آثار صلة الرحم الدنيوية و الأخروية
أ- الآثار الدنيوية لصلة الرحم:
الأثر الأول: طول العمر.
فإنه مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فينسئه الله عزّ وجلّ ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّره الله إلى ثلاثة أيام"1.
الأثر الثاني: تنمية المال.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن القوم ليكونون فجرة ولا يكونون بررة فيصلون أرحامهم فتنمي أموالهم، وتطول أعمارهم فكيف إذا كانوا أبراراً بررة"2.
الأثر الثالث: الإلتيام
حيث أن الرحم من أقوى أسباب الالتيام الطبيعي بين الأفراد، ولها حركة فعّالة في رتبة العلاج للأزمات الاجتماعية، ولذلك كان ما ينتجه المعروف بين الأرحام أقوى وأشدّ مما ينتجه ذلك بين الأجانب، وكذلك الإساءة في مورد الأقارب أشدّ أثراً منها في مورد الأجانب.
يقول أحد الشعراء:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهنَّدِ
ويظهر معنى الأثر المذكور في إعادة المياه إلى مجاريها وتأثير الرحم لأثرها الطبيعي من خلال قوله عليه السلام: "فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدنُ منه"... فإن الدنو من ذي الرحم رعاية لحكمها وتقوية لجانبها فتنتبه بسببه ويتجدد أثرها بظهور الرأفة والمودة.
الأثر الرابع: تنمية العدد.
حيث جاء عن الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام: "فرض الله صلة الأرحام منماة للعدد"3، من حيث جمع كلمتهم واجتماعهم كعائلة واحدة مترابطة متقوية ببعضها البعض في الشدائد والملمات.
الأثر الخامس: دفع البلاء.
عن الباقر عليه السلام: "صلّة الأرحام تزكّي الأعمال وتنمّي الأموال وتدفع البلوى"4.
الأثر السادس: الراحة عند الموت.
عن الهادي عليه السلام: "فيما كلّم الله تعالى به موسى عليه السلام قال موسى عليه السلام: ما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى أنسي له أجله وأهوّن عليه سكرات الموت"5.
ألا وإن هذا الموقف المخيف والذي ينتظرنا جميعاً حالة نزع الروح من الجسد لهو حقيق بأن نعدّ له هذه العدة التي وعدنا الله تعالى بها كجزاء لصلة الرحم وليس من الصواب في شيء أن يكون الواحد منّا زاهداً بهذا العطاء وعازفاً عن هذا الجزاء.
الأثر السابع: حسن الخلُق.
عن أمير المومنين عليه السلام: "صلة الأرحام تحسّن الخلُق وتسمّح الكف وتطيّب النفس"6.
الأثر الثامن: العصمة من الذنب.
حيث جاء في جملة النصوص أن صلة الرحم من العوامل المساعدة للإنسان على ترك الذنوب والابتعاد عن مظانّ السوء والفحشاء وهي تشكّل درعاً واقية بسبب الأثر المترتب عليها الحاجز عن الوقوع في الهلاك مضافاً إلى أثر الصدقة والبّر.
عن الصادق عليه السلام: "إن صلّة الرحم والبّر يهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبرّوا بإخوانكم ولو بحسن السلام وردّ الجواب"7.
ب- الآثار الأخروية لصلة الرحم:
الأثر الأول: يسر الحساب.
إن الوقوف أمام نتائج الأعمال حينما توضع في ميزانها الذي أعدّه الباري سبحانه والتعرض للسوال عن كل ما قدّمه المرء وأخّره، هما أمران غير يسيرين يحتاجان إلى إعداد وتحضير في هذا العالم ومما يدخل في هذه الدائرة صلة الرحم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "صلة الرحم تهوّن الحساب وتقي ميتة السوء"8.
الأثر الثاني: جواز الصراط.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرّ الوصول للرحم المودي للأمانة نفذ إلى الجنة وإذا مرّ الخائن للأمانة، القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفأ به الصراط إلى النار"9.
الأثر الثالث: الثواب الجزيل.
حيث جاء عنهم عليهم السلام: "إن من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مائة شهيد، وله بكل خطوة حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وكأنما عبد الله مائة سنة صابراً محتسباً"10.
وكفانا هذا الحديث بما اشتمل عليه عن غيره مراعاةً للاختصار ومعرفة منّا بباقي الآثار.
المصادر:
1- ميزان الحكمة، ح7056.
2- م.ن، ح7054.
3- م.ن، ح7047.
4- م.ن، ح7043.
5- م.ن، ح7046.
6- م.ن، ح7044.
7- م.ن، ح7045.
8- م.ن، ح7053.
9- أصول الكافي، ج2، ص155، ح11.
10- مستدرك الوسائل، 2/641، باب 10.
حبّ الله وحبّ الدنيا لا يجتمعان
عبادة المحبّين
الإخلاص ثمرة الحب