كأس الوصال
وبالقبض على عدد من المرتبطين بالسيد على أندرزگو عن طريق اللجنة المشتركة لمكافحة الشغب في طهران، فقد تم التعرف على السيد علي من جديد واستخدم السافاك تليفون أحدهم من أجل الإيقاع به. وعن طريق هذا التليفون اكتشف السافاك عنوانه في مشهد ونما إلى علمه أن السيد أندرزگو يمارس نشاطه في هذه المرة تحت اسم مستعار هو جوادي. ولم تدخر هذه اللجنة وسعاً في استخدام شتى الأساليب الممكنة والعناصر الذليلة المأجورة للتقرب من الشهيد اندرزگو والتعرف على طبيعة نشاطاته. وكانت الثورة الإسلامية تشق طريقها نحو الذروة، بينما كانت صرخات الشعب المسلم تنطلق بقيادة الإمام الخميني (ره) لتزلزل أعمدة قصور الاستبداد. ومع أن أجهزة الشاه الأمنية كانت تمر بمأزق حرج، بينما كان نطاق التظاهرات ونشر البيانات يتسع يوماً بعد آخر، إلاّ أنها لم تكف عن المراقبة الشديدة للسيد أندرزگو، وكأن دوره كان أساسياً وحيوياً في تنظيم التجمعات وتوزيع البيانات. وكان اثنان من العناصر النفوذية قد سافرا إلى لبنان من أجل التدريب. وكان خبراء السافاك يعتقدون بأنهما لو عادا إلى إيران فستسند إليهما مسۆوليات خطيرة، وعندئذ ستكون هذه العناصر النفوذية قناة جديدة للسافاك لمراقبة المجموعة. وأعد المعنيون تقريراً بهذا الشأن، ولكن الأوامر صدرت بهذه الصيغة: "كفوا عن التحقيقات واقبضوا عليه، واكتشفوا باقي العناصر عن طريقه". وكان السيد علي أندرزگو يقوم بإحياء مراسم ليلة القدر في منزل صديقه (رجب علي أفشار) ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، وكان يناجي ربه من أعماق قلبه: "اللهم اجعله قتلاً في سبيلك". وفي يوم التاسع عشر من شهر رمضان، وقبيل الإفطار، توجّه السيد علي إلى منزل الحاج أكبر، بينما كانت فرق السافاك قد كمنت له في الطريق. ولكن السيد علي لم يكن من أولئك الذين يمكن القبض عليهم وهو الذي كم قال لأصدقائه: لن يكون بوسع السافاك القبض عليّ حياً! وبحركة منه تأهّب رجال السافاك لإطلاق النار، ثم ما لبثت مئات الرصاصات أن أطلقت عليه تعبيراً عن مدى ما يكنّوه له من حقد وغضب شديد. واستقر عدد كبير من الرصاص في جسده حتى يلقى ربه صائماً محتسباً ويشرب كأس الوصال الأوفى من يد ساقي الكوثر (عليّ) عليه السلام. وفي آخر اتصال بالهاتف، تحدثت ابنة الحاج أكبر الصالحي مع والدها في دكانه وهي تقول:
"والدي، لقد سمعنا صوت إطلاق النيران بالقرب من المنزل، وسقط أحد الأشخاص قتيلاً، ولم يصل السيد جوادي إلى المنزل حتى الآن".
ما بعد الشهادة
وبدأت حملات الاعتقال المسعورة، وألقي القبض على من تم التعرف عليهم ممن لهم أدنى ارتباط بالسيد علي أندرزگو في طهران ومشهد، واستمرت التحقيقات حيث انهم لم يشفوا غليلهم حتى بعد استشهاده، فداهموا منزله في مشهد المقدسة واستولوا على متاعه مرة أخرى، وأخذوا زوجته وأطفاله إلى طهران تحت رقابة مشددة. ويقول أبناۆه الصغار إنهم لم يتورعوا عن إهانتهم وتعذيبهم وإن لجنة "إفين" قد استجوبت زوجة الشهيد عدة مرات مع ما رافق ذلك من أنواع المضايقات والأذى.
بعد الثورة
وبعد انتصار الثورة الإسلامية بخمسة عشر يوماً تم استدعاء زوجة وأبناء الشهيد حجة الإسلام السيد علي أندرزگو إلى طهران مرة أخرى، ولكن بواسطة إمام المسلمين في هذه المرة. فاستقبلهم الإمام في منزله بحفاوة بالغة وأسبغ عليهم من عطفه العميق حتى يمسح عن وجوههم المتعبة غبار الغربة والألم الذي خيّم على حياتهم في الأعوام السالفة وليمسّد جروحهم ببلسم الصبر والاستقامة.
الشهيد اندرز گو في ظل الظروف القاسية
الشهيد اندرز گو واراتداء الملابس الدينية
إجراءات السافاك للقبض على الشهيد أندرزگو