• عدد المراجعات :
  • 2096
  • 5/24/2006
  • تاريخ :

للرجال  . . جرب طرقاً جديدة في الاصغاء

إذا لم يفهم الرجل مسألة اختلاف المرأة عنه في تفكيرها وتصرفها , فمن الممكن جدا انه عندما يحاول مساعدة المرأة يقوم بتعقيد الامور بدلا من تيسيرها ويجعلها تسير من سئ الي أسوأ . علي الرجل ان يفهم جيداً ان المرأة عندما تبدأ بالكلام عن مشاكلها وتبدي تذمرها وإستياءها , فإن أول ما تطلبه هو ( شعور القرب ) . شعور التفهم والمشاركة الوجدانية من قبل الرجل ولا تريد ولا ترغب ابداً ان يقوم الرجل بإلقاء محاضرة تتضمن حلولا لتلك المشكلة او المشاكل .  غالباً ما تشعر المرأة بضرورة المشاركة فتقوم بالكلام عن يومها في البيت او العمل وتتطرق خلال ذلك الي بعض المشاكل . وهنا يهب الرجل الي المساعدة , كيف يمكن له ان يسكب , فها هي مشكلة امامه وانه صاحب الحلول , فيقوم بمقاطعة المرأة وحديثها ويبدأ بطرح الحلول وما يعتقده مناسبا لذلك , وبديهيا فإن المرأة تنزعج وتتمني لو انها لم تبدأ ذلك الحديث .

يجن جنون الرجل ويستغرب لموقف المرأة وردة فعلها الغريبة , فما الذي جري لها ؟ ! تتكلم عن مشاكل وهو عنده الحل المناسب ؟ لم لاتتقبل ذلك الحل وترفض الاستماع ؟ ! هل انها مجنونة أم انها لم تعد تطيقه ولا تطيق الاستماع اليه ام انها لا تثق به ولا بآرائه ؟ ! ! .

تعود احلام الي البيت بعد قضاء يوم عمل شاق ملئ بالمشاكل وهي تحتاج وترغب في مشاركة مشاعرها مع زوجها جميل الذي كان قد عاد من عمله ايضاً .

أحلآم : عملي في هذه الشركة يستنفذ كل وقتي ولايترك لي اية فرصة للآهتمام بنفسي او بمن حولي .

جميل : قدمي استقالتك فإنت لست بحاجة الي مثل هذا العمل , ابحثي عن عمل آخر مناسباً .

أحلآم : ولكني احب هذا العمل وهذا هو مجال تخصصي . المشكلة انهم هناك في العمل يتوقعون ان اقوم بمعجزة وانجر كل هذا العمل بالسرعة التي يتوقعونها وهذا مستحيل .

جميل : إذا لا يهمك ما يتوقعون , قومي يإنجاز ما يمكن إنجازه ولا يهمك رأيهم .

تتضايق احلام من موقف زوجها جميل وتحاول ان تغير الموضوع .

أحلآم : ياإلهي لقد نسيت ان اتصل بعمتي .

جميل : لاتهتمي لذلك فإنت مشغولة وهي بلآ شك تفهم وتقدر ذلك .

أحلآم : انت تعلم جيداً الضروف الصعبة التي تمر بها عمتي وكم هي بحاجة الي ؟

جميل : مشكلتك هي انك كثيرة القلق وهذا السبب في كونك تعيسة دائماً .

أحلآم : ( ترد بغضب واضح علي وجهها وفي صوتها ) انا لست دائماً تعيسة , هل يمكن لك ان تستمع لما اقول ؟! .

جميل : ( وهو منزعج ) ها أني استمع لك ولما تقولين .

أحلآم : لافائدة من الكلام معك .

بعد تلك المحادثة المزعجة والغير مثمرة فإن شعور احلام هو زيادة انزعاجها وغضبها , فهي الان اكثر غضباً وانزعاجاً من قبل البدأ بتلك المحادثة . وطبعاً فإن شعور جميل ايضاً قد تاثر , فهو الان ايضا اكثر غضباً وانزعاجاص من قبل .

المصيبة ان جميل لم يفهم تصرف زوجته والسبب الحقيقي لشكواها ؟ وإن كل ما كان يحاول فعله وحسب تفكيره هو معاونتها في التغلب علي مشاكلها , فما الذي حصل ؟ ! .

صاحبنا جميل هذا وبسبب جهله للفرق بين الرجل والمرأة لم ينتبه الي نقطة مهمة وحساسة جداً , ألا وهي ضرورة الاصغاء والابتعاد كلياً عن تقديم المساعدة وطرح الحلول .

طرحة للحول زاد الطين بله وسبب إزعاجاً لاداعي له لكليهما , فكل ماكانت تطلبه احلآم هو إصغاؤه لما تقول .

من الملآحظ إن النساء لايبدأن بطرح الحلول وتقديم النصائح في حالة ما إذا اشتكي احد من موضوع ما او مشكلة ما إذ إن طبيعة النساء في مثل هذه الحالة هي الاصغاء بصبر وحنان . تحاول المرأة التعرف علي الشعور الحقيقي عند الاخرين لم يعلم جميل إن الاصغاء العاطفي لزوجته احلام والتي كانت تشتكي من هموم يومها في العمل وعن نسيانها الاتصال بعمتها المسكينة يجلب لها كثير من الارتياح ويشبع رغبتها واحتياجها في تلك اللحظة . لو إن جميل قام بالاستماع الي شكوي زوجته وشاركها وجدانيا من خلال بعض كلمات العطف والمواساة والحنان , بدلا من تقديم نصائح وحلول لإرتاح الاثنان .

لننظر الي نفس المثال السابق ولكن من زاوية اخري واسلوب يختلف تماماً عن الاسلوب التقليدي والذي غالباً ما نلاحظه في المجتمع .

أحلآم : عملي في هذه الشركة يستنفذ كل وقتي ولا يترك لي أية فرصة للآهتمام بنفسي وبمن حولي .

جميل : ( يأخذ نفسا عميقا ويرتاح قليلاً ثم يقول ) يبدو أن يومك في العمل كان شاقاً .

أحلآم : انهم يتوقعون مني ان اقوم بمعجزة وانجز كل هذه الاعمال بالسرعة التي يطلبونها !

جميل : يتوقف عن الكلام قليلاً ويرسم علي وجهه تفهما وإدراكا للموقف ثم يهمهم ( هم هم ) .

أحلآم : اني نسيت حتي ان اتصل بعمتي !

جميل : ( يرسم علي وجهه علامة استغراب وعطف ثم يقول ) ياإلهي .

أحلآم : عمتي بحاجة ماسة الي هذه الايام . اني فعلا متضايقة جداً بسبب نسياني هذا .

جميل : انت فعلآ انسانة ممتازة إذ انك دائمة الاهتمام بمن حولك . إني فخور بك .

يتقدم جميل من زوجتة احلام ويلف ساعديه حولها ويقول بعض العبارات اللطيفه . وهنا نلآحظ احلام وهي تشعر بمنتهي الراحة والسعادة , ثم تقول : انت زوج ممتاز وانا احبك واحب التحدث اليك , انك دائماً تجعلني اشعر بالسعادة . شكرا لك ولاصغائك .

بإختصار يمكن القول إن اكبر خطأين في العلاقة بين الرجل والمرأة هما :

1_ عندما تكون المرأة متضايقة وتشتكي من هموم ومشاكل تمر بها , يقوم الرجل بمساعدتها علي طريقته الخاصه وذلك بطرح الحلول وإلقاء الحكم والمواعظ ,

2_ عندما يخطأ الرجل أو يواجه مشكلة ما , تحاول المرأة تصحيح ذلك عن طريق تقديم النصائح أو توجيه الانتقادات .

عند الكلام عن هذين الخطأين الشائعين فإن صلب الخطأ لايمكن في النوايا الحسنة من قبل الرجل والمرأة , بل إن الخطأ هو في " الاسلوب والتوقيت " . فعندما تكون المرأة في حالة نفسية مرتاحة فهي لاتمانع من الاستماع الي الرجل وهو يحاول ان يهون عليهما المشكلة وبطريقته الخاصة . علي الرجل ان يعلم ويدرك أن الوقت الذي تكون فيه المرأة منزعجة وغير مرتاحه وتشتكي من موضوع ما أو مواضيع ما , فإن ذلك الوقت غير مناسب ولا يتيح له ابداً القيام بطرح حلولا او تقديم نصائح . اذ ان كل ماتريده المرأة هو ان تعبر عن شعورها ذلك وان هناك من يستمع لشكواها وكلامها هذا . واذا شعرت بتوفر ذلك وان رجلها واقفا يستمع لكلامها ومتفهما لحقيقة شعورها , عندما تبدأ حالتها النفسية بالتحسن تدريجيا وبعد ذلك يمكن للرجل ان يدخل مع المرأة في حوار هادئ يحاول من خلاله طرح ( اقتراحات ) بدلا من حلول .

 أما بالنسبة للرجل فإنه يرحب بالنصائح أو الانتقادات البناءة في حالة طلبه هو للمساعدة وعلي المرأة ان تعلم وتدرك إن تقديمها للنصائح او توجيهها للآ نتقادات يثير الرجل كثيرا ويغضبه ويجعله يشعر بأنها تحاول إهانته وكذلك محاولتها للسيطرة عليه .

فكل ما يريده الرجل من المرأة حالة قيامه بعمل ما , هو موافقتها علي ذلك العمل وليست نصيحتها او انتقادها . واذا تولد عند الرجل شعور " عدم محاولة سيطرة المرأة عليه " من خلال توجيه انتقادات او نصائح , عندما تراه يبدأ بسؤال المرأة عن رأيها واعتقادها .

إذا إنتبهنا الي مسألة الاختلافات الفطريه والغريزيه بين الرجل والمرأة فإن ذلك سيساعدنا علي تقبل واحترام شعور بعضنا البعض .

واذا قام الطرف الخر برفض كلامنا وظهرت عليه بوادر الانزعاج والاستياء , فإن ذلك يعني وبلا شك حصول خطأ إما في الاسلوب أو التوقيت أو في كلاهما .

 عندما ترفض المرأة حلول الرجل ونصائحه , يشعر الرجل وقتها ان المرأة لا تثق به ولا بقدرته علي التفكير ولا تثق بعواطفه وشعوره نحوها . ونتيجة لذلك فإن الرجل يتألم ويغضب ويتوقف عن الاهتمام بها ويرفض الاستماع لها ولشكواها . أو قد تتولد لديه ردة فعل اقوي من ذلك بكثير وتكون مصحوبة بثورة اعصاب وإطلاق كلام وعبارات قد يندم عليها بعد ذلك .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)