوهاً لأنهم خلوا بربهم الله سبحانه فكساهم من نوره".
ومما ناجى به الباري تعالى داود:
يا داود إن المتقين لا ينامون ليلهم إلا بصلاتهم إليَّ ولا يقطعون نهارهم إلا بذكري.
يا داود إن العارفين بي كحلوا أعينهم بمرود السهر وقاموا ليله يسهرون يطلبون بذلك مرضاتي.
يا داود إنه مَن يصلي والناس نيام يريد بذلك وجهي فإني آمر ملائكتي أن يستغفروا له وتشتاق إليه جنتي ويدعو له كل رطب ويابس.
الشيخ مجيد الصايغ