المستبصرة ام عبدالرحمن الجزائرية
مشيئة الله سبحانه وتعالى اذا ارادت أن تنير قلوب البعض ويكون فيها شعلة الايمان وتكون الرحلة الروحية نحو العترة الطاهرة فعندها يكون الاستبصار للاخوة والاخوات بعد ما عرفوا أن الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه كيف ما دار. ومن هذه الكوكبة المشرقة الاخت المۆمنة ام عبدالرحمن الجزائرية...
حوار مع ام عبدالرحمن الجزائرية:
أهلا وسهلا بكم حضرة الاخت وأسعد الله أيامكم.. لو نعرف ولو بشكل بسيط عن سيرتكم الذاتية؟ وما هو تحصيلكم؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. اللهم صل على محمد وآل محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، لقد عرّفتموني بأم عبدالرحمن وأنا من الجزائر ولدي بكالوريوس التعليم الثانوي في مادة الكيمياء من المعهد العالي للاساتذه، وقمت بالتدريس لمادتي الفيزيا والكيمياء لمدة تسع سنوات والان بحمدالله أشرف على الادارة الداخلية لمعهد السيدة خديجة عليها السلام للعلوم الاسلامية في قم المقدسة منذ خمس سنوات وأدرس علوم أهل البيت عليهم السلام.
كيف كانت قصة الاستبصار؟
زوجي أبوعبدالرحمن كان قد تعرف على المذهب عن طريق شاب ايراني كان يدرس معنا في الجامعة وأصبح هدفه الوحيد هو الهجرة الى قم المقدسة لطلب علوم أهل البيت عليهم السلام ولكن لم يتحقق هدفه الا بعد مرور اثنتي عشر سنة، وأنا وحسب ما ذكرت لكم كنت منغمسة في التدريس ولم يكن لدي توجه في المعارف الاسلامية بل كان تديني تقليدي ولم اناقشه في مسائل المذهب الجديد، اذ انه قد تشيع وأخذ يهتم بمطالعة الكتب الشيعية وبقيت أنا على مذهبي، ولما ذهب ابوعبد الرحمن الى ايران يعني قبل مجيئنا بسنة أرسل علينا ان نلتحق في سوريا وكان ذلك في محرم الحرام.
وهذه أول مرة تأتون الى سوريا.. ولابد أنكم زرتم السيدة زينب سلام الله عليها؟
نعم في أول ما فعله هو أنه أخذنا الى مقام السيدة زينب عليها السلام.. ولعلمكم فان ارض المشرق هي أرض الانبياء والاولياء والمغرب العربي فيه من مقامات اولياء الله الصالحين من الكثرة وكنت ألاحظ الناس في ترددهم على هذه المقامات أنهم يرفعون حاجاتهم الى الله تعالى ويتوسلون بصاحب المقام في قضاء حاجاتهم واستجابة دعواتهم ولكن للأسف عند ماظهرت بعض الفرق اللاأسلامية وأخذت تبث الشكوك والشبهات حول هذه الاعتقادات قلّ عدد الزائرين لهذه المقامات عندنا.
وهل اثرت عليك هذه الشبهات؟
عند دخولنا الى مقام السيدة زينب عليه السلام بهرني جمال واتقان بناء المقام وكذلك احترام الزوار له، وعندها ناولني أبوعبدالرحمن التربة وكتاب زيارة السيدة زينب عليهاالسلام قائلاً صلي ركعتين بعد قرائة هذه الزيارة، ولما شرعت بالقرائة وفيها الوصف لحال بنات رسول الله صلى الله عليه وآله أخذتني رعشة ولم أكن أدري ما حصل في يوم عاشوراء لا بل لم أعرف أن السيدة زينب وبنات المصطفي صلوات الله عليهم قد لحق بهم من الاذى والسبي وكانت هذه الحقائق تدمي القلوب وتذيبها واذا كان الامر كذلك لماذا نجهل هذه الامور؟ لابل لماذا لم ندرسها في دروس التربية الاسلامية؟ وهذه الفجيعة الى تستحق أن يتعرف عليها كل مسلم أم ياترى أنها أخفيت لهدف معين وبالعمد فهذه الاسئلة وغيرها لم أجد لها جواباً فما وجدت حيلة الى البكاء والنحيب.
وماذا حصل لك بعد ذلك؟
في تلك اللحظات الحاسمة والحزينة والتي يكون الانسان فيها أمام حقائق خطيرة تمس عقيدته وتاريخ دينه حصلت على لطف وعناية الهية ورحمة ربانية والتي كانت موجودة في تلك الحضرة الشريفة فتحركت لدي الفطرة الدفينة وذلك الحب العميق الذي أودعه الله سبحانه في قلوبنا أتجاه أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله، وبحمدالله وعونه صارت نقطة التحول في حياتي وأسرتي منذ تلك اللحظة وأعتبرها هدية الهية ونعمة أنعمه الله علينا الى جانب نعمه والحمدلله رب العالمين.
يعني أنك قد أستبصرت دون الرجوع الى التاريخ وكتب السيرة والتعرف على سر الامامة؟
نعم ولكن منذ وصولنا الى ايران بدأت أطالع وأتعرف على الخلاف بين السنة والشيعة في هذه المسائل وخصوصاً مسئلة الامامة وأستغربت كثيراً لماذا حجبت الحقيقة عن الناس وهي قد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة وجاءت في السيرة روايات عديدة حول تنصيب أميرالمۆمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والائمة من ولده لمنصب الخلافة والامامة.
ترى لماذا أخفيت الحقائق عن انظار الأمة؟ وظلت هكذا جاهلة بالتاريخ؟
جهل الامة الاسلامية بالتاريخ في أعتقادي يرجع الى أمرين.. الاول هو تواطۆ العلماء مع الحكام على أخفائها.. والثاني أن الامة الاسلامية والعربية قد تعرضت في القرنين الاخيرين الى الاستعمار الغربي وهذه العوامل جعلت الناس تبتعد عن البحث في الدين والتعلم فأضحى الدين تقليدي دون علم ولابحث ولاتحقيق ولذى تجد أغلب السنة جاهلين للتاريخ والسيرة وهذا ما اجده في المغرب العربي، وجهلهم بأهل البيت ليس بعدهم عنهم ناتج عن عداء أوبغض.
المستبصره ماري ستاينهوف
المستبصررمضاني عمار
المستبصر محمد حبيب سو
المستبصره مونتسدات روفيرا