• عدد المراجعات :
  • 1504
  • 3/19/2006
  • تاريخ :

لماذا تغرد الطيور عند الفجر؟!

طالما اعتقد الناس أن تغريد الطيور عند الفجر هو لإسعاد البشر . لكن العلم قضي علي هذه الخرافة . حيث أصبحنا نعرف أن تغريد الصباح هو السيطرة علي المكان ورمز الجنس أيضا . إن مزيج الأصوات الجميلة التي تصدر عند الفجر في مواسم التزاوج هو نتيجة مناجاة ذكور الطيور للإناث . وتندرج النغمات بين صوت من مقطع واحد وصوت معقد من طبقات ونغمات متعددة ، وتتناغم الأصوات بقوة وجمال لدرجة أنها تكون محببة للأذن البشرية.

ويمتاز تغريد الطيور في فجر أيام الربيع بأنه دليل علي قيام الذكور بإنشاء مناطق الأعشاش ، حيث تتصرف بطريقة رائعة وقوية لتعلن وجودها في منطقة معينة . وتصدح أصواتها في السماء قبل فصل التزاوج وخلاله ، ثم تخف تدريجيا عندما تفقس الصغار وتهدأ تدريجيا عندما تكبر الصغار وتهجر المنطقة .

ويتمكن ذكر الطير، في فصل التزاوج من بذل جهد هائل خلال تغريده وقد أشار أحد علماء الطيور خلال بحثه في عادات طير "الصغنج" وهو طير مغرد ، أن الطير الواحد من هذا النوع يغرد أكثر من 2300 أغنية في اليوم الواحد ، وما أن يتم تأسيس منطقة الأعشاش ، حتي تبدأ الإناث المهتمة بالتزاوج بالوصول ، عندها يبدأ الذكر باستعراضه الصوتي والجسدي لإقناع الأنثي التي أعجبته.

وقد تدوم هذه المرحلة أيام عدة قبل أن تقبل الأنثي ويبدأ التزاوج فعليا وقد يعمد الذكر الي العنف أحيانا لإبعاد خصومه عن منطقته . لكن لحسن الحظ ، وعلي الرغم من كل الظروف يتم التزاوج ، ويدوم هذا الرباط مدة فصل واحد عند بعض الطيور ، لكن بعض الطيور الكبيرة ، كالبجع مثلا ، تستمر مع الشريك نفسه طوال الحياة.

ويشير العلماء الي أن %90 من الطيور المغردة أحادية الزواج، أي أنها تبقي مع شريك واحد ، لكن بعض الأنواع الأخري متعددة الزواج ، حيث يتزاوج الذكر مع اكثر من أنثي (2 أو اكثر)، أو تقوم الأنثي بالتزاوج من ذكرين أو اكثر . وتشير الأبحاث الي أن أجمل تغار يد الفجر هي الصادرة عن ذكور الطيور التي تمارس هذا النوع من الخداع . فتغريد طير الشادي "الهازج" مثلا – وهو نوع مهاجر ، فصل التزاوج عنده قصير – غير عادي ومتنوع تبعا لما يقوم به من نشاط . فحين يكون الطير وحيدا ، يبحث عن أنثي ، يغرد بشكل أغاني طويلة هادئة ليجذبها ، وما أن يؤمن قبول الأنثي بالتزاوج ، حتي يبدأ يغرد أغاني الحب والدفاع عن العش ، القصيرة المختصرة . إلا أن ، الأنواع المتعددة الازاوج منه ، وحين يرغب الذكر بجذب أنثي أخري ، يبدأ بالتحرك الي أقصي حدود منطقته ، بحيث يبتعد قدر الإمكان عن عش أنثاه الأولي . ويبدأ مرة ثانية بالتغريد المعقد الطويل . حتي تظن أي أنثي مارة بالصدفة انه مازال وحيدا وانه يملك موقعا جيدا لبناء العش .

لكن عادة ما يكون الخداع مزدوجا من الطرفين ، فحين يعود الذكر الي أنثاه الأولي ، قد يجد ذكرا آخر قد حل مكانه . وتقوم الطيور صائدة الذباب وعصافير الدوري بحركات الخداع نفسها التي ذكرناها سابقا . والعصافير الثانية ليست معروفة بتغريدها المفرح ، بل تشتهر بصوتها الرتيب الذي يشارك كورس الفجر بتأثير مميز .

قامت مجموعة من العلماء بدراسة طويلة حول مستعمرة لطيور الدوري لصالح المعهد الأميركي للمعلومات العلمية في فيلاديلفيا . وقد اكتملت الدراسات في العام 1993 ، حيث وجدوا أن هذا النوع لا يتميز بالإخلاص ، إذ لاحظوا أن الوالدين في أحد الأعشاش هما الام والابن ، وفي أحد الأعشاش الأخري ، وجدوا أن اثنين فقط من ثلاثة صغار يشبهان والدهما من ناحية تطابق بصمات الأصابع ، علي الرغم من انهم جميعا يتشاركون في الام نفسها . وقد اخذ العلماء عينة من دم عدد من ذكور الدوري الموجودة بالجوار فكشفت أن والد الصغير الثالث ، هو طير يسكن عشا قريبا .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)