وما نهضتم من اجله
الوصية السياسية الالهية لقائد الثورة الاسلامية الكبير ومؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران اية الله العظمى الامام الخميني(قدس)
مرة اخري في نهاية هذه الوصيه اوصي شعب ايران الشريف :
ان حجم تحمل المشقات والالام والتضحيات ، وبذل الارواح والحرمان في العالم يتناسب مع حجم عظمة الهدف وسموه وعلو مرتبته .
وما نهضتم من اجله - ايها الشعب الشريف والمجاهد ، وانتم ماضون فيه ، وبذلتم من اجله الروح والمال وتبذلون - هو اسمى واعلى واثمن هدف وغاية عرض - او يعرض - منذ صدر العالم في الازل ، وبعد هذا العالم الى الابد . وهو مبدا الالوهية بمعناه الواسع ، وعقيدة التوحيد بابعادها السامية، التي هي اساس الخلق ، وغايته في رحيب الوجود، وفي درجات ومراتب الغيب وا لشهود .
وقد تجلّى ذلك في المدرسة المحمدية (صلي الله عليه - واله وسلم ) بتمام المعنى والدرجات والابعاد . وكانت جهود جميع الانبياء العظام - عليهم سلام الله - والاولياء المعظمين - سلام الله عليهم - تهدف الى تحقق ذلك . والاهتداء الى الكمال المطلق ، والجلال والجمال غير المتناهيين ليس ميسور الا به ..
انه هوالذي شرف الترابيين (الارضيين )على الملكوتيين وما هو اسمى .. وما يحصل للترابيين بالسير فيه لا يحصل لاي موجود في جميع ارجاء الخلق في السر والعلن .
انتم ايها الشعب المجاهد تسيرون تحت راية خفاقة في جميع انحاء العالم المادي والمعنوي - ادركتم ذلك ام لم تدركوا .
انتم تسيرون في طريق هو الطريق الوحيد لجميع الانبياء - عليهم سلام الله - والطريق الوحيد الى السعادة المطلقة .
بهذا الهدف يسعى جميع الاولياء لاحتضان الشهادة في هذا الطريق ، ويعتبرون الموت الاحمر احلى من العسل 00
وقد تجرع شبابكم جرعة منه في الجبهات باشتياق..
وقد تجلّى في الامهات والاخوات والاباء والاخوان ونحن يجب - بحق - ان نقول :يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما .
هنيئا لهم ذلك النسيم المبهج للقلب ، وتلك النفحة المثيرة للحماسة .
ويجب ان نعلم اي طرفا من هذه التجليات قد ظهر في المزارع المحرِقَة، وفي المصانع المجهِدَه والمعامل الصغيرة ، وفي مراكز الصناعة والاختراع والابداع ، ولدى اكثرية الشعب في الاسواق والمزارع والقرى ، وكل الاشخاص المتصدّين لهذه الامور الذين يؤدون خدمة من اجل الاسلام والجمهورية الاسلامية، وتقدم البلد واكتفائه.
وما دامت روح التعاون والالتزام - هذه - قائمة في المجتمع ، فان بلدنا العزيز مصون - ان شاء الله تعالى - من اذى الدهر.
وبحمد الله تعالى ، فان الحوزات العلميه والجامعات وشباب مراكز العلم والتربية الاعزاء لهم نصيبهم من هذه النفحة الالهيه الغيبية ، وهذه المراكز مئة في المئة بين ايديهم . وايدي المفسدين والمنحرفين - والامل بالله - لا تصل اليها .
26 بهمن / 361 1 / 1 جمادي الاولى / 3 . 4 1 هـ
روح اللّه الموسوي الخميني