الحمامة البيضاء
أحبّ الحمام كثيراً، خاصة حمام الحرم.
في أحد الأيّام قال أبي لأمي: سنذهب في العيد إلى مشهد. فرحنا كثيراً، وبدأنا نستعد للسفر.
جاء العيد، وذهبنا إلى مشهد. وفي الحرم.. راح أبي وأمي للزيارة، وبقيت أنا في صحن الحرم. قال لي أبي:
ـ لا تذهب من هنا.. إبقَ هنا حتّى نرجع.
اشتريت قطعة «كليچة» لآكلَها عندما رأيت بعض الناس في الصحن ينثرون لحمامات الحرم حبّات من القمح. أعجبني ذلك، وتقدّمت لأتفرّج. ألقيتُ للحمام قطعة من الكليجة لتأكل منها. ثمّ التفتُ إلى الحرم وقلت:
ـ أيّها الإمام الرضا.. ماذا يضرّ لو أنّ حمامة بيضاء تكون لي ؟!
كنت أفكّر في هذا لمّا رأيت حمامة بيضاء تطير متوجّهة نحوي.. حتّى حطّت على الأرض بقرب قدمي. تعجّبت.. وأخذت أنظر إليها بمحبة. ثمّ أخذت قطعة من الكليجة ووضعتها في راحة يدي وقرّبتها من الحمامة. الحمامة جاءت وصعدت على راحة يدي. أردت أن أبكي من شدّة الفرح. مسحتُ على ظهرها بيدي وقبّلتُ رأسها. وبعد قليل خفقَتْ بجناحَيها وطارت. استدارت حول رأسي دورة كاملة.. ثمّ التحقَتْ ببقيّة الحمام.
لقد كنت سعيداً لأني عاملت الحمامة البيضاء بمحبة وحنان.
وعندما حكيتُ ذلك لأمي قالت:
ـ ولدي، أنت طلبتَ من الإمام الرضا أن تكون عندك حمامة بيضاء، والإمام حقّق لك ذلك، فأرسلَ لك حمامة بيضاء لتأنس برۆيتها.
ومنذ ذلك الوقت.. صرت كلّما رأيت حمامة بيضاء أتذكّر تلك الحمامة، وأقول في قلبي:
ـ
هذه هي حمامتي التي أعطاها في الإمام الرضا.
يعقوب موسى مقدَّم، 13 سنة ـ من أردبيل
عن كتاب: خواطر الزيارة، ص 91 ، نشر: مۆسسة التنمية الفكرية للأطفال واليافعين
يا ضامن الغزالة!(آهو)١
يا ضامن الغزالة!(آهو)2
يا ضامن الغزالة!(هو) 3
يا ضامن الغزالة!(هو) 4
يا ضامن الغزالة!(هو) ٥