إجراءات السافاك للقبض على الشهيد أندرزگو
بدء حملة الاعتقالات الواسعة
عن طريق والد ووالدة الشهيد بخارائي تم التعرف على أصدقائه المقربين، ثم اعتقل الشهيدان نيك نژاد وصفار هرندي. وأثناء الاستجواب وتحت أبشع الوان التعذيب أزيح النقاب عن اسم الشهيد الحاج صادق أماني والشهيد السيد علي أندرزگو. فأصدر الشاه شخصياً أوامره بالقبض عليهما، واستمرت التحقيقات بلا هوادة. وبعد ذلك تم تسليم أصدقاء السيد علي وزملائه في الجهاد إلى محكمة عسكرية جائرة، فحكمت على الحاج صادق أماني ومحمد بخارائي ومرتضى نيك نژاد ورضا صفار الهرندي بالإعدام، ثم حكمت على البعض بالسجن المۆبد وعلى البعض الآخر بالسجن الطويل الأمد وعلى بعضهم أيضاً بالسجن القصير الأمد، وحكمت غيابياً بالاعدام على السيد علي أندرزگو. وفي يوم بطول يوم عاشوراء اقتيد زملاء السيد علي إلى المشنقة في كربلاء الإيرانية ليلتقوا بالمعبود وقد تزيّنوا بوشاح الشهادة.
إجراءات السافاك والشرطة للقبض على السيد علي أندرزگو
وأصدر الشاه أوامره المباشرة إلى قوات السافاك والشرطة بالنزول إلى الساحة بكافة ما لديهم من إمكانيات وأن يستخدموا كل ما عندهم من حيل فربما كان الحظ حليفهم. وبالطبع فقد ذهبوا أوّلاً إلى عائلة السيد اندرزگو، فاعتقلوا والده وإخوته وزوجته ووالد زوجته علّهم يتوصلون إلى طرف خيط للقبض على السيد علي. كما حصلوا على صورته من أحد مراكز ثبت الأحوال المدنية ومن شقيقه فاستنسخوها ووزعوها على كافة أفراد السافاك والشرطة والجمارك والحدود، ثم أرسلوا شقيقه السيد حسين مع أحد رجال الأمن إلى مشهد بحثاً عن السيد علي الذي كان قد قال عند الوداع بأنه متوجه إلى مشهد واستمر البحث لمدة أسبوع كامل، كما أرسلوا شقيقه الآخر السيد محمد مع رجل آخر من رجال الأمن إلى إصفهان حيث كان يسكن أحد أزواج خالاته.
وكانت إجراءات البحث في هذه المرحلة من الشدة بحيث كانت تصل التقارير المتعددة خلال يوم واحد إلى مسۆولي الأمن والشرطة أملاً في العثور على أثر السيد أندرزگو ليشفوا غليلهم بالعثور عليه واعتقاله. ومع ذلك فقد عادوا خالين الوفاض من أنواع الرقابة المشددة على منزل الوالد والشقيق ووالد الزوجة والخال فضلاً عن تفتيش منازل العديد من الأهل والأقارب وأخذ العهود الغليظة منهم {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}. وفي تلك الأثناء تم القبض على بعض الأشخاص الشديدي الشبه بالسيد علي وأخضعوا لسلسلة من الاستجوابات، ومن هۆلاء محمد رضا شريفي ومحمد رضا قرباني. والطريف في هذا الأمر أن سبب اعتقال محمد رضا شريفي كان الجلوس بجانب محل للنجارة في مدينة گلپايگان! وتواصلت الاجراءات، واستمر إرسال الصور إلى المعنيين من عناصر الأمن والشرطة، ولكن كل جهود قوات السافاك والشرطة ذهبت سدى غافلين عن أن طائر الحب يحلق خارج القفص. فبعدما لاحظ السيد علي بأن دائرة الحصار تضيق وتشتد وأن كل رفاقه وقعوا في قبضة النظام الملكي الطاغي، فإنه أعمل ذكاءه المفرط في رسم خطة للهرب بعد تلك المدة التي عاشها في الخفاء، فودع أرض الوطن وسافر إلى العراق. ولكن لأنه كان قد عقد العزم على مجابهة أزلام الطاغوت حتى الرمق الأخير فإنه ما لبث أن عاد إلى إيران بعد بضعة أشهر.
وفي شهر تير عام 1346هــ ش قام أحد عناصر السافاك من المنافقين المندسّين بين صفوف المجاهدين والذي كان عاملاً من عوامل القبض على الكثير من المجاهدين بتقديم تقرير يفيد بأن السيد علي اندرزگو قد عاد توّاً من العراق إلى إيران حاملاً مسودة لبيان الإمام الخميني (ره) حول أحداث الشرق الأوسط، وأنه قد شوهد في شارع "غياثي" في طهران. وما لبثت قوات الأمن أن داهمت منازل شقيق السيد علي وخاله الواقعة في تلك المنطقة وفرضت عليها الرقابة المشددة لدرجة التدقق في أرقام الدراجات والدراجات البخارية التي يستخدمها سكان المنطقة. غير أن كل ذلك لم يجدهم نفعاً وغرقوا في دوامة من اليأس والفشل.
دور الشهيد اندرزگو في الإعدام الثوري لحسن علي منصور
اسلوب الشهيد اندرزگو في الجهاد و النضال
كأس الوصال