النصوص الدالة على إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
إن الشيعة قد تواترت خلفاً عن سلف، إلى تواتر نقلهم بالباقر أنه نص على الصادق (عليه السلام) كما تواترت على أن أمير المۆمنين نص على الحسن، ونص على الحسين(عليه السلام) ، و كذلك كل إمام على الإمام الذي يليه، ثم هكذا إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان ، وكل سۆال يسأل عن هذا الدليل، فالجواب عنه مذكور في تصحيح تواتر النص من رسول الله على أمير المۆمنين (عليه السلام) ، (1).
• روى الكليني بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال: نظر أبو جعفر (ع) إلى أبي عبد الله (ع) يمشي فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل: (و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) ، (2).
• و روى بإسناده عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فأقبل جعفر، فقال أبو جعفر (عليه السلام): هذا خير البرية أو أخير ، (3).
و روى بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سئل الإمام عن القائم (عليه السلام) فضرب بيده على أبي عبد الله (ع) فقال : هذا والله قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال عَنْبَسَةُ: فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك، فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله؟ ، (4).
• روى علي بن محمد الخزاز بإسناده عن أبي همام ابن نافع، قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لأصحابه يوماً،إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي وأشار إلى ابنه جعفر ، (5).
•عيون أخبار الرضا : الطالقاني ، عن الحسين بن إسماعيل ، عن سعيد بن محمد بن نصر القطان ، عن عبيد الله بن محمد السلمي ، عن محمد بن عبد الرحيم ، عن محمد بن سعيد ابن محمد ، عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عند الوفاة ، دعا بابنه الصادق ليعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي : لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين رجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال له : يا أبا الحسين إن الأمانات ليست بالمثال ، ولا العهود بالرسوم ، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله عز وجل .
•الإرشاد : وصى إلى الصادق أبوه أبو جعفر عليه السلام وصية ظاهرة ، ونص عليه بالإمامة نصا جليا ، فروى محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد قال : لما حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا . قلت : جعلت فداك والله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا .
•اعلام الورى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير مثله .
بيان : لأدعنهم أي لأتركنهم ، والواو في " والرجل " للحال ، فلا يسأل أحدا أي من المخالفين ، أو الأعم شيئا من العلم ، أو الأعم منه ومن المال ، والحاصل أني لا أرفع يدي عن تربيتهم حتى يصيروا علماء أغنياء لا يحتاجون إلى السۆال ، أو أخرج من بينهم ، وقد صاروا كذلك .
•الإرشاد : روى أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر إلى ابنه أبي عبد الله فقال : ترى هذا ؟ هذا من الذين قال الله تعالى : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " .
•إعلام الورى : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن أبان مثله .
•الإرشاد : روى هشام بن سالم ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سئل أبو جعفر عن القائم بعده فضرب بيده على أبي عبد الله وقال : هذا والله ولدي قائم آل بيت محمد .
وروى علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر قال : كنت عنده فأقبل جعفر فقال أبو جعفر : هذا خير البرية .
•إعلام الورى : الكليني ، عن العدة ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم مثله .
الكافي : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب ، عن طاهر ، وأحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن فضيل بن عثمان ، عن طاهر مثله .
•الإرشاد : روى يونس ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال : ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال : اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه" يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة وأن يعممه بعمامته ، وأن يربع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت له : يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه ! فقال : يا بني كرهت أن تغلب ، وأن يقال : لم يوص إليه ، وأردت أن تكون لك الحجة .
•إعلام الورى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس مثله .
بيان : أي ما كان محفوظا عنده من الكتب والسلاح ، وآثار الأنبياء .
فيهم نافع أي منهم بتغليب قريش على مواليهم ، أو معهم ، وأن يحل عنه أطماره الأطمار جمع طمر بالكسر ، وهو الثوب الخلق ، والكساء البالي ، من غير صوف ، وضمائر عنه وأطماره ودفنه : إما راجعة إلى جعفر أي يحل أزرار أثوابه عند إدخال والده القبر ، فإضافة الدفن إلى الضمير إضافة إلى الفاعل ، أو ضمير دفنه راجع إلى أبي جعفر إضافة إلى المفعول .
أو الضمائر راجعة إلى أبي جعفر ، فالمراد به حل عقد الأكفان وقيل : أمره بأن لا يدفنه في ثيابه المخيطة " ما كان في هذا " ما نافية أي لم تكن لك حاجة في هذا بأن تشهد أي إلى أن تشهد ، أو استفهامية أي أي فائدة كانت في هذا ؟ أن تغلب على بناء المجهول أي في الإمامة ، فان الوصية من علاماتها أو فيما أوصى إليه مما يخالف العامة ، كتربيع القبر أو الأعم .
•الكفاية : علي بن الحسن ، عن هارون بن موسى ، عن علي بن محمد بن مخلد ، عن الحسن بن علي بن بزيع ، عن يحيى بن الحسن بن فرات ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن محمد بن مسلم قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر إذ دخل جعفر ابنه ، وعلى رأسه ذۆابة ، وفي يده عصا يلعب بها ، فأخذه الباقر وضمه إليه ضما ، ثم قال : بأبي أنت وأمي لا تلهو ولا تلعب ثم قال لي ، يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتد به ، واقتبس من علمه ، والله إنه لهو الصادق ، الذي وصفه لنا رسول الله إن شيعته منصورون في الدنيا والآخرة ، وأعداۆه ملعونون على لسان كل نبي ، فضحك جعفر واحمر وجهه ، فالتفت إلي أبو جعفر وقال لي : سله ، قلت له : يا ابن رسول الله من أين الضحك ؟ قال : يا محمد العقل من القلب والحزن من الكبد ، والنفس من الرية ، والضحك من الطحال ، فقمت وقبلت رأسه .
الهوامش
1 - إعلام الورى ص273 .
2 - أصول الكافي ج1 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) ص243 رقم 1 .
3 - المصدر ص244 رقم 4 و7. وروى الأخير مختصراً الشيخ المفيد في الإرشاد ص245 .
4 - المصدر السابق .
5 - كفاية الأثر ص254 .
كرامات الإمام الصادق ( عليه السلام )
كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) في معرفة الله
عِلم الإمام الصادق ( عليه السلام )
أمالي الإمام الصادق ( عليه السلام )