• عدد المراجعات :
  • 1622
  • 4/24/2006
  • تاريخ :

الفضائيات.. تهدم هوية الطفل أم تزيد وعيه؟

الفضائيات

منذ ظهورالتلفزيون، ونحن نتحدث عن ايجابياته وسلبياته، ونخشي علي اطفالنا من آثاره علي القيم والأخلاق، وبدأت الأسر تتخذ منه مواقف متباينة بين مؤيد ومعارض، ومقتن للجهاز ومقاطع له، وبسرعة غير متوقعة، ظهر الفيديو والاقمار الصناعية التي تحمل القنوات الفضائية والانترنيت.

وأخيراً ما يسمي (انظمة الطريق السريع للاعلام)، وسمعنا انها لا تحتاج الي شفرة معينة ولا الي طبق ارسال، فقط يبث المرسل کل ما يريد، ويصل للمتلقي في أي مکان من العالم بغثة وسمينه، بسلبياته وايجابياته.

أين نحن من کل هذا؟ وما أثر ذلک علي أطفالنا؟ ومن سيقف امام الفضائيات وغزوها ليقيم أطفالنا وهويتهم؟ وکيف سنحافظ عليهم من اخطارها؟

إن معظم الدول سواء المتقدمة منها أو النامية، تولي عناية بالغة بالأطفال، لأنهم في أمس الحاجة الي الرعاية والعناية، وقد وصّانا ديننا الحنيف بالأطفال، وکذلک کل الشرائع السماوية والقوانين والدساتير في العالم، وفي اطار هذا الاهتمام، بدأ البحث في أثر ظاهرة القنوات الفضائية التي تبث مضامين ثقافية متعددة يتعرض لها الأطفال المسلمون، وتهدد ثقافتهم وهويتهم.

الفضائيات .. تهديد حقيقي لهوية الطفل المسلم

وفي هذا الاطار تبرز الفضائيات بوصفها تحدياً حقيقياً لهوية الطفل المسلم، فالدراسات تؤکد ان الاطفال يفضلون مشاهدة المغامرات وأفلام الکاراتيه والرعب والافلام البوليسية عند تعرضهم للبرامج الاجنبية.

ويري الباحثون ان المضمون الاجنبي الذي يصل الي اغلب المشاهدين، يؤثر علي الاتجاهات والسلوک ويزيد التأثير وطغيان عادات وقيم مجتمعات تختلف بشکل کبير عن المجتمعات التي تستقبل الارسال.

وعن طريق الغرس الثقافي، يتعلم الطفل -بدون وعي- حقائق وقيماً تتنافر مع قيم وأخلاق المسلمين.

وتتراکم المخاوف من تأثيرات الفضائيات علي الطفل إذا أخذنا في الاعتبار إن الطفل يدرک الواقع التلفزيوني علي أنه الواقع الحقيقي. فإذا تحدثنا عن العنصر الثقافي الأول للطفل وهو الرموز، نجد أن الرموز التي تشيع في عقول الأطفال تعبر عن مجتمعات غربية، سواء أماکن او شخصيات او رموز مشهورة لديها، بما في ذلک السلع الاستهلاکية.

وقبل أن نتحدث عن الفضائيات وخطرها أود أن أعرض للواقع الذي نعيش فيه الحقائق التالية:

أولاً: العالم مفتوح وکله مربوط بمجموعة من الأقمار الصناعية محملة بآلاف القنوات الفضائية.

ثانياً: لا حدود خاصة بعد ظهور (أنظمة الطريق السريع للاعلام) التي ستظهر بعد سنوات، وهو طريق يلف العالم کله ويعمل عن طريق 88 قمرأً صناعياً متصلين في شبکة فضائية، مرتبطة بشبکة ارضية بدورها بکل وسائل الابداع الفکري والثقافي في انحاء العالم کافة.

ثالثاً: لا توجد وسيلة منع ولا تشويش ولا بناء اسوار حول الوطن.

رابعا: نتيجة کل هذه الحرية المطلقة للطفل المتلقي، أصبح العالم کله عند أطراف أصابع أي طفل.

والسؤال الأن کيف نعيش هذا العصر المفتوح؟ وما أخطار ذلک علي أطفالنا؟

فوسائل الاعلام، لها دور خطير وخاصة التلفزيون، الذي اکدت الدراسات ان متوسط جلوس الاطفال أمامه في مرحلة ما قبل المدرسة حتي 10 سنوات، ما بين 4 الي 6 ساعات، وهي فترة طويلة لابد أنه سيتعلم فيها الکثير،

 

بين اسلوب المنع والمواجهة

من السلّم به، إن الفضائيات خطراً علي قيم وهوية أطفالنا، فالطفل سريع التأثر بکل ما حوله، وتعتبر وسائل الإعلام من المؤثرات المهمة علي أخلاق وشخصية الطفل، فهي إما أن تخلق طفلاً واعياً أو تهدم شخصية هذا الطفل.

والقنوات الفضائية أصبحت امراً واقعاً لا يستطيع الناس الانعزال عنه، فهي تدخل حجرة نومهم وحجرة نوم أطفالهم، ولذلک لابد أن يعرفون کيف يتعاملون معها، وکيف تتعامل الأسرة بالذات مع هذا الخطر الجديد، خصوصاً إذا علمنا أن الطفل يشاهد کل شيء لا برامج الأطفال فقط، بل وبرنامج الکبار ايضاً، ولو قمنا بتحليل لما تبثه هذه القنوات فسنجد أنها مدمرة لقيم الأطفال، وبدءاً من الکارتون الذي يرکّز علي العنف، وتميز القدرة البدنية عن القدرة الفکرية، والخيال المدمر، وانتهاء بالبرنامج والدراما التي تظهر صورة جميلة للمجمع الغربي من طبيعة ساحرة، ونظافة، وحرية، وحياة رغيدة، في حين أن الطفل يري العکس في مجتمعه، الجميع مضغوط ومتعب، والجميع يشکون من الأوضاع ويتمنون السفر والتغيير، کل هذا يؤدي بالاطفال المسلمين الي الاندماج بالثقافات الوافدة ويدمر فيهم الانتماء للوطن الاسلامي وقيمه.

ويري المتخصصون التربويون، إن الفضائيات أمر واقع في حياتنا، وسلاح ذو حدين، له سلبياته وأيضاً ايجابيته، ولکن ماذا علينا أن نفعل تجاه الفضائيات، هل نمنع أو نواجه؟

وفي رأي هؤلاء أنهم لا يستطيعون اللجوء لاسلوب المنع، فکل ممنوع مرغوب، وإذا منع الطفل فسيلجأ لطريق أخري للمشاهدة، إذن هناک اسلوب واحد هو اسلوب المواجهة، فعلي الأباء تربية أطفالهم بطريقة تجعلهم يواجهون وتکون عندهم القدرة علي الاختيار والانتقاء، الاختيار الذي يأتي من الطفل، ولکن کيف يکون ذلک؟ عن طريق التنشئة الواعية التي تتضافر فيها کل المؤسسات التي تري الطفل، الاسرة، والمدرسة ووسائل الاعلام والاسرة وحدها لا تقدر لوجود عوامل أخري تتدخل في دورها التربوي.

الحماية ينبغي أن تبدأ من الأسرة التي يجب أن تحمي الأولاد، مع الرقابة علي مشاهدة القنوات التلفزيونية

 

المطلوب .. حماية الأسرة

لابد من تحديد الهدف ن التنشئة وهو تنشئة طفل قادر علي التحدي والاختيار والحفاظ علي الهوية والقيم الاسلامية والانتماء، وهذا امر دقيق للغاية، لأنه لو أخلت مؤسسة من  المؤسسات التربوية بدورها سيحدث صراع داخل الطفل. ولو تحدثنا عن الأسرة المحضن الاول فإن الطفل لو وجد الرعاية الأبوية الايجابية التي تتعمل معه بإسلوب بعيد عن التطرف، وانما بالتقبل والتسامح، سينشأ الطفل استقلالياً، لديه القدرة علي اتخاذ القرار، ويمنح الحرية الکافية مع الإرشاد والتوجيه لفترة صغيرة، بعد ذلک سيتعلم کيف يختار ما يلائمه.

فبالحرية والقدرة علي التسامح، يستطيع الطفل أن يشارک والديه فيما يشاهدان، بمعني أنه إذا رأي برنامجاً لا يفهمه فسيسأل الأم: ماذا يعني هذا؟ أما عندما يعامل بمعاملة فيها شيء من الشدة والاحباط والقمع، فسوف يلجأ الي اسلوب الاخفاء.

فوسائل الاعلام، لها دور خطير وخاصة التلفزيون، الذي اکدت الدراسات ان متوسط جلوس الاطفال أمامه في مرحلة ما قبل المدرسة حتي 10 سنوات، ما بين 4 الي 6 ساعات، وهي فترة طويلة لابد أنه سيتعلم فيها الکثير، إذن فلينتهز الأباء والامهات، هذه الفترة في انتقاء البرامج الشيقة الجذابة بإسلوب بسيط، يدعم الهوية والانتماء، والقيم الدينية، برامج لا تستخف بعقول الأطفال حتي لا يترکونها ويتجهون للفضائيات.

فنحن مسلمون، وعندنا أصالة وقيم، ولکن هذا لا يعني الانفلات والتقوقع، ونحن نحيا في عالم مفتوح لا بد أن ننفتح عليه والانفتاح لا يعني الانفلات والاقتلاع من الجذور.

وهناک عدة نقاط لابد من التنبه اليها:

-الوجود الفاعل، فلابد أن نؤثر ولا نترک الساحة للغرب ليؤثروا فينا فقط.

-لابد من تعليم لغة القرآن لأولادنا لتکون الدرع الواقي لهم.

-تعليم الأطفال علي العقلية العلمية لا العقلية الخطابية، فالعقلية العلمية الواعية هي التي ستحمي الصغار، وتضع لهم قدماً في صنع المستقبل.

إذن الحماية ينبغي أن تبدأ من الأسرة التي يجب أن تحمي الأولاد، مع الرقابة علي مشاهدة القنوات التلفزيونية.

وأخيراً يجب اجراء دراسات مسحية لقياس حجم التأثير الفعلي للقنوات الدولية علي معارف واتجاهت الأطفال وسلوکهم.


كيفية إختيار الألعاب المناسبة للأطفال

علامات نبوغ الطفل؟

أطفالنا والإجازة الصيفية 

أطفال أكبر من سنهم 

الأسباب التي تؤدي الي المشاكل النفسية للطفل

مشكلتي مع ابني: السهر والألفاظ السيئة

سوء التغذية يؤثر على ذكاء الأطفال وسلوكهم الاجتماعي 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)