مسيح كردستان
الشهيد محمد بروجردي
بالتزامن مع اندلاع الحرب المفروضة، قرّرالذهاب إلى مدينة "سَرْبُل ذهاب". وبعد مواجهة شديدة، نجت المدينة من سقوطٍ حتميٍّ، بفضل حُسن قيادة "محمّداً" وجهود الإخوة وتضحياتهم. أصيب "محمّد" خلال تلك العمليّات في يده وأمضى فترة في المستشفى.
منذ الأيّام الأولى لحضور "محمّد" في الجبهة الغربية للبلاد، جُذب إليه الإخوة المجاهدين كالمغناطيس. ولم تمضِ مدّة، حتّى أوكلوا إليه قيادة العمليّات على تلك الجبهة، والتخطيط لعدد كبير منها. وعكف بمساعدة جميع رفاق سلاحه، من أمثال "كاظمي"، "كنجى زاده"، "سعيد كولاب"، وغيرهم... على تطهير منطقة كردستان، وتحريرها ببسالة من يد أعداء الثورة، محقّقًا انتصارات باهرة.
في إثر هذه الأحداث، سارع "محمّد" إلى عرض خطّة تشكيل منظّمةِ "الفدائيون الأكراد المسلمون"، على المجلس الأعلى لحرس الثورة، بهدف توحيد المسلمين الأكراد المهجّرين وتنظيم صفوفهم في مواجهة أعداء الثورة، المرتبطين بالاستكبار. وقد أُقرّت هذه الخطّة بجهود ومعاونة اثنين من أعضاء مجلس الثورة: الشهيد المظلوم آية الله بهشتي، وحجّة الإسلام والمسلمين الشيخ رفسنجاني، وأوكلت مسۆولية تشكيلها إلى محمّد. وبتشكيل هذه المنظّمة، تمّ القضاء على دعايات الاستكبار العالميّ المخادعة، واستطاع "محمّد" بواسطتها القضاء على مخطّط إيجاد إسرائيل ثانية في كردستان.
كان "محمّد" يتفقّد أحوال جميع الجبهات، ويستمع إلى كلام المجاهدين ومطالبهم، ويسعى شخصيًّا في حلّ مشكلاتهم. كانت جميع حركاته وسكناته مثالًا يُحتذى، لجميع أصدقائه ورفاقه.
بعد أن قُسّمت قوّات حرس الثورة على المناطق، تولّى "محمّد" قيادة المنطقة السابعة، التي كانت تشمل محافظات "همدان" و"باختران" و"كردستان" و"إيلام". وعلى الفور، طرح تأسيس مقرّ للقيادة عُرف بمقرّ "حمزة سيّد الشهداء".
كان المسۆولون يريدون منه أن يتولّى قيادة هذا المقرّ، لكنّه لم يقبل. وفي النهاية، وبعد إصرار شديد من قادة آخرين، قبل منصب نائب قائد المقرّ، ليبدأ بإنزال ضرباته الصاعقة بأعداء الثورة من ذلك الخندق المقدّس.
ومن إبداعاته الأخرى، كان تأسيس لواء "الشهداء الخاصّ"، والذي لقي ترحيبًا حارًّا من المجاهدين، وحقّق نجاحات باهرة.
كان لأحد قادة الحرس - واسمه "ناصر كاظمي"، والذي كان رفيق جهاد محمّد وعاشقًا له - دورٌ في عمليّات تطهير الطريق العام "بانه - سردشت". كانت هذه العمليّات على قدر كبير من الأهميّة، وقد تشاركا في حمل أعبائها الثقيلة.
عند بدء التقدّم، قال عددٌ من المجاهدين للأخ كاظمي: "قل للأخ بروجردي نقلًا عنّا، أن لا يتحرّك أمام الإخوة إلى هذا الحدّ، فمن الممكن أن يتعرّض للأذى". لكنّ "محمّدا" قال بوجه متوهّج ومتورّد: "إن كان هناك من ولاية، فأنا من له عليكم ولاية. فلا تتعدّوا حدودكم إلى هذا الحدّ!"
استشهد العديد من القادة من رفاق "محمّد" خلال تطهير الطرقات والمحاور، ومواقع أخرى لأعداء الثورة. وفي إثر شهادتهم، تولّى "محمّد" فورًا قيادة عمليّات التطهير، في محورٍ صعب العبور, هو محور "بيرانشهر- سردشت"، وقاتل خلال هذه العمليّات لحظة بلحظة إلى جوار المجاهدين.