• عدد المراجعات :
  • 3144
  • 1/20/2014
  • تاريخ :

الاتجاهات الحديثة في تقسير القران - التفسير العلمي

قرآن

يعتمد هذا اللون من التفسير على تحكيم الفرضيات والنظريات والقوانين العلمية في معاني آيات الكتاب الكريم ، وبذل محاولات تأويلية تتجاوز المدلول الظاهر للآية أحياناً ، بُغْيَةَ القول بتطابق مدلولها مع معطيات العلم الحديث .

وترتد هذه النزعة إلى عدّة قرون تسبق العصر الحديث ، كما نلاحظ لدى الغزالي في ( جواهر القرآن )(1) ، والفخر الرازي في ( التفسير الكبير )(2) ، والزركشي في ( البرهان في علوم القرآن )(3) ، والسيوطي في ( الإتقان في علوم القرآن )(4) ، وغيرهم .

لكنّ تَعَرُّف المسلمين على مكاسب العلوم الحديثة ومنجزاتها الواسعة أوجد أرضية جديدة للتفسير العلمي ، فعمد بعض المفسّرين إلى اقتباس معطيات العلم وتطبيقها على النص القرآني ، وكانت أقدم محاولة في هذا المضمار في العصر الحديث لمحمّد بن أحمد الإسكندراني الطبيب من أهل القرن الثالث عشر الهجري ، ومۆلّف كتاب ( كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلّق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية ) المطبوع في القاهرة سنة 1297ه .

ثمّ ظهرت الكثير من المۆلّفات بمرور الزمن في التفسير العلمي ، غير أنّ أشهر هذه المۆلّفات وأوسعها ، هو : ( الجواهر في تفسير القرآن الكريم ) للشيخ طنطاوي جوهري ، الذي مزج فيه ـ كما يقول ـ الآيات القرآنية بالعجائب الكونية والبدائع الأرضية ، وجعل آيات الوحي مطابقة لعجائب الصنع ، وكان يرمى إلى أنْ يكون كتابه هذا ( داعياً حثيثاً إلى درس العوالم العلوية والسفلية ، وليقومنّ من هذه الاُمّة مَنْ يفوقون الفرنجة ، في الزراعة ، والطب ، والمعادن ، والحساب ، والهندسة ، والفلك ، وغيرها من العلوم والصناعات )(5) .

وبالرغم من أنّ تفسير طنطاوي جوهري اشتمل على مباحث وإشارات عديدة تعالج مشكلات التخلّف ، وتدعو إلى مقاومة الاستعمار ، والثورة ضدّ الاحتلال ، ومناهضة الاستبداد ، إلاّ أنّ النزعة العلمية طَغَتْ على هذا التفسير ، فاستغرق صاحبه في اقتباس الفرضيات والحقائق العلمية ، وتطبيقها على الآيات القرآنية ، بمناسبة أو غير مناسبة ، ممّا أثار حفيظة الكثير من الدارسين ، الذين رأوا في طريقة طنطاوي جوهري إسرافاً ومبالغة مفرطة في مزج فروض العلم واحتمالاته وقوانينه بمعاني القرآن ، فظهر تيّار يعارض هذا الاُسلوب في التفسير ، ويحذّر بشدّة من التفسير العلمي للقرآن .

غير أنّ الكثير من المفسّرين في العصر الحديث أفاد من نتائج الاكتشافات العلمية ، ففسّروا بعض الآيات التي تتحدّث عن الظواهر الطبيعية على ضوء هذه الاكتشافات ، وصدرت مجموعة دراسات تعالج قضية الإعجاز العلمي وتسعى للاستعانة بشيء من معطيات العلوم الحديثة في البرهان على إعجاز القرآن .

 

المصادر:

(1) أبو حامد الغزالي : جواهر القرآن : ص30 .

(2) الفخر الرازي : التفسير الكبير : (سورة الأعراف : الآية 54 ) ومواضع أخرى .

(3) بدر الدين الزركشي : البرهان في علوم القرآن : ج2 ، ص154 ـ 155 ، 181 .

(4) جلال الدين السيوطي : الإتقان في علوم القرآن : ج2: ص125 ـ 129 .

(5) طنطاوي جوهري : الجواهر في تفسير القرآن : ج1: ص2 ـ 3 .

اعداد: سيد مرتضى محمدي

 


شرائط التأويل الصحيح

معاني التاويل

الفرق بين التفسير والتاويل

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)