كيف يصارع المراهقون ابائهم؟
تياران مختلفان يحكمان العلاقة الجدلية مع المراهقين سواء في منازلهم أو مدارسهم أو المجتمع، فهل يوضع من بلغ شابا كان أم فتاة في صورة وظائفه الجسدية ردأ على تساؤلاته الذهنية وتبدلات حاجاته الشخصية؟ أم يترك للمصادفة ونهبا للظروف والتي تواجه فتعيق تقدمه حيناً، وتقف حيناً حائلا دون تطور تعامله مع محيطة وتحديداً مع الجنس الاخر.
ولآجل معرفة الأراء المختلفة لمجموعة من الامهات قمنا بطرح السؤال التالي على نخبة من النساء: ما هو موقع الصراحة في حديثك مع ابنائك المراهقين؟ وهل تخفين شيئا عندما يطرحون عليك أسئلة حرجة في بعض الاحيان؟
وحيدة -۴۱عاما-
أم ثلاثة أولاد في عمر المراهقة: عندما أسمع من اولادي أسئلة محرجة، أخجل من الرد عليهم أقول لهم سيأتي الوقت المناسب لمعرفة كل شيء، وبصراحة لا أستعمل الصراحة معهم في هذه الامور، ابنتي سألتني في إحدى المرات، سؤلا محرجا، فأجبتها بطريقة غير مباشرة، وفي الحقيقة كنت أخاف من مفاجأة البلوغ لدى ابنتي، فهيأت لها الامور، واعتقد ان هذه المرحلة هي الاصعب في عمر الاولاد وهي مرحلة خطرة، وأنا أعارض أن لاتلجأ المدارس الى هذا الاسلوب، فعلى الاجهزة التربوية أن تخطو خطوات تدريجية في هذا المجال.
مريم -۴۷ عاما-
أم ثلاثة أولاد: أشعر بضرورة إفهام الاولاد انه بوجود المرأة والرجل يأتي الولد وليس أحد الجيران أهدانا الطفل، ووأحاول تبسيط الامور قدر المستطاع وأخذ الموضوع بكل طبيعية مهما يكن سؤالهم محرجا. اعتقد ان المدرسة تساعد في هذا الموضوع وخاصة دروس العلوم الطبيعية، ويلعب الاقارب دورا في ذلك.
وهنا أحب أن أوكد ان هناك أفلاما ممغنطة في أقراص (CD)، ترسل الرسالة الصحيحة للاولاد بطريقة مبسطة وجيدة وهم في المنزل يتابعونها مما يبعدنا نحن عن الاحراج.
أعظم -۳۸ عاما-
اخصائية في علم النفس ومسؤولة عن أحد المراكز النفسانية والتربوية والاجتماعية:
تتفاوت العوامل المؤثرة في حياة الفتاة أو الفتى عند بلوغهم سن المراهقة، منها ما هو مرتبط بمراحل النمو السابقة، ومنها ما مرتبط بالتربية والمحيط الاسري والاجتماعي والعامل الاقتصادي الذي يلعب دورا أساسيا في حياة المراهقين، بالاضافة الى بروز صريح مع السلطة الابوية تكون هذه المرحلة من عمر الفتاة أو الفتى هي مرحلة الاكتشاف والثورة على جميع المعايير والتقاليد الموروثة والمكتسبة.
فرح -۵۲ عاما-
مشاورة اجتماعية: بصفتي مشاورة اجتماعية، أحاول الرد على تساؤلات المراهقات بطريقة صحيحة سليمة، وأشجعهن على التحدث في كل ما يجول في خواطرهن وبما يتناسب مع وضعهن، اعانتهن اذا كن من ذوات الحاجة الخاصة، وأتوجه الى أهلهن لمساعدتهن في المنزل دون كبت وغضب.
وهنا يلعب الاهل دورا كبيرا في طباع أولادهم وتربيتهم، وكلما كان تفهم الاهل كبيرا، ساعد ذلك ولدهم أو ابنهم على تخطي هذه المرحلة بطريقة سليمة، وأحب ان أشير الى ان الضغط النفسي على المراهقين،يسبب عندهم انغلاقا وأحيانا يدعهم يعيشون في الخيال.
شهلا -۴۵ عاما-
اخصائية في علم النفس:
العوامل المؤثرة على المراهقين، تقسم الى داخلية وخارجية:
العوامل الداخلية جسدية ونفسية، فعلى الصعيد الفيسيولوجي، يبدأ الفتى او الفتاة بالتعرف على جسد أخذ يصحوا على متطلبات يتعذر عليه فهمها، فتتولد عنده أزمة داخلية تحكم تصرفاته اللاحقة، فيرى المرهق نفسه أمام واقع خطير، هنا دور الاهل والمدرسة وأئمة الدين يكون بالغ الاهمية، إذ عليهم يتوقف مصير المراهق.
أما العوامل الخارجية، فهي:
۱- وسائل الاعلام المختلفة، مرئية ومكتوبة.
۲- الرفاق وعدم نضجهم أحيانا.
۳- جو البيت: عدم المصارحة والتوعية اللازمة لاسباب تتعلق بأوضاع الاهل (الطلاق، مشاكل خاصة، أزمة ضمن البيت).
۴- سلوك المعلم مهم، إذ على المعلم أو المعلمة، الانتباه الى لباس التلاميذ وتصرفاتهم المسلكية في الصف.
زهره -۳۵ عاما- استاذة:
المراهق والمراهقة في هذه الفترة غالبا ما يميلان الى الانفراد بذاتهما، فتظهر عليهما رغبة الانطوائية التي تفتق طاقات هائلة لا يتسنى لهما استثمارهما بفعل الخوف والخجل وعدم الثقة، هذه أهم ميزات مرحلة المراهقة.
وبالنسبة للطريقة التي نبغي اتباعها في هذا المضمار، فهي الاعتماد على نهج المصارحة والملاحقة والهدوء في التعاطي والاتزان والارشاد.
ان كل طالب وطالبة في هذه المرحلة، معرضان لمشاكل تتنوع وتتعد تبعا للبيئة العائلية والاجتماعية التي ينمو المراهق في أجوائها، وهي تتميز بالرفق وعدم الالفة مع الأخرين وعدم الانسجام بسهولة مع النظم الاجتماعية للتعرف عليها، وبالتالي فإنها تجسد الرضوخ للنظم الاسرية والدراسية والاجتماعية. وانها وجه من وجوه الحياة ومرحلة من مراحل العمر، يجب التعاطي معها بكثير من العبر والموضوعية والتفهم، وغير ذلك قد يتسبب في ردة فعل عنيفة وحساسية مفرطة تنذر بعواقب مؤذية.
ولدى سؤال بعض المراهقين عن مدى تعاونهم مع أهلهم في هذا المجال، فجاءت أجوبتهم كالتالي:
سمية -۱۵ عاما- طالبة:
أعتقد أن آراء أمي وأبي في أمور عديدة تكون صائبة، وفي أمور أخرى تكون خاطئة –كنت أخفي عن أمي بعض الامور، ولكنني اليوم لم أعد أخفي عنها شيئا، ورغم ذلك، فأنا أخجل من طرح أسئلتي على أمي ولا أملك الجرأة لطرحها وغالبا ما أطرحها على أختي الكبيرة، فتجيبني بصراحة.
أشرف -۱۳ عاما- طالبة:
اعتقد أن رأي أهلي جيد في كثير من الاحيان وأتفق مع أمي وأخبرها كل شيء وعندما أرغب في الاستفسار عن موضوع معين أسأل أمي، فتوضح كل شيء.
جمال -۱۵ عاما- طالبا:
أعتقد أن رأي أمي وأبي ما غالبا يكون صحيحا واشعر أنني ارتاح بأن اتكلم مع والدي أكثر، مع انني أخبر أمي بكل شيء وأخفي بعض الامور عن أبي، أذا أردت أن أعرف معلومات عن موضوع معين أتردد بسؤال أبي، أحاول أن أعرف ما أريد دون الاستعانة بهم.
فائزه النوري
المصدر: مجلة الطاهرة
الوصايا الاساسية لعلاقة الاهل بالمراهق
خطوة خطوة مع المراهق .. نحو التغيير
مرحلة المراهقة وأهميتها
تجاهل الأسرة والقانون الاجتماعي يزيد العنف بين المراهقين
لماذا لا يقرأ الشباب؟ وكيف يمكن جذبهم الى هذه الرياضة الفكرية؟
كوني السند النفسي لابنتك
الوضع النفسي لدى المراهق