منطقة طلاب في مشهد
الناس في منطقة طلاب يقولون: “سواء أكنت من أسوء الناس أو من أفضلهم, إذا كنت من منطقة طلاب فسوف تصبح مشهوراً“. “طلاب” هي كلمة عربية وتعني التلاميذ, طلاب هي واحدة من أقدم وأشهر المناطق في مدينة مشهد والتي يُعتقد أن آية الله الحاج ميرزا حسين فقيه السبزواري كان قد أسسها لأجل طلاب الدراسات الدينية الذين كانوا يقيمون في المدينة. على أي حال فبعد ذلك وفي أوقاتٍ لاحقة بدأ العديد من الناس العاديين بالمجئ والعيش هنا.
الكثير من الناس الذين يعيشون في منطقة طلاب هم من متوسطي الدخل, هم يعملون بجد ويكسبون لقمة عيشهم بصعوبة ولذلك فليس لديهم ذلك النمط الفاخر من الحياة. على أي حال ومع ذلك فإن الكثير من المسۆولين الإيرانيين والعلماء والمشاهير يرجعون من هذه المنطقة. كما أن هذه المنطقة كانت أكثر مناطق مشهد التي قدمت شهداءً خلال الحرب العراقية الإيرانية. يقول أحد نقاد الفيلم والسينما والذي كان يسكن قديماً في منطقة طلاب: “طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية وفي كل يوم إثنين وخميس كانت تقام جنازات ومراسم تدفين للشهداء, وفي كل واحد منها كان نصيب منطقة طلاب من الشهداء وكحد أقل من شهيد إلى شهيدين إثنين, وكأن منطقة طلاب لوحدها تكفي للوقوف بوجه أي جيش في العالم“.
في بعض أجزاء منطقة طلاب يُشاهد الكثير من معابد النار الآجرية الرائعة للغاية, إلا أنه وبسبب التطور العمراني فإن الكثير منها قد تمت إزالته.
دعونا لا ننسى ذكر الآماكن الأُخرى المشهورة في منطقة طلاب والذي لا يجب علينا إغفالها كـ “بوظة دقت طلاب“. فمنذ حوالي 70 سنة قام شاب بإختراع وصفة سرية لصناعة البوظة وأصبح يصنع البوظة وفقاً لتلك الوصفة ويبيعها للناس, كان إسم ذلك الشاب “أصغر” ومنذ ذلك الحين أصبحوا بمناداته “أصغر بستني” بمعنى أصغر بوظة. أقام الحاج على أصغر غفوري مقدم في منطقة أرك (ارگ), ولكنه كان دائماً يقوم بإحضار عربة بيع البوظة خاصته إلى منطقة طلاب حيث كان يقوم ببيع البوظة هناك. يقول البعض أنه لم يقم بكشف وصفته السرية حتى لأبناءه الذين يتابعون عمل والدهم. ولكن أحد أولاده وفي إحدى المقابلات أوضح أنه ما من هناك أي وصفة سرية غير الصداقة والصدق مع الزبائن وإستخدام المواد الأولية الطازجة.
محافظة مازندران في سطور
مازندران.. عناق بين الخضرة والبحر
مناظر خلابة من الطبيعة في شمال ايران