المشورة و التعاون مع الأهل
إنّ من أحسن الصفات الإنسانيّة وأعلى مراتب الكمالات الأخلاقية في الإنسان هو الإهتمام بأمر الشور والإستشارة وضمّ آراء الآخرين إلى رأيه والعمل بأحسنه وأفضله
إنّ من أحسن الصفات الإنسانيّة وأعلى مراتب الكمالات الأخلاقية في الإنسان هو الإهتمام بأمر الشور والإستشارة وضمّ آراء الآخرين إلى رأيه والعمل بأحسنه وأفضله ، كما بيّنا ذلك في فضل الإستشارة قبل الزّواج ، وما ورد من إهتمام النبي صلىاللهعليهوآله والعترة عليهمالسلام بهذا الأمر .
وأما المشورة بالنّسبة إلى الزّوجين فيما بعد الزّواج وفي نطاق الحياة الزوجيّة فأيضاً أمر مشروع وممدوح وقد مدح الله المۆمنين في كتابه العزيز ، بتمشية أمورهم عن طريق الشورى بينهم ، فقال في كتابه : وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ.
قال الفيض الكاشاني في ذيل هذه الآية الشريفة : ولا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تيقّظهم في الأمور.
ثم إنّه جل وعلا طلب من نبيّه بالشور مع أصحابه بقوله : وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ. فقال الطّبرسي في ذيل هذه الآية : وفي هذه الآية ترغيب للمۆمنين في العفو عن المسىء وحثّهم على الإستغفار لمن يذنب منهم وعلى مشاورة بعضهم بعضاً فيما يعرض لهم من الأمور.
وأما التعاون مع الأهل في المنزل فأمر مهم جداً لأنّه يسبب الألفة والمحبة الشديدة بينهما. فكان النبي صلىاللهعليهوآله على ما نقل عن الصادق عليهالسلام : أنه كان يحلب عنز أهله.
وجاء في أخلاق النبي : أنه كان يخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن.
وفيه أيضاً : وكان صلىاللهعليهوآله يصنع في بيته مع أهله في حاجتهم .
وكان أميرالمۆمنين عليهالسلام يحطب ( يحتطب ) ويستقي ويكنس وكانت فاطمة عليهاالسلام تطحن وتعجن وتخبز.
وصايا النبي صلىاللهعليهوآله لأميرالمۆمنين عليهالسلام
وعن الصادق عليهالسلام عن علي قال : دخل علينا رسول الله عليهالسلام وفاطمة جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس.
قال عليهالسلام : قال صلىاللهعليهوآله : يا أبالحسن.
قلت : لبيك يا رسول الله.
قال : اسمع منّي وما أقول إلاّ من أمر ربي : ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الصابرين : داود النبي ويعقوب وعيسى.
يا علي ، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف كتب الله اسمه في ديوان الشهداء وكتب له بكلّ يوم وليلة ثواب ألف شهيد وكتب له بكلّ قدم ثواب حجّة وعمرة ، وأعطاه الله بكلّ عرق في جسده مدينة في الجنة.
يا علي ، ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة وألف حجّه وعمرة وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جائع يشبعهم وألف عارٍ يكسوهم وألف فرس يوجهه في سبيل الله وخير له من ألف دينار يتصدّق بها على المساكين وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومن ألف أسير أسّر فأعتقهم وخير له من ألف بدنه يعطي للمساكين ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة.
يا علي ، من لم يأنف من خدمة فهو كفّارة للكبائر ويطفىء غضب الرّب ومهور حور العين وتزيد في الحسنات.
يا علي ، لا يخدم العيال إلاّ صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة.
فعلى الزّوج أن يتأسّى بالنبي صلىاللهعليهوآله والإمام أمير المۆمنين عليهالسلام في التعاون مع الأهل في داخل المنزل كما على الزّوجة التأسي بالزهراء عليهاالسلام في خدمة الزّوج.
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
التربية منهجية إسلامية أم فرضيات علمية؟
تغلب التربية على الوراثة
تربية الجسم في الإسلام
التربيه وظهور الاستعدادات الكامنة