• عدد المراجعات :
  • 1916
  • 2/28/2004
  • تاريخ :

جزاء قاتلي الإمام الحسين ( عليه السلام )

جزاء قاتلي الإمام الحسين ( عليه السلام )

حُكِيَ عن السدِّي قال : " أضافني رجل في ليلة كنت أحبُّ الجليس ، فرحَّبت به و أكرمته ، و جلسنا نتسامر وإذا به ينطلق بالكلام كالسيل إذا قصد الحضيض . فطرقت له فانتهى في سمره إلى طفِّ كربلاء ، و كان قريب العهد من قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فتأوَّهتُ و تزفَّرتُ ، فقال : مَا لَكَ ؟

قال السدِّي : ذكرت مصاباً يهون عنده كل مصابٍ .

قال الرجل : أما كنتَ حاضراً يوم الطفِّ ؟

قال السدِّي : لا والحمد لله .

قال الرجل : أراك تَحمُد ، على أيِّ شيء ؟!!

قال السدِّي : على الخلاص من دم الحسين ( عليه السلام ) ، لأنَّ

جدَّه ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إن مَن طُولِبَ بدم ولدي الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان ) .

قال الرجل : هكذا قال جدّه ( صلى الله عليه وآله ) ؟

قال السدِّي : نعم ، و قال ( صلى الله عليه وآله ) : (

ولدي الحسين يقتل ظلماً و عدواناً ، أَلا و من قتله يدخل في تابوت من نار ، و يعذَّب بعذاب نصفِ أهل النار ، هو و من شايع و بايع أو رضي بذلك ، كُلَّما نضجت جلودهم بُدِّلوا بجلود غيرها ليذوقوا العذاب ، فالويل لهم من عذاب جهنَّم ) .

قال الرجل : لا تصدِّق هذا الكلام يا أخي ؟

قال السدِّي : كيف هذا وقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا كَذِبتُ وَلا كُذِّبتُ ) .

قال الرجل : ترى قالوا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( قاتل ولدي الحسين لا يطول عمره ، و ها أنا و حقك قد تجاوزت التسعين مع أنك ما تعرفني ) .

قال السدي : لا والله .

قال الرجل : أنا الأخنس بن زيد .

قال السدِّي : و ما صنعتَ يومَ الطف ؟

قال الأخنس : أنا الذي أُمِّرتُ على الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطئِ جسم الحسين بسنابك الخيل ، و هشمت أضلاعه ، و جررت نطعا من تحت علي بن الحسين و هو عليل حتى كببتُه على وجهه ، و خرمت اُذنَي صفـيَّة بنت الحسين ، لقرطين كانا في أذنيها .

قال السدِّي : فبكى قلبي هجوعاً ، و عيناي دموعاً ، و خرجت أُعالج على إهلاكه ، و إذا بالسراج قد ضعفت ، فقمت أزهرها .

فقال : إجلس ، و هو يحكي متعجباً من نفسه و سلامته ، و مدَّ إصبعه ليزهرها فاشتعلت به ، فَفَرَكَهَا في التراب فلم تنطفِ .

فصاح بي : أدركني يا أخي فكببتُ الشربة عليها ، و أنا غير محبٍّ لذلك ، فلما شمَّت النار رائحة الماء ازدادت قوَّة ، و صاح بي ما هذه النار و ما يطفئها ؟!! .

قلت : ألقِ نفسك في النهر ، فرمى بنفسه ، فكلَّما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه كالخشبة البالية في الريح البارح ، هذا وأنا أنظره . فَوَالله الذي لا إله إلا هو ، لم تُطفَأ حتى صار فحماً ، وسار على وجه الماء !!

و قصة اخرى :

روي عن عبد الله بن رباح القاضي أنه قال ،لقيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) . فَسُئِلَ عن بصره ، فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أطعن برمح ، و لم أضرب بسيف و لم أرمِ بسهم . فلما قُتل ( عليه السلام ) رجعت إلى منزلي و صلَّيت العشاء الآخرة و نمتُ . فأتاني آتٍ في منامي فقال : أجب رسول الله !!

فقلت : مَا لِي وَلَهُ ؟

فأخذ بتلبيبي و جَرَّني إليه ، فإذا النبي ( صلى الله عليه وآله ) جالس في صحراء ، حاسرٌ عن ذارعيه ، آخذ بحربة ، و ملك قائم بين يديه ، و في يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة . فكلَّما ضرب ضربة التهبَتْ أنفسهم ناراً !! ، فدنوت منه و جثوت بين يديه ، و قلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يردَّ ( صلى الله عليه وآله ) عَلَيَّ . و مكث طويلاً ، ثم رفع رأسه و قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا عدوَّ الله ، إنتكهت حرمتي ، و قتلت عترتي ، و لم ترعَ حقِّي ، و فعلت و فعلت ) .

فقلتُ : يا رسول الله ، ما ضربتُ بسيفٍ ، ولا طعنتُ برمحٍ ، و لا رميتُ بسهمٍ .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( صدقتَ ، ولكنك كثـَّرت السواد ، أُدنُ مِنِّي ) . فدنوتُ منه ، فإذا بطشتٍ مملوءٍ دماً .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) لي : ( هذا دم ولدي الحسين ، فَكَحَّلَنِي من ذلك الدم ، فاحترقت عيناي ، فانتبهت لا أبصر شيئاً ) .

و قصة اخرى :

رُؤِيَ رجلٌ بلا يدين و لا رجلين ، و هو أعمى يقول ، ربِّي نجِّتي من النار .

فقيل له : لم يبقَ عليك عقوبة ، و أنت تسأل النجاة من النار ؟!

قال : إني كنت فيمن قاتل الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ، فلما رأيت عليه سراويل و تكَّة حسنة ، فأردت أن أنتزع التكَّة ، فرفع يده اليمنى و وضعها على التكَّة ، فلم أقدر على رفعها ، فقطعت يمينه ( عليه السلام ) . ثم أردت أنتزاع التكَّة فرفع شماله و وضعها على التكّة ، فلم أقدر رفعها فقطعت شماله  . ثم هَمَمْتُ بنزع السراويل ، فسمعت زلزلة فخفت و تركتُه ، فألقى الله عليَّ النوم فنمتُ بين القتلى .

فرأيت كأنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أقبل ، و معه

علي و فاطمة و الحسن ( عليهم السلام ) ، فأخذوا رأس الحسين ( عليه السلام ) ، فقبلته فاطمة ( عليها السلام ) و قالت : (يابني قتلوك !! قتلهم الله ) .

و كأنَّه ( عليه السلام ) يقول : ( ذَبَحَنِي شمرٌ ، و قطع يدي هذا النائم ، و أشار إليَّ ) ،

فقالت لي فاطمة ( عليها السلام ) : ( قَطعَ الله يديكَ و رجليكَ ، و أعمى بصرك و أدخلك النار ) .

فانتبهت و أنا لا أبصر شيئاً ، ثمَّ سقطت يداي و رجلاي ، فلم يبقَ من دعائها إلا النار .

ألا لعنة الله على الظالمين ، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)