شجاعة الشهيد محمد بروجردي
الثقة بالنفس والشجاعة:
تقع في "جوانرود" منطقة تسمّى "زلان"، تمتدّ على مساحة ثلاثين كيلومترًا. كانت هذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة قوات أعداء الثورة، وكانت عمدة هذه القوّات تتشكل من أفرادٍ على خلاف مع أبناء المنطقة. وقد أمدّهم العراق بالسلاح لمحاربة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة.
في إحدى المرّات، بعث أحدهم برسالة مفادها أنّهم حاضرون لينضمّوا إلى منظمّة "الفدائيون المسلمون"، شرط أن يحضر أحد المسۆولين للتفاوض معهم. وصلت الرسالة إلى "محمّد"، فطوى بمنتهى العزّة 30 كلم برفقة عدد من الإخوة. ذهب إلى قلب قرية تعجّ بقوّات معادية للثورة، وهو لا يحمل سوى مسدّس واحد. أدهشهم صدقه وتواضعه. كيف لا وهم يحملون نظرة مناقضة عن حرّاس الإسلام وقادتهم؟ أشعرهم موقفه بالخجل، فوضعوا أسلحتهم أرضًا واستسلموا، والتحق أكثرهم بمنظمة "الفدائيّون المسلمون الأكراد".
في أحد المواقع المحيطة بـ"أرومية"3، وَصَلَ فجأة، خبر أنّ طائرة هليكوبتر تقلّ الأخ "بروجردي" واثنين من رفاقه، توشك على السقوط. تحرّك الشباب لأجل تقديم المساعدة لهم، وحينما وصلوا إلى مكان الحادث، ذُهِل الجميع لِما رأوه! كانت الهليكوبتر محطّمة، لكنّ ربّانها وبقية الركّاب أحياء. ورغم أنّ قدم "محمّد" اليمنى العالقة تحت قسم من هيكل الطائرة، قد كُسرت وسُحقت لم يبد عليه الانزعاج حتّى بتقطيب حاجبيه. حينها، أسرع عددٌ من أهالي إحدى القرى المجاورة نحوه لاهثين، بعدما رأوا من مسافة بعيدة الطائرة تسقط، وباشر الجميع بتقديم المساعدة. من بين الأخوة الحرس، كان هناك أخ يجهد بقوّة ليسحب قدم محمّد المجروحة، من تحت هيكل طائرة الهليكوبتر، بمساعدة الأهالي الذين هبّوا بكلّ إخلاص لإنقاذ محمّد. توجّه هذا الأخ إلى الناس وقال لهم بمحبّة ولكن بصوت عال: "انتبهوا..اسحبوه بهدوء..". وعلى الرغم من أنّ صراخه لم يطغ على العطف الذي بدا منه تجاه الأهالي، فإنّ "محمّداً"- الذي كان في حالة لا يحسد عليها من الألم- توجّه إليه قائلًا: "لمَ لا تتصرّف مع الناس بأخلاق إسلاميّة؟!".
مسيح كردستان