إمامة الإمام الحسين ( عليه السلام )
صَرَّح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالنص على إمامة الإمام الحسين و إمامة أخيه الحسن ( عليهما السلام ) من قَبله ، بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اِبناي هَذَان إمَامان قامَا أو قَعدا ) .
و دلَّت وصيَّة الحسن ( عليه السلام ) إليه على إمامته ، كما دلَّت وصية الإمام علي ( عليه السلام ) على إمامته ، بحسب ما دلَّت وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على إمامته من بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
فكانَت إمامة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد وفاة أخيه ثابتة ، و طاعته - لجميع الخَلق - لازِمَة ، و إنْ لم يَدعُ ( عليه السلام ) إلى نفسه للتقيَّة التي كان عليها ، و الهُدْنة الحاصلة بينه و بين معاوية بن أبي سفيان ، فالتزم الوفاء بها . فلمَّا مات معاوية ، و انقضَتْ مُدَّة الهُدْنة التي كانت تمنع الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الدعوة إلى نفسه . و عَلم الإمام الحسين ( عليه السلام ) بما بعثه يزيد إلى واليه في المدينة الوليد بن عتبة ، من أخذ البيعة من أهل المدينة له ، وقد أرفَقَ كتابه بصحيفة صغيرة فيها : " خُذ الحسين ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و عبد الله بن الزبير ، بالبيعة ، أخذاً شديداً ، و من أبَى فاضرب عنقه ، و أبعث إليَّ برأسه " .
فعندها أظهر ( عليه السلام ) أمره بحسب الإمكان ، و أبَانَ عن حقِّه للجاهلين به حالاً بحالٍ . إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار ، فدعا الإمام ( عليه السلام ) إلى الجهاد ، و شمَّر للقتال ، و توجَّه بوُلدِه وأهل بيته من حَرم الله و رسوله نحو العراق ، للاستنصار بِمَن دعاه من شيعته على الأعداء .