• عدد المراجعات :
  • 1242
  • 8/18/2014
  • تاريخ :

المجلسي وصفاته الاخلاقيه

بحار الانوار

كان العلامة محمد باقر المجلسي يحمل الاخلاق الاسلامية , فكل حركة من حركاته وسكنة من سكناته تدور مع سيرة المصطفى (ص ) و سيرة الائمة الطاهرين عليهم السلام، واليك نموذجا منها:

1 - ذكره للّه سبحانه :

كان العلامة محافظا على جميع اوقاته موظفا تلك الاوقات في سبيل اللّه واعلاء كلمته, وكان لسانه دائما يلهج بذكره جل وعلا.

و قد نقل عنه المحدث نعمة اللّه الجزائري, حيث قال: (رافقته سنين طويلة, وكان معي ليل نهار, -وخـلال هذه المدة الطويلة كان شديد الحذر في أعماله المباحة، فكيف يمكن ان يُتصور منه المكروه )؟ ونقل عنه العلامة مـحمد صالح الخاتون آبادي, اذ قال: (اهتم العلامة المجلسي باقامة صلاة الجماعة, وكذلك صلاة الجمعة، وأحيا ليالي شهر رمضان المبارك بالعبادة والذكر, وإلقاء المواعظ والخطب في المساجد) .

فكانت جميع أعماله خالصة لله سبحانه، كما قال الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «... وليكن في كل شيء نيّـة، حتّى النوم والأكل».

2 - أمره المعروف ونهيه عن المنكر:

انـتـشـرت في زمان العلامة آراء وأهواء الصوفية، من المعاندين واهل البدع في انحاء ايران, فلم يتحمل مشاهدة تلك الانحرافات, فاخذ يكشفها للناس عن طريق الخطب والـكـلـمـات وتأليف الكتب, التي تفضح مثل هذه الانحرافات, و توضيح النهج الصحيح للاسلام, وبحمد اللّه تمكن من القضاء على هذا التيار المنحرف المظِلّ, وعندما كان العلامة رئيسا لدار السلطنة في اصفهان ايام حكم الدولة الصفوية, انتشرت كذلك بعض المفاسد الاخلاقية, و كان على راس تلك الـمفاسد شرب الخمور, و بفضل حنكته في ادارة الامور استطاع ان يقنع السلطان حسين الصفوي باصدار امر, يقضي بمنع تعاطي الخمور ومعاقبة كل من يخالف ذلك .

و كـشـاهـد عـلـى تـقوى العلامة و نهيه عن المنكر نروي هذه القصة التي اوردها صاحب كتاب (قـصص العلماء): نقل للعلامة بان احد علماء كربلاء المقدسة يقول بطهارة الخمر, فرد العلامة على ذلـك وقـال : هـذا خطأ فان الخمر نجس, وعلى اثر ذلك سافر الى كربلاء المقدسة والتقى بذلك العالم وقال له: ساءني ماسمعته عنك بخصوص موضوع طهارة الخمر, فهذا يشجع الناس على التجرۆ على شربه استنادا على رأيكم هذا. و بـالـتـالي ستنتشر الفاحشة , و قد جئت الى هنا لكي أزور الامام الحسين عليه السلام وأجتمع بكم مع الاعتذار لكم، ثمّ أعود الى ايران .

وهذه الحادثة دليل ناصع على تواضع العلامة, ومرونته في التعامل مع الآخرين, وعدم تعصبه في امور الدين, ومحاولته منع اشاعة الفاحشة, والابتعاد عن الغيبة, ولو كلفه ذلك كثيرا من متاعب و مشاق السفر الطويل .

3 - مساعدته للفقراء والمحتاجين :

يـقال ان العلامة كان يسعى دائما لرفع احتياجات المۆمنين الفقراء, والدفاع عن حقوقهم المغتصبة مـن قبل الظالمين, ويسعى بشتى الطرق لدفع الظلم عنهم, ويـحـاول ايصال اخبار المحتاجين والفقراء الى اسماع ولاة الامر, لكي يقوموا بتحمل مسۆولياتهم تجاههم .

4 - احترامه ورعايته للعلماء:

بذل العلامة طاقاته ومساعيه كافة في سبيل الدفاع عن العلماء, وتأمين رفاههم وتحسين ظروف مـعـيـشـتـهم. وفي خلال عمره الشريف لم يتعرض العلماء او الروحانيون لأي نقص في امورهم المعيشية، وكان كل ذلك بفضل سعيه في تحقيق السعادة والراحة لهذه الشريحة الواعية, والنخبة المسۆولة عن المحافظة عن سلامة الدين, وتربية وتهذيب المسلمين

5 - مزاحه :

وقـد نـقلت عنه هذه القصة : كان العلامة يعير بعض كتبه لاصدقائه لغرض الاستفادة منها, وكان عند ارجاعها اليه بعد قراءتها يجد بين اوراقها بقايا فتات الخبز, لهذا اخذ يقول (مازحا) لكل من اراد ان يـسـتـعير كتابا: هل لديك سفرة تاكل عليها؟ اذا لم تكن لديك سفرة فانا ازودك بسفرة، حتى لا يجعل الكتاب سفرة لطعامه فيتلفه .

ومن مميزاته الاخرى : محافظته على سنن الائمه الاطهارعليهم السلام، وكذلك الجلال والوقار الذي كان يحمله .

و قـد حكى عنه احد اصدقائه بقوله : كنت اقف على باب الحجرة مذهولا, عندما اريد الدخول اليه لهيبته ووقاره.


السجايا المعنوية للعلامة المجلسي

بيت العلم والورع

المجلسي وخدماته لمذهب اهل البيت عليهم السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)