• عدد المراجعات :
  • 6948
  • 10/17/2014
  • تاريخ :

أسس العلاقات الإنسانية

أهم قواعد العلاقات الإنسانية أسس أربعة يقوم عليها بناء هذه العلاقات، وتضمن التوازن بينها، وإذا لم تتوفر هذه الأسس أو لم تتوفر إحداها، اختلت العلاقة وأصبحت شاذة وغير سوية، وهي:

1-الاحترام المتبادل:

إذ أن كل علاقة بين اثنين يجب أن تقوم على احترام كل منهما الآخر مهما كان جنسه (ذكرا أم أنثى)، أو عرقه، أو دينه أو مذهبه السياسي أو منزلته الاجتماعية أو ثقافته.

وانعدام الاحترام بين الذكر والانثى يودي إلى استبداد أحد الطرفين بالآخر، وحرمانه من أبسط حقوق التعبير. وانعدام الاحترام بين المحبين والأصدقاء يِودي إلى تقطع أواصر المحبة والصداقة، وانعدام الاحترام بين الجيران يودي إلى انقسامهم إلى شيع وطوائف والشجار الدائم بينهم، وانعدام الاحترام بين الرئيس ومرووسيه يودي إلى استبداد الإدارة أو انحلالها، وظهور أعراض النفاق والمحسوبية والرشوة بين الموظفين. وانعدام الاحترام بين الدول يودي إلى هيمنة قويها على ضعيفها بشكل من أشكال الاستعمار المباشر أو غير المباشر.

2-الثقة المتبادلة:

نحن نمنح احترامنا لكل الناس بصرف النظر عن بيئتهم أو جنسهم أو عرقهم أو دينهم أو فقرهم أو غناهم لأنهم بشر، والبشر متساوون في الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، ولكننا لا نمنح ثقتنا لكل الناس ولا نضعها في غير موضعها. ومن يستحقها يجب أن يكون خلوقا وأمينا.

والثقة المتبادلة أساس كل علاقة سوية,فمثلا ان انعدام الثقة بين الجيران يودي إلى خوفهم من بعضهم بعضا وتربص أحدهم بالآخر، وكثرة الأقاويل والشائعات بينهم، وانعدام الثقة بين الرئيس ومرووسيه في الوظيفة يودي إلى تعطيل المعاملات وانتشار الدسائس، وانعدام الثقة بين المحبين والأصدقاء يوقع القطيعة بينهم، وانعدام الثقة بين أعضاء الحزب والجمعية الواحدة، يوقع الشقاق والصدام بينهم، بحيث يتم كل يوم انتخاب رئيس جديد وسحب الثقة من آخر. وانعدام ثقة المواطنين بالدولة يودي إلى كثرة الإضرابات والشغب والفتن. وانعدام الثقة بين الدول يودي إلى سوء العلاقة بينها مما قد تنجم عنه مناوشات وحروب على الحدود.

3-التعاون:

والمقصود هو تعاون كل من الطرفين في إنجاح هذه العلاقة، بالقيام بواجبه تجاه الطرف الآخر، والتعاون بين الصديقين معناه أن يساعد كل منهما الآخر عند الحاجة، فالصداقة أخذ وعطاء، والصديق وقت الضيق. فالتعاون بين الجيران يقضي أن يتعاونوا في تنظيف الحي أو العمارة وتزيين المحيء وأن يتعاونوا في السراء والضراء، في الأعراس والوفيات والكوارث كالحرائق والزلزال، والتعاون بين الموظفين لا يجوز أن يكون إلا لمصلحة الوظيفة أو المواطن، لا التعاون على نهب المواطن ونهب أملاك الدولة. والتعاون بين الدول يقوم على أساس مصلحة الطرفين.. وهكذا.

4-العواطف المتبادلة:

كل علاقة سويّة تحدث ألفة بين الطرفين تزيد درجتها وتنقص بمقدار نوع هذه العلاقة وقوتها، فهي غرام وحب بين المحبين، ومحبة أفراد الأسرة الواحدة، ومودة بين الصديقين، وتآلف بين الجيران، وبين أبناء البلد الواحد، في الأعياد والأفراح والمصائب. وتعاطف بين الشعوب في أفراحها وفي أتراحها وكوارثها، إذ تتعاطف الشعوب كلها مع شعب أصيب بزلزال أو فيضان، وهذا التآلف العاطفي ضروري في كل علاقة عاطفية أو أسرية أو حزبية أو جمعوية أو نقابية أو وطنية. وانعدام هذا التعاطف يودي إلى فقدان أساس قوي من أسس العلاقة، مما يهددها بالفشل.

والتوازن في هذه الأسس الأربعة يختلف من علاقة إلى أخرى، فالعواطف لها المقام الأول والنصيب الأوفر في علاقة الحب، وفي علاقة الأم بابنها مثلا، ولكنها تصبح مجرد تعاطف إنساني في العلاقات المهنية والوظيفية التي ينظمها القانون لا العواطف.


الإسلام والأسرة في مجتمع متطور

التربية منهجية إسلامية أم فرضيات علمية؟

"حب المظاهر"في المجتمع..وهم أم حقيقة؟ 

الثقافة من التبجّح الى الانتاج!

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)