• عدد المراجعات :
  • 3905
  • 7/29/2006
  • تاريخ :

اصفهان.. قصر علي قابو

تزخر مدينة اصفهان بمراكز الاستقطاب الأثري والتاريخي التي تعود إلى عصور تاريخية عديدة. ومن هذه المراكز بناء (عالي قابو) الذي يمتاز بجمال منظره الخارجي والداخلي، والفنون المعمارية الجذابة والتزيين بالفسيفساء وبالموزاييك والنقوش الفنية الجميلة.

ورغم أن اصفهان مدينة قديمة؛ لكنها دخلت عصرها الذهبي منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري عندما نقل الشاه عباس الصفوي عاصمته من قزوين إلى اصفهان التي كانت آنذاك مركزاً للنفوذ الصفوي. وقد نتج عن هذا الانتقال عملية تحديث للمدينة كلّها تقريباً.

ومن بين الأبنية التي أوجدها الشاه عباس الصفوي في تلك المدينة هذا القصر الذي أصبح مقراً للوزارة والمكاتب الخاصة للملك حيث أطلق عليه اسم عالي قابو أو الباب العالي. وهذا الاسم تقليد لاسم الباب العالي وقصر السلطان العثماني في اسطنبول. والهدف من اختياره استقطاب السياسيين الأوروبيين إليه.

ويتألف قصر عالي قابو من ستة طوابق، وسطح المبنى يشرف على حديقة (نقش جهان). ورغم أن تزيينات القصر تعرّضت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري إلى بعض الخراب، إلاّ أن فنون الجبس والرسوم المنفذة في العهد الصفوي ما زالت ظاهرة للعيان. أما التزيين بالآجر، فقد امتلك في ذلك العهد خصوصية معيّنة تمثلت في استواء السطح الخارجي ودقة الرصف وقلة سمك الآجر.

يضم عالي قابو عدداً كبيراً من الغرف بعضها للحرس وأخرى لاستقبال الضيوف من سياسيين ودبلوماسيين. وجاء في مذكرات بعض السيّاح من العهد الصفوي ان القصر كان يشتمل على 500 غرفة والممرات المتصلة مع بعضها البعض.

ولا تتجلى روعة القصر من منظره الخارجي فحسب، بل من الفنون المستخدمة في الداخل كالتصاميم الفنية والرسوم والزخارف والألوان المستخدمة للرسم والنحت فوق الجبس الذي يغطي الجدران والسقوف، إذ يشكل كل ذلك مناظر تفتن العيون.

وعلى الجدران كلها فقد مرت يدا الفنان رضا عباسي المعروف وتلامذته لتغطيتها بالذهب ولوحات المنياتور التي تضم الزهور والأغصان وصور الحيوانات المفترسة والطيور.

وفي الطابق الثالث، تقع غرفة الشاه عباس وهي أكبر غرف القصر، وفيها اجتمعت كل هذه الفنون التي استخدمت في القصر.

وشيّدت في الطابق العلوي للقصر صالة كبيرة تمتد على عرض القصر مطلة على ساحة (نقش جهان) ومفتوحة من ثلاث جهات لتشكل ما يشبه الشرفة الكبيرة.

ورفع سقف هذه الشرفة على ثمانية عشر عموداً خشبياً جميلاً. وكانت تقام في هذه الشرفة الدعوات العامة والضيافات الرسمية واجتماعات الشاه بالمسؤولين في البلاد. وتعتبر هذه الشرفة المنصة الخاصة بالشاه وأفراد الحكومة لأن الشاه عباس الثاني الصفوي كان يطل من هذه الشرفة ليتابع الاستعراضات العسكرية والرياضية التي تقام في الساحة. وهناك في وسط الشرفة حوض من المرمر تتصل به نافورات مياه موزعة بين الأعمدة. وهناك أجهزة تضخ مياه العيون في أنابيب هذه النافورات.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)